«السياحة» المصرية تستعين بشركة عالمية لإجراء فحص شامل

لعبور أزمة البكتيريا القاتلة بفنادق الغردقة

«السياحة» المصرية تستعين بشركة عالمية لإجراء فحص شامل
TT

«السياحة» المصرية تستعين بشركة عالمية لإجراء فحص شامل

«السياحة» المصرية تستعين بشركة عالمية لإجراء فحص شامل

في محاولة لتجاوز أزمة وفاة سائحَين بريطانيَّين بسبب البكتيريا، قررت وزارة السياحة المصرية الاستعانة ببيت خبرة عالمي للتفتيش على سلامة الغذاء بفنادق الغردقة، في إجراء يعد الأول من نوعه، حيث اعتادت الوزارة برامج تفتيش داخلية على الفنادق، وُصفت بأنها روتينية وتنطوي على الكثير من المجاملات.
وقالت وزارة السياحة المصرية، في بيان صحافي الأربعاء، إنها «استعانت بشركة (بريفيرسك Preverisk)، بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، لإجراء فحص شامل للفنادق بمدينة الغردقة، كمرحلة أولى قبل تطبيق نفس التفتيش على باقي الفنادق السياحية في مختلف محافظات مصر». و«بريفيرسك»، بيت خبرة عالمي معتمد في مجال استشارات الصحة والسلامة، يقدم خدماته في 40 مدينة سياحية في 18 دولة، وفقاً للمعايير والقواعد الإرشادية الدولية للصحة والسلامة التي وضعتها منظمة وكلاء وشركات السفر البريطانيين (ABTA)، واتحاد منظمي الرحلات (FTO).
وأضافت الوزارة أن «الجوانب الفنية التي ستخضع للمراجعة ستشمل أنظمة سلامة الغذاء، وأنظمة إدارة المياه، وبرامج تدريب للنظافة الشخصية، ونظافة حمامات السباحة، والسكن والمرافق الخاصة بالعاملين، وإرشادات مقاومة الحشرات واستخدام المبيدات الحشرية».
ووصف سيد الدالي، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، قرار وزارة السياحة بأنه جيد، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاستعانة ببيت خبرة عالمي أمر جيد ومهم، خصوصاً بعد واقعة وفاة السائحَين البريطانيَّين»، مشيراً إلى أن «إجراءات التفتيش التقليدية كانت روتينية وتشوبها المجاملات خصوصاً مع الفنادق الخمس نجوم، لذلك من المهم وجود جهة دولية تحظى بالمصداقية».
وأضاف الدالي أن «مشكلة سلامة الغذاء موجودة في كل مطاعم وفنادق مصر، فلا يوجد اهتمام بهذا الموضوع بشكل كبير، ومن المهم التنبه إليها الآن قبل أن تزيد المشكلة».
يأتي القرار بعد أكثر من شهر على وفاة سائحَين بريطانيَّين هما جون كوبر (69 عاماً) وزوجته سوزان كوبر (63 عاماً)، في فندق «شتايغنبرغر» بمدينة الغردقة، وفي أعقاب إعلان النائب العام المصري أن أحد أسباب الوفاة كان بكتيريا «إي كولاي»، التي أدت إلى فشل في وظائف كبد جون كوبر، بينما توفيت زوجته نتيجة «متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي»، وكانت شركة «توماس كوك» المسؤولة عن الوفد السياحي الذي ضم كوبر وزوجته، قد أعلنت عثورها على «مستوى مرتفع للغاية من بكتيريا إي كولاي المعوية، وبكتيريا المكورات العنقودية في فندق (شتايغنبرغر)»، رغم أن «توماس كوك» كانت قد منحت الفندق تقييماً وصل إلى 97% قبل الحادثة.
وقال الدالي إن «(توماس كوك) ليست متخصصة في مجال سلامة الغذاء، وتفتيشها وتقييمها يكون على الأمور الظاهرية»، مضيفاً أن «وفاة السائحَين البريطانيَّين لم تؤثر على السياحة في الغردقة بشكل مباشر، لأنه عند وقوع الوفاة كان معظم حجوزات الموسم قد تمت بالفعل، وعادةً لا يتم إلغاء الحجوزات القائمة»، مشيراً إلى أن «هذا لا يعني أن السياحة لن تتأثر بالحادث، فمن الوارد أن تتأثر في المواسم المقبلة».
وأشار إلى أن «المشكلة الأكبر ليست في حجم الحجوزات السياحية، فقد لا يقل عدد السياح، لكنها في سعر المنتج السياحي»، موضحاً أن «مثل هذه المشكلات تجعل من الصعب رفع أسعار الخدمات السياحية، بسبب عدم جودة المنتج السياحي، فيصبح تدني الأسعار هو سبب توافد السياح وليس جودة المنتج».
وتأتي خطوة التفتيش على الفنادق ضمن خطة لإعادة هيكلة نظام الفنادق المصرية، لرفع جودة المنشآت الفندقية، وفقاً للمعايير الدولية. ووفق بيان وزارة السياحة المصرية فإن «الشركة الأجنبية ستتعاون مع مفتشي وزارتَي السياحة والصحة في مصر، في معاينة جميع فنادق ومنتجعات مدينة الغردقة، من أجل النهوض بمعايير الصحة والسلامة من خلال الكشف والمتابعة والتدريب وتطوير الأداء لجميع العاملين بهذه الفنادق، خصوصاً هؤلاء الذين يتعاملون بصفة مباشرة مع الأغذية والمشروبات».
ووفقاً لمصادر في غرفة الفنادق السياحية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن عدد الفنادق المسجلة في مدينة الغردقة يبلغ 148 فندقاً، لكنها رفضت الإدلاء بمعلومات حول حجم الإشغالات السياحية بالمدينة، ولا توجد أرقام حديثة عن حجم الإشغالات السياحية بها، حيث حظرت وزارة السياحة المصرية إعلان أعداد الوافدين إلى مصر بشكل عام، وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة المصرية، في مؤتمر صحافي أخيراً، إن «هناك جهات في الدولة تمنع إعلان أرقام الوافدين إلى مصر، حفاظاً على الأمن القومي، وسيتم الإعلان عنها عندما تسمح هذه الجهات»، وهو ما دفع أعضاء في مجلس النواب المصري إلى تقديم طلبات إحاطة بهذا الشأن.


مقالات ذات صلة

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

الاقتصاد بلغ عدد الغرف الفندقية المتوفرة في دبي بنهاية نوفمبر 153.3 ألف غرفة ضمن 828 منشأة (وام)

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

قالت دبي إنها استقبلت 16.79 مليون سائح دولي خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بزيادة بلغت 9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
سفر وسياحة كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء

جوسلين إيليا (مونتي كارلو)
يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».