تتهم واشنطن إسلام آباد بتجاهل المجموعات المسلحة التي تشن هجمات في أفغانستان، انطلاقا من قواعد خلفية في باكستان. وتقول باكستان إنها شنت حملات شرسة ضد الجماعات المسلحة التي نشأت على أراضيها، وإنها تكبدت آلاف الضحايا وأنفقت مليارات الدولارات، في حربها طويلة الأمد على التطرف؛ لكن واشنطن تتهم المسؤولين الباكستانيين بأنهم يتجاهلون أو ينسقون مع الجماعات المسلحة التي تنفذ اعتداءات في أفغانستان، من قواعدها على طول الحدود بين البلدين؛ خصوصاً شبكة حقاني، الأمر الذي تنفيه إسلام آباد.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الأربعاء، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»: «رأيت أو قرأت كثيرا من الانتقادات، وأعتقد أنه من الظلم عدم الاعتراف بالمساهمات التي قدّمتها باكستان للنجاحات التي حققتها (الولايات المتحدة) في أفغانستان. ولقد حققتم نجاحات رغم التحديات».
ويعتقد البيت الأبيض أن وكالات الاستخبارات الداخلية في باكستان وهيئات عسكرية أخرى، ساعدت لفترات طويلة في تمويل وتسليح حركة طالبان لأسباب آيديولوجية، وكذلك لمواجهة النفوذ الهندي في أفغانستان المحاذية. وتضغط الولايات المتحدة على باكستان منذ سنين، للقضاء على الملاذات الآمنة للجماعات المسلحة على أراضيها.
وقال قريشي في لقاء في معهد الولايات المتحدة للسلام، غداة لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، في مقر وزارة الخارجية، الثلاثاء، بواشنطن، إنّ «قطع التدريبات وعدم إعطاء المعدات الدقيقة التي يمكن أن تستخدم ضد الإرهاب، لا أعلم لأي مدى يمكن أن يساعد ذلك!»، داعيا لاستئناف التعاون مع الولايات المتحدة.
وتعهدت باكستان بدعم مفاوضات الحكومة الأفغانية مع حركة طالبان، لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما، فيما حضّت الولايات المتحدة على استئناف المساعدات العسكرية والتوقف عن لومها بخصوص دعم المتطرفين. وزار قريشي واشنطن لشرح استراتيجية رئيس الوزراء الجديد عمران خان بخصوص أفغانستان.
واعتبر بومبيو خلال لقائه الثلاثاء مع نظيره الباكستاني، أن هناك دينامية لإحراز تقدم في عملية السلام الأفغانية. وبعد شهر من إعلان الجيش الأميركي إلغاء مساعدات لباكستان بقيمة 300 مليون دولار، قال قريشي إنه وجد بومبيو «مستعداً للاستماع» لباكستان، مشيرا إلى أنّه عائد إلى باكستان «أكثر تفاؤلا بعض الشيء» من قبل. وأعلن بومبيو أنه يريد «طي صفحة» في العلاقات المتوترة مع إسلام آباد. وأكد الأربعاء، بحسب بيان الخارجية، أن «الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل مع الحكومة الجديدة في باكستان»، مضيفا أنه يريد «مواصلة حوار بناء».
وتتكثف الجهود الدبلوماسية لدفع «طالبان» الأفغانية إلى التفاوض مع حكومة كابل؛ لكن هجمات عدة أدت إلى تراجع الآمال بإحراز نجاح دبلوماسي. وأضافت الخارجية الأميركية، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أن بومبيو شدد مع نظيره الباكستاني «على الدور المهم الذي تستطيع أن تؤديه باكستان، للتوصل إلى تسوية يتم التفاوض بشأنها في أفغانستان».
وأبلغ بومبيو، الذي التقى خان الشهر الفائت في أسلام آباد، قريشي، أن باكستان عليها أن تلعب «دورا مهما» في مفاوضات السلام مع «طالبان» في أفغانستان، على ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت. وأضافت أن بومبيو «يوافق على أن هناك زخما للتقدم في عملية السلام في أفغانستان، وأن على (طالبان) في أفغانستان اغتنام الفرصة من أجل الحوار».
وأكّد قريشي في محاضرته في معهد الولايات المتحدة للسلام، أن بلاده تتصرف «بحسن نية» لإطلاق مسار دبلوماسي مع طالبان، في مسعى لإنهاء الحرب الدامية.
واشنطن «مستعدة للاستماع» لإسلام آباد واستئناف المساعدات
واشنطن «مستعدة للاستماع» لإسلام آباد واستئناف المساعدات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة