الأردن: سوق جارا تختتم فعاليات موسمها الرابع عشر

وسط مشاركات واسعة ونجاح متميز

الأردن: سوق جارا تختتم فعاليات موسمها الرابع عشر
TT

الأردن: سوق جارا تختتم فعاليات موسمها الرابع عشر

الأردن: سوق جارا تختتم فعاليات موسمها الرابع عشر

أعلنت جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا)، الجهة القائمة على تنظيم سوق جارا، اختتام الموسم الحالي للسوق يوم أمس (الجمعة)، مع تطلعات لمزيد من الإنجاز والنجاح في العام المقبل.
وكعادتها كل عام، حققت سوق «جارا» نجاحاً ملموساً ومميزاً على صعيد عدد المشاركين والزوار والرعاية والاهتمام الإعلامي. وأكدت إدارة الجمعية أهمية الاستمرار في تحقيق رسالة السوق الهادفة لفتح مجال لتسويق منتجات الجمعيات، وتوفير فرصة ثمينة لأصحاب المشاريع الصغيرة ودعم المؤسسات الخيرية المحلية والسيدات العاملات من منازلهن لعرض منتجاتهن، حيث عملت السوق على المساهمة في إثراء حياة الكثيرين من خلال إتاحة الفرصة لهم في عرض أعمالهم ومشاريعهم الصغيرة من خلالها، كما أصبحت مقصداً لكثير من العائلات والفنانين والرياضيين وغيرهم من المهتمين بالحرف اليدوية والمأكولات البيتية والمعروضات الفنية والتحف والأثاث والفخاريات واللوحات الفنية والإكسسوارات المصنعة يدوياً والرسومات وغيرها، مع الحفاظ في الحين ذاته على أصالة وتاريخ منطقة جبل عمان.
كما استقطبت السوق كثيراً من الزوار المحليين والسياح من شتى أنحاء العالم أثناء فترة انعقادها (أيام الجمعة طوال فترة الصيف)، ما يؤكد أن هذه السوق أصبحت منطقة جذب سياحية مهمة في مدينة عمّان، وتحديداً منطقة جبل عمان، وذلك لتنوع نشاطاتها التي تحاكي كل الفئات ولكونها أطول سوق مفتوحة شهدتها المملكة في العقود الأخيرة.
وقد قامت جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا) بالتعاون مع الشركة المنظمة لسوق جارا بإجراء عدة دراسات حول أعداد الزوار للسوق في موسمها لعام 2018، حيث تبين أن ما يقرب من 11 ألف زائر قد ارتادوا السوق (أيام الجُمع) ومن كل الفئات العمرية من الكبار والصغار وحتى الأطفال وبمشاركة ما يزيد على 186 مشتركاً من كل المحافظات قاموا بعرض منتجاتهم المتنوعة والفريدة.
تقام سوق جارا برعاية ودعم كثير من الجهات إيماناً منها برسالة الجمعية وجمالية السوق، مدركين أهمية تسليط الضوء على مدينة عمّان وإرثها الحضاري، وذلك بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى، والشريك الاستراتيجي شركة زين الأردن والشركة الأهلية للتمويل الأصغر.
ومن الجدير بالذكر أن جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا) هي جمعية غير ربحية تأسست بهدف الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عمان القديم، حيث تتلخص رؤيتها في التعريف بحي جبل عمان القديم على صعيد علاقته الوطيدة بالمنشأ التاريخي والثقافي والاجتماعي للأردن والحفاظ على الإرث الحضاري له.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».