أدوات تقنية لمراقبة العملات الرقمية

خدمات إلكترونية ومنصات اجتماعية وتطبيقات توفر المعلومات عن قيمتها

أدوات تقنية لمراقبة العملات الرقمية
TT

أدوات تقنية لمراقبة العملات الرقمية

أدوات تقنية لمراقبة العملات الرقمية

يلجأ الخبراء وعموم الجمهور من المتعاملين بالعملات الرقمية إلى توظيف أدوات تقنية لمراقبة قيمتها صعودا ونزولا. وتتعدد أنواع العملات الرقمية المشفرة، وغالباً ما تشهد تقلّبات في قيمتها. ولذا تضمن تلك الأدوات التقنية البقاء على اطلاع دائم على تلك التقلبات.
- خدمات مراقبة
تبدأ معظم الأحاديث حول العملات الرقمية المشفرة بالسعر، وتتوفر اليوم خدمات لا تعدّ ولا تحصى لمراقبة تقلّبات آلاف العملات الرقمية المتداولة. في الشتاء الفائت، شهد موقع «كوينماركتكاب.كوم» (Coinmarketcap.com) الأشهر في هذا المجال، زيارات أكثر من عدد الزيارات التي سجّلتها الصفحة الرئيسية للمطبوعة المالية الشهيرة «وول ستريت جورنال». أمّا الموقع المفضّل بالنسبة لبعض الخبراء مثل المحللة نتانييل بوبر للتقنيات المالية في مقرها في سان فرانسيسكو فهو «أونتشين إف.إكس..كوم» (Onchainfx.com) الذي يسهّل مقارنة الكثير من الإحصاءات المهمّة، كعدد الأشخاص الذين يستخدمون عملة معينة، وكثافة عمل المبرمجين على البرنامج الإلكتروني المشغّل للعملة.
وبعيداً عن موضوع السعر، يمكن القول إنّ العملات الرقمية المشفرة جذابة ومدهشة حقا من حيث أنواع المجموعات التي تتألف حولها. ويميل الناس إلى التجمّع على مواقع «ريديت» و«تويتر» و«تيليغرام»، مما يفرض على المراقبين للعملات تصفحها لمعرفة ما يتحدّث به الناس في هذا الشأن. في هذه المواقع أيضاً، يمكنكم أن تطّلعوا على الإشارات الأولية لمعرفة ما إذا كانت هذه المشاريع احتيالية أو فاشلة.
- مصادر المعلومات
ويمكن توظيف العديد من تطبيقات التراسل للتعرف على مجريات الأمور ومصادر المعلومات. في الصين مثلا، حيث تتمتع العملات المشفرة بسوق كبيرة، يتحدّث الجميع عبر تطبيق «وي تشات». أمّا المصادر الأخرى خارج الولايات المتحدة، فيتركز معظمها على واتساب وتيليغرام. في الولايات المتحدة، يحثّ معارضو الحكومة والمدافعون عن الخصوصية المستخدمين على التراسل عبر تطبيق «سيغنال» فقط، لأنّه يشفّر الرسائل لدى المرسل والمتلقّي.
- الاستثمار في العملات
يتساءل الكثيرون عن الاستثمار في عملات البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية المشفرة. وتقول نتانييل بوبر: «عندما يسألني الناس عما إذا كانوا يجب أن يبتاعوا عملات رقمية مشفرة، يكون جوابي دائماً لا». وهي تشير إلى أن هذه العملات الرقمية تواجه مخاطر كبيرة بالخسارة الكلية وأكثر من أي نوع آخر من معظم الاستثمارات المتوافرة للمستثمرين المؤقتين.
ولكن المحللة الأميركية تستثني من هذه الإجابة الأشخاص المهتمين بالخصائص الجديدة للبيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية، كإمكانية تجميد الأموال في دفتر حسابات رقمي مشترك بدل تجميده في مصرف، وإرسال الأموال دون الحاجة إلى وسطاء. ولكن حتى بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، من الأفضل أن يبدأوا بشراء كمية صغيرة جداً من هذه العملات، لنقل 50 دولاراً من البيتكوين أو الإيثر، لتجربتها والتعرّف إلى إمكاناتها. في حال كنتم لا تزالون تظنون أنّ هذه العملات ستسيطر على العالم في مرحلة معينة، يمكنكم شراء المزيد، ولكن فقط في حال كنتم تنوون الخسارة.
وقد شهدت العملات المشفرة أخيراً تراجعاً كبيراً. ويطرح التساؤل: هل سيكون للعملات الشبيهة بالبيتكوين والإيثر والريبل أي قيمة في زمن ما؟ بقول الخبراء إن ذلك احتمال ضئيل جداً.
ولا شكّ أن احتمال الخسارة يكون أكبر بكثير لغالبية العملات الأخرى التي واجهت اعتداءات أقلّ وعقبات غير متوقعة. ولكن لا يزال هناك بعض الأسئلة الجوهرية حول ما إذا كانت التقنية الكامنة خلف العملات الافتراضية ستتمكّن من جذب المزيد من المستخدمين والحفاظ على خصوصيتهم. حالياً، لا نزال في مرحلة اختبار.
- تقنيات مالية
وعلى صعيد ثان تشهد التقنيات المالية تطورات ملموسة، فقد غيّرت التكنولوجيا شكل النشاط المصرفي لدى الناس. إلا أن ما يفاجئ الخبراء هو عدم استفادة الكثير من أفراد الجمهور منها. فقد سهّل بروز عملية إيداع الشيكات إلكترونياً الأمور إلى حدّ أن الزبون لم يعد مضطرا للذهاب إلى المصرف.
كما سهّلت العمليات المصرفية الإلكترونية البحث عن نسب أفضل للفائدة والأرباح. فبناء على توجيهات مواقع كـ«بانكريت» و«نيردواليت»، يمكن تحريك الأموال لبعض الوقت على أمل العثور على صفقات أفضل.
وبعيداً عن الخدمات المصرفية هذه، هناك طفرة من المنتجات التي تقدّمها الكثير من شركات التقنيات المالية الناشئة التي نشأت خلال العقد الفائت. ويمكن الاستفادة من كثير من التطبيقات والأدوات لترتيب الأمور المالية، ولكنّ قلّة منها مفيدة في جميع المجالات.
والمشكلة هنا هي في الترتيبات المالية التي تحافظ على الخصوصية بشكل ملحوظ، الأمر الذي يصعّب عملية التعامل الآلي. ولكنّ الناس يواجهون غالباً صعوبة أثناء تجربة التطبيقات المالية أكبر من تلك التي يواجهونها أثناء تجربة خدمات إلكترونية أخرى، لأنها غالباً ما تتطلّب إدخال الكثير من التفاصيل المصرفية التي لا يرغب الناس في مشاركتها. والتطبيقات المالية الأكثر استخداما هي تطبيقات المصارف التي يتعامل معها الزبائن.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

