النظام السوري متهم بالتعذيب وكثير من التجاوزات

TT

النظام السوري متهم بالتعذيب وكثير من التجاوزات

أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات في قضية تتعلق بمقتل فرنسيين - سوريين اثنين. وقالت مصادر قضائية، الاثنين، إن المذكرات التي تستهدف رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ورئيس إدارة المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن والمكلف فرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن مزة العسكري اللواء عبد السلام محمود صدرت بتهمة «التواطؤ في أعمال تعذيب» و«التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية» و«التواطؤ في جرائم حرب». وصدرت مذكرات التوقيف في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن تم إعلانها، الاثنين، بحسب «الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان».
ومنذ بدء النزاع في مارس (آذار) 2011، تتهم منظمات حقوقية النظام السوري بانتهاك حقوق الإنسان والتورط في حالات عدة من التعذيب وإعدامات جماعية في مراكز الاحتجاز.
ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قضى نحو 60 ألف شخص تحت التعذيب، أو بسبب ظروف الاحتجاز المريعة في سجون النظام. وهناك نصف مليون شخص دخلوا سجون السلطة منذ بداية الحرب، وفقاً للمصدر ذاته. واتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا الأطراف المشاركة في الحرب مراراً بارتكاب جرائم حرب، وفي بعض الحالات، جرائم ضد الإنسانية.
في يوليو (تموز) 2012، أصدرت «هيومن رايتس ووتش» تقريراً حول ما وصفته بـ«أصناف التعذيب»، من «استخدام الكهرباء» و«الاعتداء والإذلال الجنسي» مروراً بـ«اقتلاع الأظافر» وانتهاءً بـ«عمليات الإعدام الوهمية».
ووفقاً لهذه المنظمة غير الحكومية، فإن هناك 27 مركز احتجاز تديرها أربعة من أبرز أجهزة الاستخبارات. وبالإضافة إلى القواعد العسكرية، يتم استخدام الملاعب والمدارس والمستشفيات للغرض ذاته.
في عام 2014، كشف مصور سابق في الشرطة العسكرية باسم مستعار هو «قيصر» عن آلاف الصور لجثث تحمل آثار تعذيب في سجون النظام بين عامي 2011 و2013، وقد تمكن من الهرب من سوريا صيف عام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة مروعة. وأوضح أن وظيفته كانت تصوير الجثث لحساب وزارة الدفاع قبل النزاع وبعده. وقال: «رأيت صوراً مروعة لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب. جروح عميقة وحروق وعمليات خنق. عيون خرجت من حدقاتها. أطفال ونساء تعرضوا للضرب على أجسادهم ووجوههم».
وأضاف: «لم أر جثثاً في مثل هذه الحالة (...) منذ الصور التي تظهر ما ارتكبه النازيون».
ومذاك، تضاعفت الشكاوى المقدمة من السوريين ضد النظام، خصوصاً في ألمانيا وفرنسا. في فبراير (شباط) 2016، قال محققون يعملون مع الأمم المتحدة إن «الطابع الشامل لوفاة المحتجزين يشير إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن أعمال قتل جماعي، وهذه بمثابة جريمة ضد الإنسانية».
في فبراير 2017، اتهمت منظمة العفو الدولية النظام بإعدام نحو 13 ألف شخص بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا قرب دمشق. وأضافت أن عمليات الإعدام هذه تضاف إلى 17700 شخص قتلوا في سجون النظام كانت أحصتهم سابقاً.
يستند التقرير إلى مقابلات مع 84 شاهداً، بينهم حراس ومعتقلون وقضاة. وكان معظم الضحايا من المدنيين.
في مايو (أيار) 2017، اتهمت الولايات المتحدة النظام بـ«إحراق الجثث» في سجن صيدنايا، بهدف إزالة رفات الآلاف من السجناء الذين تم قتلهم، حسب قولها.
في عام 2012، اتهمت «هيومن رايتس ووتش»، الجيش، باستخدام قنابل حارقة يتم إسقاطها من الجو ما يؤدي إلى حروق بالغة. وهذا السلاح «قد يحتوي على مواد ملتهبة مثل (النابالم) أو (الثرميت) أو الفوسفور الأبيض»، وفقاً لهذه المنظمة غير الحكومية.
وطالما ندد «المرصد السوري» ونشطاء باستخدام «براميل متفجرة» مملوءة بالديناميت يتم إسقاطها من المروحيات والطائرات العسكرية.
رغم النفي، فإن النظام متهم أيضاً باستخدام الأسلحة الكيماوية. فقد وجهت إليه اتهامات بشن هجمات بغاز السارين على معاقل للمعارضة قرب دمشق (أكثر من 1400 قتيل في أغسطس /آب)/ 2013) وخان شيخون في شمال غربي سوريا (نحو 80 قتيلاً) في أبريل (نيسان) 2017.
كما يتهم النظام بعدة هجمات مفترضة بغاز الكلورين، خصوصاً في الغوطة الشرقية.
وأفاد تحقيق نشرته الأمم المتحدة في 15 مارس 2018، واستند إلى 454 مقابلة، بأن جنوداً في الجيش السوري وعناصر في ميليشيات موالية للنظام ارتكبوا عمليات اغتصاب وعنف جنسي منهجي بحق مدنيين. وارتكب مقاتلو الفصائل المعارضة جرائم مماثلة، ولكن على نطاق أقل، بحسب نتائج التحقيق.
ونقلت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية عن إحصاءات لـ«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن 7700 امرأة تعرضن لعنف جنسي أو لتحرش بأيدي مجموعات موالية للنظام.



الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.