الجميل يحذّر من سقوط شامل للقطاعات ويدعو المصارف لوضع أجندة إصلاحية

رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل خلال اجتماعه مع رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه (موقع الكتائب)
رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل خلال اجتماعه مع رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه (موقع الكتائب)
TT

الجميل يحذّر من سقوط شامل للقطاعات ويدعو المصارف لوضع أجندة إصلاحية

رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل خلال اجتماعه مع رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه (موقع الكتائب)
رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل خلال اجتماعه مع رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه (موقع الكتائب)

طالب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميل، جمعية المصارف، بأن يكون لديها أجندة إصلاحية، محذراً من سقوط شامل لكل القطاعات، ومعتبراً أن الفرقاء السياسيين غير واعين لخطورة الوضع الاقتصادي والمالي في وقت ينهار فيه لبنان.
وبعد لقائه أمس مع رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، دعا الجميل إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، لتبدأ بالإصلاحات المطلوبة من أجل تخفيض العجز.
وطالب جمعية المصارف بأن يكون لديها «أجندة إصلاحية تضع فيها الدولة اللبنانية أمام مسؤولياتها»، وقال: «لقد أصبح مصير الاقتصاد اللبناني مرتبطاً ببعضه... وإذا بقي الأداء في الدولة، كما نشهد حالياً، فإنه يدمر المالية العامة، وسينزلق الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ».
وتخوف من «سقوط شامل لكل القطاعات، في حال لم تعد الدولة قادرة على أن تدفع موجباتها أو أن تستدين»، موضحاً: «عندما كنا نتكلم سابقاً كانوا يقولون لنا ماذا تفعلون، الآن أصبح الجميع يتكلم عن الإصلاحات نفسها، التي كنا نتكلم عنها في المجلس النيابي، من ضبط الهدر والتوظيف في الدولة، وتنقيتها من الوظائف الوهمية، والتهرب الضريبي، وعجز الكهرباء، وبقية الإصلاحات المطلوبة اليوم، لنتمكن من أن نرد مالية الدولة إلى مكانها الصحيح».
وأكد أنه «لا يمكن القيام بإصلاحات من دون حكومة»، قائلاً: «هناك ضرورة لتشكيل الحكومة، وبرأيي، الفرقاء السياسيون لغاية اليوم غير واعين لخطورة الوضع الاقتصادي والمالي، وهم يأخذون وقتهم في التشكيل، ويتوقف الأمر على وزير من هنا ووزير من هناك في وقت ينهار فيه البلد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».