محكمة أميركية تنظر في قائمة لممنوعين من السفر بسبب شكوك في سلوكهم «الإرهابي»

يونس فكري أحد الممنوعين من السفر مع محاميه الأميركي (صحيفة أوريغونيان)
يونس فكري أحد الممنوعين من السفر مع محاميه الأميركي (صحيفة أوريغونيان)
TT

محكمة أميركية تنظر في قائمة لممنوعين من السفر بسبب شكوك في سلوكهم «الإرهابي»

يونس فكري أحد الممنوعين من السفر مع محاميه الأميركي (صحيفة أوريغونيان)
يونس فكري أحد الممنوعين من السفر مع محاميه الأميركي (صحيفة أوريغونيان)

أمرت محكمة استئناف فيدرالية أميركية في بورتلاند (ولاية أوريغون) بإعادة النظر في دعوى أميركي مسلم، وآخرين، بمنعهم من السفر جوا لشكوك في سلوكهم ونواياهم الإرهابية. وكان يونس فكري، وآخرون، خلال العشر سنوات الماضية، رفعوا قضايا ضد قائمة منع السفر جوا، التي يعتقد أن فيها أكثر من نصف مليون شخص.
ونقلت وكالة رويترز أول من أمس، أن فكري كان منع من السفر عام 2010. لمدة 6 سنوات، ثم، بعد أن رفع قضية ضد إدارة أمن المواصلات (تي إس إيه)، التابعة لوزارة أمن الوطن، ألغي اسمه من القائمة في عام 2016. لكنه، حسب قول محاميه، يريد إصدار حكم قضائي عن أسباب منعه، وأسباب إلغاء ذلك.
وقالت المحكمة، في حكمها أول من أمس، بأن إدارة أمن المطارات اعترفت بأن اسم فكري ما كان يجب أن يوضع في القائمة. وأنه لن يوضع في القائمة مرة أخرى. وأضافت المحكمة: «لكن، يعني هذا الوضع عدم وجود حسم قانوني، ودستوري، للموضوع».
وكتبت القاضية مورجان كريستن في حيثيات الحكم: «يظل فكري، حسب قوله، موصوما بأنه إرهابي معروف، أو مشتبها فيه، وبأنه شخص يشكل خطر الاشتراك في أعمال إرهابية عنيفة، أو يستطيع عمليا القيام بذلك».
فيما أشارت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، إلى أن قائمة الممنوعين من السفر جوا وضعت عام 2003 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وتشمل الذين منعوا من السفر على رحلات تجارية داخل الولايات المتحدة، أو منها وإليها.
قبل عامين، فيما صحيفة «واشنطن بوست» بأنه «أكبر تحدٍ دستوري لقائمة الحكومة التي تمنع بعض الناس من السفر جوا»، رفع محامون أميركيون، بالنيابة عن 18 مسلما، واحد منهم عمره 4 أعوام، قضية في المحكمة الاتحادية في الكساندربا (ولاية فرجينيا، ضواحي العاصمة واشنطن) بأن المنع يخرق الحقوق الدستورية لهؤلاء المسلمين.
رفع القضية الجماعية ثلاثة محامين أميركيين من أصول عربية: غدير عباس، ولينا المصري، وشريف عقيل، بالتنسيق مع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة. وقالت وثيقة الاتهام بأن منع السفر جوا «يؤثر على آلاف وآلاف من الناس». هذا بالإضافة إلى قائمة أخرى، هي «قائمة المختارين»، الذين يتعرضون لتفتيش أكثر من غيرهم قبل السفر جوا.
وأضافت الوثيقة: «تدير الحكومة الأميركية شبكة سرية تتكون من شبكات داخل شبكات، وقوائم داخل قوائم. ولا يعرف كثير من الناس في أي قائمة هم، ولماذا، وإلى متى».
وقالت الوثيقة بأنه، في عام 2009، كان هناك 227.932 شخص في هذه القوائم. وفي عام 2013. ارتفع العدد إلى 468.749 شخص. ولا يعرف العدد في الوقت الحاضر.
في ذلك الوقت، قال المحامون بأنهم يتوقعون أن يرتفع العدد كثيرا بسبب الحرب ضد منظمة «داعش». وفي عام 2012، أرسلت منظمات عربية وإسلامية وحقوقية خطابات إلى إريك هولدر، وزير العدل الأميركي في ذلك الوقت، لشطب اسم أميركي مسلم من قائمة الممنوعين من السفر، والسماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة من القاهرة جوا.
في ذلك الوقت، قال نهاد عوض، مدير «كير» لـ«الشرق الأوسط»: «إذا يريد مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) التحقيق مع مواطنين أميركيين، فليسمح لهم أولا بالعودة إلى الولايات المتحدة، حيث سيقدرون على التمتع بحقوقهم الدستورية من دون تهديد أو تخويف».
في غضون ذلك، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن شرطة «إف بي آي» زادت تشددها قبل عدة أعوام، بعد حادثين اتهمت فيهما بأنها قصرت: النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية في طريقها من أمستردام إلى ديترويت. والأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في قلب نيويورك. لم يكن الرجلان في قائمة الممنوعين من السفر. واستطاع الأول أن يستقل طائرة من أمستردام، واستطاع الثاني أن يستقل طائرة من نيويورك في طريقه إلى دبي ثم إلى باكستان، لكنه اعتقل قبل إقلاع الطائرة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.