انشغلت وسائل الإعلام العالمية بخبر اكتشاف سفينة غارقة منذ 400 عام قبالة سواحل البرتغال، ورأى أحد الخبراء أن الكشف يعد أهم حدث من نوعه في تاريخ البلاد على الإطلاق، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز»، أمس.
وعثر علماء الآثار على توابل، ومدافع، وخزف صيني، وأصداف مسننة داخل وحول حطام السفينة الغارقة التي تم اكتشافها، في أوائل سبتمبر (أيلول) الجاري، بالقرب من بلدة كاشكايش الساحلية في البرتغال، وهي منتجع سياحي، تقع إلى الغرب من العاصمة البرتغالية لشبونة على مسافة تبلغ نحو 30 كيلومتراً.
وعثر الباحثون الأثريون على حطام السفينة ضمن مشروع للبحث الأثري مستمر منذ 10 سنوات بدعم من الحكومة البرتغالية، والقوات البحرية الوطنية، ومجلس بلدية كاشكايش، وجامعة نوفا في لشبونة.
وكانت السفينة -التي كانت غارقة على عمق 40 قدماً تحت سطح المحيط- في رحلة العودة من الهند إلى البرتغال. وكانت محتوياتها، كما صرّح جورجي فراير، مدير مشروع البحث الأثري، لوكالة «رويترز»، «محفوظة بشكل جيد للغاية».
وأضاف فراير قائلاً: «من المنظور التراثي، فإنه يعد أهم اكتشاف في العقد الحالي. وفي البرتغال، فإنه يعتبر أهم اكتشاف على الإطلاق في البلاد».
ويعتقد الباحثون أن السفينة تعرضت للغرق وتحطمت خلال ذروة تجارة التوابل بين البرتغال والهند، وذلك في وقت ما بين عام 1575 وعام 1625.
وصرح السيد فراير لصحيفة «الغارديان» البريطانية قائلاً: «نحن لا نعرف اسم السفينة، ولكنها سفينة برتغالية الأصل من أواخر القرن الـ16 وأوائل القرن الـ17. وهي تخبرنا بالكثير من المعلومات حول التاريخ البحري والهوية الوطنية لبلدة كاشكايش الساحلية... وإنه لاكتشاف عظيم، وتكمن عظمته في ما يمكن أن يخبرنا به، من خلال التحف الفنية والمشغولات اليدوية، عن المشهد الثقافي القديم لتلك البلاد في تلك الأثناء».
وقالت صحيفة «الغارديان» إن الفلفل كان من بين التوابل التي تم العثور عليها في موقع الحطام، والذي يقع داخل منطقة تمتد لمسافة 330 قدماً طولاً في 160 قدماً عرضاً قبالة سواحل البرتغال. وكانت الأصداف المسننة المكتشفة إلى جانب حطام السفينة شائعة الاستخدام في تجارة الرقيق.
وهي تعد آخر سفينة غارقة يتم الكشف عنها عند مصب نهر تاجة في طليطلة القديمة (توليدو حالياً). وبالعودة إلى عام 1994 كان قد تم العثور على سفينة «سيدة الشهداء» الغارقة بالقرب من المجمع الدفاعي العسكري في المنطقة، حسب وكالة «رويترز» الإخبارية.
وصرح لويس مينديز وزير الثقافة البرتغالي، للوكالة قائلاً: «منذ أمد بعيد، ظل الاختصاصيون في علوم الآثار يعتبرون مصب نهر تاجة من أهم بقاع البحث عن السفن القديمة الغارقة، ولقد أثبت هذا الاكتشاف هذه النظرية الآن».
وقال كارلوس كاريراس، عمدة بلدة كاشكايش، لصحيفة «الغارديان»: «إنه اكتشاف كبير واستثنائي ذلك لأنه يسمح لنا بمعرفة المزيد عن تاريخنا، ويعزز هويتنا الجماعية، وقيمنا المشتركة، مما يجعلنا أكثر جاذبية وتنافسية على الصعيد السياحي».
وبحلول نهاية العام الماضي، تداولت وسائل الإعلام الأنباء حول العثور على حطام 8 سفن رومانية قديمة قبالة سواحل إحدى الجزر اليونانية، وأعلنت الحكومة المصرية آنذاك أنه تم العثور على حطام 3 سفن رومانية قديمة قبالة السواحل المصرية.
حطام سفينة من عصر النهضة أكبر اكتشاف في تاريخ البرتغال
العثور على بقايا توابل ومدافع وخزف صيني وأصداف مسننة داخلها وحولها
حطام سفينة من عصر النهضة أكبر اكتشاف في تاريخ البرتغال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة