«مهرجان بيروت للمطاعم» فسيفساء من الأكلات اللبنانية والأجنبية

تستضيفه محطة القطار في شارع مار مخايل العريق

محطة قطار مار مخايل تحولت إلى فسيفساء مأكولات لبنانية وأجنبية في «مهرجان بيروت للمطاعم»
محطة قطار مار مخايل تحولت إلى فسيفساء مأكولات لبنانية وأجنبية في «مهرجان بيروت للمطاعم»
TT

«مهرجان بيروت للمطاعم» فسيفساء من الأكلات اللبنانية والأجنبية

محطة قطار مار مخايل تحولت إلى فسيفساء مأكولات لبنانية وأجنبية في «مهرجان بيروت للمطاعم»
محطة قطار مار مخايل تحولت إلى فسيفساء مأكولات لبنانية وأجنبية في «مهرجان بيروت للمطاعم»

في شارع مار مخايل البيروتي العريق وعلى ساحة محطة سكة القطار الحديدي ينشط «مهرجان بيروت للمطاعم» في نسخته الثالثة. تشارك في هذا الحدث باقة من أفضل المطاعم والمقاهي ومحلات الباتيسري اللبنانية. ويهدف هذا المهرجان الذي تنظمه نقابة أصحاب المطاعم بمشاركة «هوسبيتاليتي سيرفيسز» برعاية وزارة السياحة، إلى تعزيز مجال الضيافة وتسليط الضوء على الخدمات رفيعة المستوى المقدمة في المطاعم التي تعد أحد أهم أركانه الأساسية.
فسيفياء ملونة من الأكلات اللبنانية والأجنبية تتوزع على أكشاك وعربات طعام ومقاهي تغطي كامل مساحة محطة القطار. فيسير زوار هذا الحدث على السكك الحديدية المهجورة، يقومون بجولة تجمع ما بين عراقة المكان وحداثة العروض المنوعة التي يكتنفها.
«إننا نشارك في هذا المهرجان منذ انطلاقة نسخته الأولى كونه يساهم في إيصال لقمتنا المميزة إلى أكبر عدد من اللبنانيين»، تقول أم علي التي تستقبلك على مدخل المهرجان مع مناقيش الكشك والصعتر والبقلة مع البصل والمخبوزة على الصاج في كشك يحمل اسمها. أما جوليان عزيز الذي يعرض 8 أصناف من الصعتر البلدي بخلطاته المختلفة فيؤكد في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «من البديهي أن نشارك في (مهرجان بيروت للمطاعم) لأنه يستقطب أكثر من 15 ألف زائر سنويا. وأحمل من بلدتي كفرحونة الجنوبية خلطات صعتر لا تشبه غيرها بطعمها التقليدي مع السماق وأخرى تدخلها أطايب الجوز والكاجو ومنكهات أخرى من اليابان». يجول نظرك يمينا ويسارا وأنت تستكشف أصناف الطعام التي يجمعها هذا المعرض تحت سقف واحد. وتحتار تحت تأثير روائح طعام معطرة عند أي مطعم أو كشك تتركه يرتاح.
فكما الشاورما اللذيذة التي تشدك بمنظرها الشهي عند «بوبوف» فإن مطعم «أم جورج» يسرق انتباهك بنار الحطب المشتعلة تحت قطع اللحم والبطاطا المحضرة على طريقة صاحبة هذا المطعم الواقع في شارع الجميزة. ومع أطباق اللحم المشوية على الطريقة الفرنسية مع الشيف كوكليه وأخرى تنتسب إلى عالم الديلفيري من هامبرغر ونقانق، وثالثة تتسلل إلى أنفك تحت عنوان «الخروف» وغيرها من «البيتزا» و«الباستا» و«السوشي» ستجد دون شك ما تبحث عنه من أصناف طعام ترضي مطالب شهيتك المفتوحة.
ويشير نقيب أصحاب المطاعم أنطوان الرامي بأن هذا المهرجان هو استكمال للاحتفال بفوز مدينة بيروت في عام 2015 كمقصد أول للطعام في العالم. فهي عروس المتوسط وتمتلك كل عناصر الجمال والبهجة لوطن غني بالإبداع. فيما اعتبرت جومانا دموس سلامة المديرة التنفيذية لـ«هوسبيتاليتي سرفيزس» المشاركة في تنظيم هذا الحدث بأن مطاعم لبنان ومقاهيه تتمتع بالجودة والنوعية، إضافة إلى خبرة بكل المقاييس للحفاظ على لبنان وديمومته».
وجرى على هامش المهرجان تكريم نهاد دموس، عرّاب مجالي السياحة والضيافة في لبنان ولتكريسه نحو 50 عاما من عمره في خدمتها. وكذلك الشيف يوسف عقيقي لاندراجه من خلال مطعم «برغندي» على لائحة الـ50 أفضل مطعم من قبل خبراء الأغذية وأعضاء الأكاديمية العالمية على شبكة «سي إن إن» وفي تحية لسفراء المطبخ اللبناني تم تكريم كل من كريستين أسود صفير (مطعم سمسم) وكمال مذوق (مطعم طاولة) لتميزهما في نشر المطبخ اللبناني في العالم.
أما وزير السياحة أفيديس كيدانيان، فقد أشار خلال افتتاح المهرجان إلى الجهد الذي يبذله المواطن اللبناني لإبقاء بلده على الخريطة العالمية في مختلف المجالات متقدما بذلك على رجال السياسة فيه. كما أثنى محافظ بيروت زياد شبيب على أهمية هذا الحدث، مشيرا إلى أن العمل جار حاليا على رفع مستوى المعايير الصحية والسلامة العامة لأن صيت هذا القطاع في العالم مهم جدا وإيجابي.


مقالات ذات صلة

«الوحوش»... مطعم بريطاني يسعّر البيتزا بالأناناس بـأكثر من 100 دولار

يوميات الشرق «اليونيسكو» أدرجت عام 2017 فن إعداد بيتزا نابولي في قائمة التراث غير المادي للبشرية (رويترز)

«الوحوش»... مطعم بريطاني يسعّر البيتزا بالأناناس بـأكثر من 100 دولار

شنّ مطعم بريطاني حملة جديدة ضد البيتزا بالأناناس، إذ رغم إدراجه إياها في قائمة طعامه، حدد سعراً باهظاً لها هو 100 جنيه إسترليني (أكثر من 123.5 دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

لقاح لمكافحة زيادة الوزن قد يصبح واقعاً... ما القصة؟

اكتشف الباحثون في جامعة كولورادو بولدر الأميركية الآليات اللازمة لإنتاج لقاح رائد يمكن أن يساعد الناس في الحفاظ على وزنهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».