الميليشيات ترفع أسعار الوقود وتعيق تدفق السلع إلى صنعاء

TT

الميليشيات ترفع أسعار الوقود وتعيق تدفق السلع إلى صنعاء

بينما فرضت الميليشيات الحوثية، أمس، زيادة جديدة في أسعار الوقود، أفاد تجار في صنعاء بأن الجماعة واصلت عرقلة وصول السلع والبضائع إلى المنافذ الجمركية غير القانونية، في سياق مساعيها لمضاعفة معاناة السكان وجني المزيد من الأموال والإتاوات لتمويل مجهودها الحربي.
جاء ذلك في وقت أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، التزام الحكومة الشرعية العمل مع المنظمات الدولية والشركاء في تطوير استراتيجياتها وخططها لإنهاء سوء التغذية، وذلك خلال مشاركته أمس، في نيويورك في فعالية يستضيفها وفد المملكة المتحدة بالتعاون مع اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية تحت عنوان «معالجة سوء التغذية في اليمن» على هامش أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي حين أشار اليماني إلى أن الحكومة الشرعية هي المسؤولة عن جميع اليمنيين في جميع أنحاء اليمن قال إنها تعمل على تسهيل وصول جميع المساعدات إلى كل المناطق، وإن معاناة اليمنيين في ظل تعنت الميليشيا الحوثية المستمرة تحتّم على كل وكالات الأمم المتحدة والحكومة اليمنية رفع مستوى التنسيق على الأصعدة كافة.
وكشف الوزير اليمني عن تأثر الخدمات الصحية بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة لممارسات ميليشيات الحوثي الانقلابية وإعاقتهم وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية التي عطّلت عمل الكثير من المرافق الصحية مسببةً الموت للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي تصريحات اليماني التي نقلتها وكالة «سبأ» الحكومية، طالب جميع الدول الأعضاء والمنظمات ذات الصلة والمانحين المحتملين الآخرين بتكثيف الجهود لمعالجة سوء التغذية في اليمن.
في غضون ذلك، فرضت الميليشيات الحوثية في صنعاء زيادة جديدة في أسعار الوقود، وحسب ما أكده شهود لـ«الشرق الأوسط» أقرّت بيع الصفيحة سعة 20 لتراً من البنزين بسعر 13 ألف ريال في المحطات الاعتيادية، (الدولار بنحو 650 ريالاً) بدلاً من السعر السابق الذي فرضته وهو 8 آلاف ريال.
وتسببت الجماعة في إحداث أزمة واسعة في الوقود في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها بعدما منعت المئات من الناقلات من الوصول واحتجزتها في محافظة البيضاء، لجهة سعيها إلى فرض إتاوات جديدة على ملاكها مقابل السماح لها بمواصلة التحرك إلى صنعاء وبقية المناطق. واتهم تجار في صنعاء، الجماعة الحوثية بأنها تتعمد تأخير وصول الشاحنات الناقلة للبضائع في نقاط التفتيش ومنافذها الجمركية غير القانونية، وهو الأمر الذي يهدد وصول السلع الأساسية في الوقت المناسب ويؤدي -على حد قولهم- إلى إحداث عجز في المعروض من السلع.
كانت الغرفة التجارية في صنعاء قد اتهمت الميليشيات في بيان سابق بابتزاز التجار من خلال استحداث منافذ جمركية وفرض رسوم غير قانونية على شحنات تجارية تم دفع رسومها في عدن وبقية منافذ الحكومة. وذكرت الغرفة أن عناصر الميليشيات يقومون في مناطق سيطرتهم بتنزيل البضائع من الشاحنات في النقاط التابعة لهم وإعادة معاينتها بدافع الابتزاز وللحصول على المال، مشيرةً إلى أن هذا السلوك الحوثي يدفع أسعار السلع إلى الارتفاع من خلال الرسوم المفروضة على شحنات التجار. وطالب التجار في صنعاء بـ«إزالة المعوقات أمام القطاع التجاري والكف عن الممارسات التي تعيق انسياب السلع إلى الأسواق وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار».
ومنذ انقلاب الجماعة على الشرعية سعت إلى فرض إتاوات دورية على كبار التجار في سياق ما تسميه «دعم المجهود الحربي»، كما قامت بفرض زيادات غير قانونية في الضرائب والجمارك التي تجبي عائداتها من أجل خدمة مشروعها وإثراء قادتها.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

عشرات الغارات الجوية تضرب مواقع حوثية بينها ميناء نفطي ومحطة كهرباء

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

عشرات الغارات الجوية تضرب مواقع حوثية بينها ميناء نفطي ومحطة كهرباء

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافا عسكرية للحوثيين غرب اليمن ووسطه، يوم الجمعة.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الجمعة، إنها تلقت تقارير عن غارات جوية جارية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون، ومنها ميناء رأس عيسى، وهو ميناء تصدير النفط الرئيسي في اليمن.

وقالت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين إن هناك غارات تستهدف محطة حزيز للكهرباء بصنعاء.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الغارات لامس عددها الثلاثين، وكان هناك تنسيق بين أميركا وبريطانيا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

وأوضح مسؤول أميركي أن الضربات ليست مشتركة وفقا لما نقلته وسائل إعلام عربية عن موقع «أكسيوس» الأميركي. عزز ذلك ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي التي نقلت عنها قناة «العربية» في شريط أخبارها العاجلة أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد الهجمات الغربية.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

ويواصل الحوثيون، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك «نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة».

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه معبراً مهماً للتجارة الدولية، وبدأتا في يناير (كانون الثاني) الماضي تنفيذ ضربات جوية على مواقع للحوثيين، الذين ردوا باستهداف سفن أميركية وبريطانية.