مهرجان «صالون الشوكولاته»... كرنفال من الألوان والنكهات في بيروت

يشارك فيه 40 طاهياً و100 جهة عارضة من لبنان والعالم

مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ والشيف شارل عازار مع فستان من الشوكولاته
مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ والشيف شارل عازار مع فستان من الشوكولاته
TT

مهرجان «صالون الشوكولاته»... كرنفال من الألوان والنكهات في بيروت

مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ والشيف شارل عازار مع فستان من الشوكولاته
مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ والشيف شارل عازار مع فستان من الشوكولاته

عشاق الشوكولاته من كبار وصغار كانوا على موعد مع انطلاق مهرجان «صالون الشوكولاته» و«مهرجان بيروت للطهي» في نسختيهما الخامسة والثامنة في مركز بيال للمعارض الواقع على الواجهة البحرية وسط بيروت.
هذه المظاهرة الفنية التي تستقطب الذواقة من أكلات وحلويات لبنانية وغربية تشهد هذا العام استكشاف مجموعة من المطابخ العالمية والمنتجات الجديدة. وهي تتيح في الوقت نفسه للزوار الوقوف على كيفية إعداد الأطباق اللبنانية والدولية بأنامل أفضل الطهاة من خلال 30 عرضاً مباشراً. كما تخصص ركناً لكتب الطبخ (librairie gourmande) لهواة التعرف على أحدث الإصدارات في هذا المجال.
ولعل عرض أزياء الشوكولاته الذي يتضمنه هذا المهرجان والمحضَّر مع هذا المكون الشهي ومن قِبل مصممي أزياء وصناع الحلويات، يعد من أهم المحطات التي ينتظرها اللبنانيون في هذا الموعد من كل سنة.
13 فستاناً طُرزت بالشوكولاته والفواكه تمايلت بها عارضاتها أمام حشد من الفعاليات السياسية والصناعية يتقدمها وزير السياحة في لبنان أفيديس كيدانيان، والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه. وأكد كيدانيان في كلمة ألقاها في المناسبة، أن قلب بيروت لا يزال ينبض بحب الحياة بفضل لبنانيين أمثال جومانا دموس سلامة المديرة التنفيذية لشركة «هوسبيتاليتي سيرفيسيز» المنظِّمة لهذا الحدث. وتابع الحضور مرور هذه التصاميم التي تم تنفيذها تحت عنوان «الكرنفال» على مدى ساعة من الوقت تألقت فيها الشوكولاته بأنواعها من بيضاء وسوداء. أما ضيفة الشرف لهذا العرض فكانت مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ التي تعاونت مع الشيف شارل عازار في تنفيذ فستان من الشوكولاته حمل في تفاصيله الدقة والأناقة معاً.
كما حضر أحد مديري «صالون الشوكولاته» في باريس جيرالد بالاسيوس الذي أشار إلى أن الشوكولاته صارت مكوناً لا يمكن الاستغناء عنه في المطبخ المعاصر ولا في حياتنا اليومية. ويشارك في هذا المعرض الذي يستمر حتى 10 الجاري نحو 40 طاهياً و100 جهة عارضة من لبنان والعالم. وتشير جومانا دموس سلامة، منظِّمة المهرجان، إلى أن الطعام جزء لا يتجزأ من الثقافة اللبنانية.
كرنفال من المأكولات ومكونات الطعام والعصائر والحلويات على أنواعها يتضمنها هذا المعرض الذي يستقطب كل عام نحو 15000 زائر. ويشير رايان الذي كان يقدم «الليموناضة» البترونية الأصيلة، إلى أنه يشارك في هذا المهرجان لتسليط الضوء على هذا العصير التقليدي وإعادة إحيائه بمكوناته الأصيلة من قطع الليمون الحامض وماء الزهر.
ومن الفنون الجميلة التي يضيء عليها المعرض الحفر على الشوكولاته. تقول عبير بلطجي المتخصصة في هذا المجال في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «جميع قطع الشوكولاته التي نصنعها هي غير مغلفة ونحفر عليها الأشكال والوجوه التي يرغب بها الزبون». وفي ركن يختص ببيع العسل اللبناني يتحدث إلياس صياح، من علما الشعب، شارحاً الأنواع الجديدة التي استُحدثت في عالم صناعة العسل من لبنان ليخبرنا بأن أحدثها عسل زهر الطيون وشجر السنديان وزهور الربيع إضافة إلى عسل الريف الأصلي الذي يجمعه النحل من أريق الزهور البرية.
وفي أقسام أخرى من المعرض نطل على مكونات المطبخ اللبناني الأصيل مع فريق «سوق الطيب». فهنا الحلويات مصنوعة مع دبس الخروب والعنب والتفاح بدل السكر، بينما الكبة والفطائر وأقراص الزعتر تحضرها ربات منازل في مناطق لبنانية مختلفة مع مكونات طبيعية من الريف اللبناني كالسماق والجوز والفرفحين وغيرها.
ومن اليونان ومقاطعة بريطانيا الفرنسية (شمال غربي فرنسا) كان لنا لقاء مع الشيفين يماراس وبرتران اللذين جاءا خصيصاً من بلادهما للمشاركة في صناعة قطع شوكولاته بلجيكية بنكهات مبتكرة. «إنها تجربة رائعة نعيشها اليوم في بيروت أتمنى أن نعيدها مرة أخرى، لأن اللبنانيين من الشعوب التي تحب تذوق الجديد في الشوكولاته واكتشاف أحدث ابتكاراتها»، يوضح الشيف الفرنسي في سياق حديثه إلينا.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.