انطلقت قبل قليل فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» Microsoft Ignite 2024 من مدينة شيكاغو الأميركية، الذي يستمر إلى نهاية الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني). وحصلت «الشرق الأوسط» على نظرة استباقية حول «عملاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents، ونذكرها في هذا الموضوع.

بداية، تتوجه «مايكروسوفت» نحو تبني الذكاء الاصطناعي على صعيد أوسع في جميع خدماتها، وذلك من خلال ما يعرف بـ«عملاء الذكاء الاصطناعي» و«كوبايلوت» Copilot لتسريع عمليات الشركات والموظفين وتطوير البرامج والتحول إلى الذكاء الاصطناعي على جميع الصعد.

يمكن إيجاد «عميل ذكي» بكل سهولة باستخدام اللغة البشرية

مَن هم «عملاء الذكاء الاصطناعي»؟

«عملاء الذكاء الاصطناعي» هي أدوات لأتمتة الأعمال اليومية بذكاء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تطويرها بسهولة كبيرة وباستخدام النصوص البشرية وليس البرمجية. ويمكن لـ«العملاء» الرد على استفسارات الزبائن عبر الإنترنت بشكل آلي طوال الوقت وتنظيم الجداول المالية والبحث في آلاف الوثائق عن إجابة محددة للزبون، ومن ثم اتخاذ الإجراءات التالية آلياً أو رفعها إلى المستخدم ليعالج الحالات الخاصة يدويا. ويمكن تلخيص تعريف هذه الأدوات على أنها تطبيقات المستقبل المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

قدرات فائقة

ويستطيع «العملاء الأذكياء» مراجعة سجل منتجات الشركة وتحليلها وتلخيصها للمهتمين الذين يرسلون رسائل البريد الإلكتروني إلى الشركة للاستفسار عن منتج أو خدمة محددة، أو الذين يسألون عن ذلك عبر نظام الدردشة في موقع الشركة. ويمكنها كذلك إكمال سلسلة العمل لدى طلب منتج ما وإصدار وإرسال فاتورة الشراء إلى الزبون وطلب استلام المنتج من شركة التوصيل ومتابعة حالة الطلب، دون أي تدخل من المستخدم.

