3 علماء سخّروا مبادئ نظرية التطور لأغراض علاجية وصناعية

أميركيان وبريطاني يفوزون بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2018

3 علماء سخّروا مبادئ نظرية التطور لأغراض علاجية وصناعية
TT

3 علماء سخّروا مبادئ نظرية التطور لأغراض علاجية وصناعية

3 علماء سخّروا مبادئ نظرية التطور لأغراض علاجية وصناعية

لأعمالهم حول التطور الموجه والأجسام المضادة والببتيدات التي سمحت «بتسخير مبادئ نظرية التطور» لأغراض علاجية وصناعية، منحت جائزة نوبل للكيمياء 2018، أمس الأربعاء، إلى الأميركية فرنسيس إتش. أرنولد، ومواطنها جورج ب. سميث، والبريطاني غريغوري ب. وينتر.
ونالت أرنولد نصف الجائزة، فيما منح نصفها الآخر إلى سميث (77 عاما)، ووينتر (67 عاما). وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها تسعة ملايين كرونة سويدية (1.01 مليون دولار). وأرنولد هي خامس امرأة تفوز بـ«نوبل للكيمياء» منذ استحداثها عام 1901. وقد نالت هذه الجائزة قبلها ماري كوري 1911، وإيرين جوليو - كوري 1935، ودوروثي كروفوت هودجكين 1964، وآدا يوناث 2009.
والتطور الموجه هو مجموعة من التقنيات التي تسمح بتحسين بروتين أو حمض نووي، من خلال نسخ عملية التطور الطبيعية بشكل اصطناعي مع إعطائها الوجهة المبتغاة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفتحت أعمال العلماء الثلاثة الباب أمام إنتاج مواد جديدة وأنواع جديدة من الوقود الحيوي أكثر مراعاة للبيئة، وعلاجات ابتكارية، على ما قالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم القيمة عن هذه الجائزة. واستخدم العلماء الثلاثة مبادئ نظرية التطور بشأن التغيرات الجينية والانتقاء، لتطوير بروتينات تستخدم في مجموعة من المجالات.
وأوضح كلايس غوستفسون، رئيس اللجنة المانحة للجائزة: «لقد نسخوا مبادئ نظرية داروين وطبقوها في أنبوب. استفادوا من فهم الجزيئات الذي نستمده من نظرية التطور لإعادة تشكيلها في المختبر». وأضاف: «تمكنوا من تسريع التطور آلاف المرات، وأعادوا توجيهه لإنتاج بروتينات جديدة». وأرنولد (62 عاما) التي عانت من سرطان الثدي، أستاذة في الهندسة الكيميائية في معهد «كاليفورنيا إنستيتوت أوف تكنولوجي».
وساعدت طريقتها في إعادة كتابة الـ«دي إن أيه» لمحاكاة التطور في حل مشكلات كالاستغناء عن مواد كيميائية سامة، مثل الوقود الأحفوري. ونتيجة لذلك، يتم إنتاج وقود حيوي من مصادر متجددة مثل قصب السكر. ويتم تطوير مواد كيميائية أكثر مراعاة للبيئة، وتحسين سلع تستخدم يومياً، مثل مساحيق الغسيل، لتعزيز نتائجها على حرارة باردة.
وقالت أرنولد في عام 2016: «أجمل الأشياء وأكثرها تعقيداً وعملانية في العالم أتت نتيجة التطور. يمكننا الآن استخدام التطور للتوصل إلى أشياء لا يمكن لأي إنسان أن يعرف كيف يصممها».
وأضافت: «التطور هو أنجع وسيلة هندسية في العالم، وعلينا أن نستخدمه لإيجاد حلول بيولوجية جيدة للمشكلات. فبدلاً من استخراج النفط من باطن الأرض لإنتاج الوقود، يمكننا أن نستخدم طاقة الشمس المخزنة في النبات».
وطور سميث، من جامعة ميزوري، ووينتر، المهندس الجيني، في مختبر «إم آر سي» للبيولوجيا الجزيئية في «كامبريدج»، «طريقة أنيقة» يمكن من خلالها استخدام فيروس يصيب البكتيريا لتطوير بروتينات جديدة، على ما قالت الأكاديمية.
وأدت أبحاثهما إلى تطوير أدوية لالتهاب المفاصل والصدفية والتهابات البول؛ فضلاً عن أجسام مضادة يمكنها القضاء على سموم، ومحاربة الأمراض المناعية الذاتية، ومعالجة السرطان المنتشر في أنحاء الجسم.
وقال غوران هانسون، رئيس الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، للصحافيين، إن أعمال العالمين «لها تأثير هائل في مجال الطب؛ خصوصاً، مع أدوية تقوم على الأجسام المضادة تترافق مع أعراض جانبية أقل وفاعلية أكبر».
وسيتسلم الفائزون جائزتهم من ملك السويد كارل غوستاف، في مراسم رسمية في استوكهولم، في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، في ذكرى وفاة المخترع السويدي ألفرد نوبل، مؤسس الجوائز.
وفاز بالجائزة العام الماضي السويسري جاك دوبوشيه، والأميركي جواكيم فرنك، والبريطاني ريتشارد هندرسون، لتطويرهم طريقة ثورية لمراقبة الجزيئات تعرف باسم الاستجهار الإلكتروني بالحرارة المنخفضة.
وانطلق موسم «نوبل 2018» مع منح جائزة الطب، الاثنين، إلى عالمي المناعة: الأميركي جيمس آليسون، والياباني تاسوكو هونجو، لأبحاثهما حول كيفية محاربة الدفاعات الطبيعية للجسم مرض السرطان.
ونال الأميركي آرثر آشكين، والفرنسي جيرار مورو، والكندية دونا ستريكلاند، جائزة الفيزياء، الثلاثاء، لاكتشافاتهم في مجال فيزياء الليزر، التي مهدت الطريق أمام تصميم أدوات دقيقة متطورة تستخدم في جراحات العين وفي الصناعة.
أما جائزة الاقتصاد، فتمنح الاثنين المقبل. ويكشف عن هوية الفائز بـ«نوبل السلام»، الجمعة، في أوسلو. وللمرة الأولى منذ عام 1949 أرجئ إعلان الفائز أو الفائزة بجائزة الآداب لمدة سنة، بسبب انقسامات داخلية، وانسحاب عدة أعضاء من الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة، على خلفية فضحية اعتداء جنسي طالت شخصاً مرتبطاً بها.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.