لعقد من الزمان، ظل اللون الوردي رفيق شهر أكتوبر (تشرين الأول)، الشهر العالمي للتوعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، ويؤكد عاملون في قطاع التوعية أن الوقت حان لإقرار إلزامية الفحص للسيدات اللاتي تجاوزن 40 عاما.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية أمس بدء حملة توعوية للكشف المبكر عن سرطان الثدي تحت شعار «لا تصيرين الثامنة»، وتأتي هذه الحملة تزامنا مع فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي. وأوضحت الوزارة من خلال تصاميم إنفوغرافيك توعوية نشرتها عبر حسابها على «تويتر» أن واحدة من بين كل 8 نساء عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وترى الدكتورة إيمان المهوس، رئيسة برنامج الكشف المبكر في جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن إلزامية الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي باتت ضرورية اليوم، كاشفة بأن بعض الجهات الخاصة بدأت مؤخرا بذلك من خلال إلزام الموظفات قبل تجديد العقد السنوي بإحضار نتيجة فحص الماموغرام.
وعن حملة هذا العام التي تنطلق في عدد من المراكز المتخصصة في المنطقة الشرقية، ومنها حملة «اقطعي الشك بالتصوير»، تقول المهوس: «لدينا طاقات جبارة من المتطوعين ومعدات حديثة تمتلكها جمعية السرطان ومركز مي الجبر للكشف المبكر، وهذه المعدات تضاهي الموجودة في المستشفيات. خلال 10 سنوات وصلنا إلى نحو 16 ألف حالة فحص مبكر، وتم اكتشاف 125 إصابة للسيدات بمراحل مختلفة، وهذه السنة نركز على رفع الوعي بصورة كبيرة».
وتتفق معها الدكتورة فاطمة الملحم، عميدة الدراسات الجامعية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام ورئيسة حملة الكشف المبكر لسرطان الثدي بالجامعة، التي ترى كذلك أهمية الفحص الإلزامي للكشف المبكر لسرطان الثدي على جميع السيدات اللاتي تجاوزن 40 عاما، قائلة: «هذا حلم من أحلامي، أن يكون لدينا مشروع وطني للفحص المبكر لسرطان الثدي، فهناك فرق كبير بين التصوير العشوائي والتصوير الإلزامي».
وأشارت الملحم خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الخيرية والجهات التوعوية، إن لم يترافق معها حضور السيدات للفحص، فإنها تعد نوعا من الهدر، بحسب وصفها. وعن حملتهم التوعوية، توضح الملحم أنها تشمل 30 ألف طالبة وموظفة بالجامعة إلى جانب عدد كبير من المدارس والجهات، «نعتمد هذا العام على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وتركيزنا على الشابات والطالبات لأنهن المستقبل، والكشف المبكر ثقافة من الأفضل أن تُغرس منذ الصغر».
إلا أن الملحم تؤكد على ازدياد الوعي بقولها: «في السابق كانت السيدات يأتيننا بدرجات متأخرة، ما يقلل نسب النجاة، بينما الآن نحو 36 في المائة من الحالات هي من الدرجة الأولى، وبالإمكان شفاؤها».
وزارة الصحة بدورها أشارت إلى احتمالية الحد من الإصابة بسرطان الثدي من خلال اتباع عدد من النصائح، ومنها الابتعاد عن تناول حبوب منع الحمل لمدة طويلة والكشف بالماموغرام كل سنة إلى سنتين بعمر 40 سنة فما فوق، والكشف المبكر في حال وجود تاريخ عائلي بهذا المرض، وتجنب استخدام المعالجة الهرمونية بعد انقطاع الطمث، وممارسة النشاط البدني ما لا يقل عن 30 دقيقة يوميا، وتناول الغذاء الصحي الغني بالخضار والفواكه، وتجنب السمنة وزيادة الوزن وممارسة الإرضاع الطبيعي والإنجاب المبكر قبل عمر 30 سنة.
وأكدت الوزارة أن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم بعد سرطان الرئة، إلى جانب كونه السرطان الأول عند النساء عالمياً، مشيرة إلى أن سرطان الثدي في المملكة أكثر شيوعا بين السيدات بعمر 40 عاما فما فوق وأن أكثر من 55 في المائة من حالات السرطان في المملكة يتم كشفها في مراحل متأخرة، ما يقلل من فرصة الشفاء منه. وشددت الوزارة على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، على اعتبار أنه يرفع معدل الشفاء لنحو 95 في المائة.
{أكتوبر الوردي} في السعودية... مطالب بإلزامية فحص سرطان الثدي
واحدة من كل 8 سعوديات عرضة للإصابة بالمرض
{أكتوبر الوردي} في السعودية... مطالب بإلزامية فحص سرطان الثدي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة