«دار الكتب» المصرية تعد بإجراءات لاستعادة مخطوط قنصوه الغوري

جزء من مخطوط قنصوه الغوري التي عرضتها دار سوذبيز للبيع
جزء من مخطوط قنصوه الغوري التي عرضتها دار سوذبيز للبيع
TT

«دار الكتب» المصرية تعد بإجراءات لاستعادة مخطوط قنصوه الغوري

جزء من مخطوط قنصوه الغوري التي عرضتها دار سوذبيز للبيع
جزء من مخطوط قنصوه الغوري التي عرضتها دار سوذبيز للبيع

بدأت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بمصر إعداد ملف يتضمن كل الوثائق والأدلة التي تثبت ملكيتها لمخطوط خاص بقنصوه الغوري، آخر سلاطين المماليك قبل الغزو العثماني لمصر، وذلك لاستعادته من دار مزادات بريطانية كانت تنتوي بيعه، بعدما تمكنت مصر من وقف بيعه في المزاد. وقال هشام عزمي، رئيس الهيئة لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم يسفر التفاوض عن نتيجة سنضطر إلى مخاطبة الشرطة البريطانية واللجوء إلى التقاضي، عن طريق التنسيق مع الخارجية المصرية والسفارة المصرية في لندن».
وكانت دار مزادات «سوذبيز» بلندن قد أعلنت قبل شهر عن بيع المخطوط وهو عبارة عن ربعة قرآنية تعود ملكيتها لقنصوه الغوري، أعقب ذلك إرسال الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق بمصر لدار المزادات ما يثبت ملكيتها للمخطوط، المثبت في سجلات دار الكتب المصرية بتاريخ 1884، وكان آخر ظهور له في السجلات في نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1892. وقال عزمي: «بعد نجاحنا في وقف البيع، بدأنا في إعداد ملف يتضمن المزيد من الوثائق التي تثبت ملكيتنا للمخطوط، وسنخاطب دار المزادات وحائز هذا المخطوط لاسترداده وإعادته لمصر».
وقبل شهرين نجحت دار الكتب بالتفاوض الذي استمر ثلاثة شهور في استعادة مخطوط «المختصر في علم التاريخ» لمحيى الدين الكافيجي من صالة «بونهامز» في العاصمة البريطانية.
ويعود تاريخ مخطوط قنصوه الغوري إلى نحو 600 عام، وسرق من دار الوثائق القومية بالفسطاط في سبعينات القرن الماضي... والمخطوط يضم 28 ورقة، تشتمل على الجزء الرابع من القرآن الكريم، بداية من الآية (92) من سورة آل عمران، وحتى الآية (23) من سورة النساء، حيث تشتمل كل صفحة على 7 أسطر مكتوبة بخط النسخ الأنيق بالحبر الأسود، فيما كتبت أسماء السور بماء الذهب، وكذلك فواصل الآيات، وعلى خلفيته صيغة الوقف التي تثبت وقفه على مدرسة قنصوه الغوري، وبأسفلها رقمه العمومي (19214) بالكتبخانة المصرية (دار الكتب والوثائق القومية حالياً)، وخاتمها الأزرق المعروف.
وعن احتمالات تجاوب الشرطة والقضاء في حال رفضت دار المزادات وحائز المخطوط الحلول الودية، أكد عزمي أن «التجارب السابقة تؤكد أن امتلاك الأدلة الدامغة يعيد الحق، وهو ما حدث قبل أسبوعين حيث نجحت دار الكتب بمساعدة الشرطة الألمانية في وقف بيع كتاب نادر بعنوان «أطلس سيديد العثماني» لمؤلفه محمود رئيف أفندي. مضيفاً: «لم ندخل بمفاوضات في هذا الملف لضيق الوقت، حيث علمنا بالبيع قبل يومين من حدوثه، وخاطبنا السلطات الألمانية المختصة، متمثلة في شرطة برلين، ونجحنا في وقف البيع الذي كان مقررا له في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي... ونعد حالياً ملفاً متكاملاً للمطالبة باسترداد الأطلس النادر أمام المحاكم الألمانية المختصة، وإعادته إلى مجموعة مقتنيات الهيئة».


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)
يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.