جدل حول بيع قطع من أرضية البرلمان البريطاني

تعود إلى القرن التاسع عشر ووصفت بأنها من «أجمل البلاط في العالم»

تم استبدال ستة آلاف قطعة من بلاط الرويال غاليري بقطع حديثة وعرضت البلاطات الأصلية التي لا تزال بحالة جيدة في المتجر الملحق بمبنى البرلمان («الشرق الأوسط»)
تم استبدال ستة آلاف قطعة من بلاط الرويال غاليري بقطع حديثة وعرضت البلاطات الأصلية التي لا تزال بحالة جيدة في المتجر الملحق بمبنى البرلمان («الشرق الأوسط»)
TT

جدل حول بيع قطع من أرضية البرلمان البريطاني

تم استبدال ستة آلاف قطعة من بلاط الرويال غاليري بقطع حديثة وعرضت البلاطات الأصلية التي لا تزال بحالة جيدة في المتجر الملحق بمبنى البرلمان («الشرق الأوسط»)
تم استبدال ستة آلاف قطعة من بلاط الرويال غاليري بقطع حديثة وعرضت البلاطات الأصلية التي لا تزال بحالة جيدة في المتجر الملحق بمبنى البرلمان («الشرق الأوسط»)

بعيداً عن المناقشات السياسية الحامية التي تجري في أروقة البرلمان البريطاني، يثار حالياً نقاش مختلف في طبيعته، ويدور حول «بلاط» أرضية قاعات البرلمان. حيث تعرض قطع من بلاط الأرضية التي يعود تاريخها للقرن الـ19 للبيع ضمن الهدايا الفاخرة في المتجر الخاص بالبرلمان. وحسب تقرير لصحيفة «آرت نيوزبيبر»، فالأرضية التي مشى عليها آلاف السياسيين في بريطانيا، وشهدت صفقات ومجادلات ونقاشات سياسية مختلفة، جار عليها الزمن ومسح ألوانها؛ مما دعا للبدء في أعمال ترميم وإعادة تركيب لأرضيات جديدة.
وعلى موقع «المتجر» الإلكتروني يظهر أن القطع التي يصل سعر الواحدة منها 200 جنيه إسترليني قد بيعت بالكامل. وقد أثمرت عملية البيع عن نحو 300 ألف جنيه إسترليني من الأرباح التي ستوجه نحو نفقات البرلمان.
والمعرف أن قطع البلاط قد ركبت بناءً على طلب من المعماري من أغسطس ويلبي نورثمور بوغين في 1840 بعد أن أعيد بناء مبنى البرلمان على الطراز القوطي إثر حريق دمر أجزاء كبيرة من المبنى في عام 1834. وكان المصمم والمعماري بوغين قد صمم الطراز القوطي في المباني والممرات التي يفتخر بها البناء العريق حتى اليوم. والمعروف أيضاً أن بوغين قد كلف مصنع «ميلتون» بمدينة ستوك أون ترنت لصناعة البلاطات الشهيرة. وتروي الكتب، أن بوغين أبدى سعادته بالنماذج التي تسلمها من المصنع قائلاً في رسالة لصاحب المصنع أنها «أجمل قطع بلاط في العالم».
وخلال عملية البناء تم تركيب 75 ألف بلاطة تحمل الحروف القوطية، وتم توزيعها على ستة ممرات رئيسية في قصر وستمنستر منها مدخل الأعضاء والبهو الرئيسي والرويال غاليري. وقد استبدلت بعض البلاطات في القرن العشرين بعد أن دمرت خلال القصف الجوي أثناء الحرب العالمية الثانية.
وتأتي عملية ترميم وإصلاح الأرضيات في قصر وستمنستر والمستمرة حالياً إلى جانب عمليات الترميم لساعة بيغ بن، إثر قرار في عام 2010 لاستبدال بلاطات بوغين بالكامل، ووكل بالمهمة لشركة بناء لندنية تعرف باسم «دي بي آر» التي كلفت مصنعاً جديداً بتصنيع البلاطات الجديدة على المواصفات السابقة نفسها، وبخاصة أن المصنع الأصلي (ميلتون) قد توقف عن العمل.
وحسب التقارير الصادرة، فقد تم استبدال ستة آلاف قطعة من بلاط الرويال غاليري بقطع حديثة، كما عرضت البلاطات الأصلية التي لا تزال بحالة جيدة في المتجر الملحق بمبنى البرلمان لتوفير المال اللازم لاستكمال أعمال الترميم، وكانت الأسعار تبدأ من 95 جنيهاً إسترلينياً إلى 200 جنيه إسترليني، وقد بيعت المجموعة بالكامل. وعلى الموقع عرضت البلاطات مع عبارة تعريفية موجهة للمشتري تقولـ«اقتنِ قطعة من التاريخ عبر شراء قطعة فنية من أرضية قصر وستمنستر تم تثبيتها في الفترة ما بين 1847 إلى 1852».
ومن وجهة نظر عملية، فإن عملية البيع مفيدة في أنها توفر المبلغ المطلوب للإصلاحات من دون الاضطرار إلى تخصيص مبالغ من خزينة الدولة، لكن بما أننا في بريطانيا التي تحتفي بكل قطعة من تاريخها لدرجة الهوس أحياناً، فكان من الطبيعي أن يثور جدل حول أهمية المحافظة على التراث وعدم التفريط فيه بالبيع.
ومثالاً لذلك، قال دان هيكس، أستاذ علم الآثار بجامعة أكسفورد، إن بيع البلاطات يسجل سابقة مقلقة، ويضيف لصحيفة «ذا آرت نيوزبيبر»: يبيع أعضاء البرلمان قطعاً من الثروة البرلمانية، قطعة فقطعة، هل هذا هو المثل الذي نريد أن نسجله بالنسبة للمباني المحمية الأخرى في البلاد؟».
غير أن متحدثاً باسم البرلمان قام بالرد قائلاً «لقد وافق البرلمان بمجلسيه على وجوب إيجاد سبل مختلفة للاستفادة من البلاطات التي تصلح للاستخدام. وسيخصص الريع الذي سيحققه (متجر) مبنى البرلمان تجاه نفقات المبنى المختلف،ة كما سيذهب جزء من المبلغ لصندوق خيري يخصص لتوعية الجمهور بالتاريخ والتراث وطبيعة عمل البرلمان».
وتبلغ تكلفة مشروع التحديث والترميم الذي يجري حالياً نحو ثمانية ملايين جنيه إسترليني، وحسب ما تذكر شركة «دي بي آر» للبناء على موقعها، فإن المشروع سيكتمل العام المقبل. وأوضح الموقع بعض التفاصيل حول عملية الاستبدال «قام العمال الحجارون بإنقاذ عدد من البلاطات التاريخية الصالحة للاستخدام ليتم تركيبها في مناطق بعيدة عن الأقدام، بينما سيتم وضع القطع الجديدة في الأماكن المستخدمة بكثرة».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».