كما يمكنهم البحث في ملفات الشركة الموجودة في SharePoint أو في مجلدات خاصة فيها، والإجابة عن أسئلة الموظفين أنفسهم، مثل سؤال موظف: «ما عدد المنتجات التي تم تسليمها في آخر أسبوعين؟» أو «ما هو إجراء طلب نقل موظف إلى فرع آخر؟»، ليجيب «العميل الذكي» وكأن المتحدث يدردش مع خدمة ذكاء اصطناعي تقليدية، وبالأسلوب نفسه.

تحويل النصوص لغاتٍ مختلفة

ويستطيع بعض «العملاء» تحويل النصوص بين اللغات المختلفة في اجتماعات برنامج «تيمز» ومحاكاة صوت المستخدم ونبرته وتحويلها لغة أخرى بشكل مباشر دون أن يشعر أي شخص بذلك، ليستطيع المشاركون التحدث بلغات العالم وكسر حواجز اللغة بينهم خلال الاجتماعات والتركيز على المسائل المهمة في كل اجتماع. ويستطيع البعض الآخر حل المشاكل التقنية في كومبيوترات المستخدمين. ويستطيع البعض الآخر مساعدة المستخدم في ترتيب جدول أعماله، حيث يمكنه ملاحظة أن اجتماعاً ما قد تجاوز مدته المطلوبة، ليقوم بإعادة جدولة الاجتماع التالي آلياً، أو تلخيص رسائل البريد الإلكتروني غير المقروءة التي وصلت المستخدم خلال اجتماعه وذكر نقاط العمل التالية لكل رسالة.

هذا، وتمت إضافة «العملاء الأذكياء» إلى شبكة «لينكدإن» LinkedIn لمساعدة مديري التوظيف في العثور على الموظفين ذوي المهارات المناسبة وبكل سهولة.

كيفية إعداد «عميل ذكي»

ويمكن إعداد «عميل ذكي» جديد بشكل سهل وباستخدام اللغة البشرية، مع وضع تسلسل العمليات المطلوبة («مثل البحث عن المعلومة، ومن ثم الإجابة عن السؤال، ومن ثم إرسال بريد إلكتروني في حال طلب المستخدم ذلك، أو تحويل الطلب إلى شخص محدد في حال عدم العثور على المعلومة»، وغيرها) وتفعيل «العميل الذكي» فوراً.

ولا يحتاج المستخدم إلى أي خبرة برمجية لإعداد «عميل ذكي» جديد، وكأنه وثيقة نصية جديدة في برنامج «وورد» أو جدول حسابات في «إكسل». يكفي إعداد آلية العمل وكتابة ما الذي ينبغي القيام به في «مايكروسوفت 360 كوبايلوت» لبدء العمل.

برامج «تفهم» المستقبل الذكي

ويمكن للمطورين استخدام خدمة «أزور إيه آي إغنايت» Azure AI Agent Service لدمج «العملاء الأذكياء» مع نصوصهم البرمجية للحصول على برامج متقدمة مدعمة بالذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى كتابة نصوص برمجية معقدة مرتبطة بلغات الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع «العملاء الأذكياء» فهم وإدراك السياق الذي تعمل فيه وتقوم بتقسيم العمل أجزاء وخطوات عدّة والعمل على كل منها وإكمالها بشكل سريع وأكثر كفاءة مما سابق.

كما سيستطيع «العملاء الأذكياء» تقييم المخاطر وخفضها أو تجاوزها وتقديم تقارير الأداء ومتابعة تنفيذ التوصيات، مع وجود الإشراف البشري على الخطوات الأخيرة للتأكد من دقتها وصحتها وضمان عدم حدوث أي خطأ قد يتسبب بضرر على سير العمل.