اجتماع حكومي ناقش تحسين مطار بيروت

زيادة قدرته الاستيعابية إلى 20 مليون راكب بحلول 2023

اجتماع في بيروت حول «مطار رفيق الحريري» لتحسين الإجراءات الإدارية واللوجستية (دالاتي ونهرا)
اجتماع في بيروت حول «مطار رفيق الحريري» لتحسين الإجراءات الإدارية واللوجستية (دالاتي ونهرا)
TT

اجتماع حكومي ناقش تحسين مطار بيروت

اجتماع في بيروت حول «مطار رفيق الحريري» لتحسين الإجراءات الإدارية واللوجستية (دالاتي ونهرا)
اجتماع في بيروت حول «مطار رفيق الحريري» لتحسين الإجراءات الإدارية واللوجستية (دالاتي ونهرا)

كان مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت والمشكلات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة محور اجتماع موسّع في السراي الحكومي بناء على تعليمات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وبالتنسيق مع وزيري الداخلية والبلديات والأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق ويوسف فنيانوس، حيث تم البحث في المشاريع قيد التنفيذ وقيد التحضير المتعلقة بتحسين الإجراءات الإدارية واللوجيستية في المطار.
وتناول الاجتماع الذي ضم عدداً كبيراً من المسؤولين المعنيين بشؤون المطار، التجهيزات والأعمال الأساسية الملحَّة التي تزيد قدرته الاستيعابية إلى ثمانية ملايين راكب في السنة، كما تطرق إلى الخطوات المستقبلية التي تبنتها الحكومة بعدما وافق مجلس الوزراء على خطة المطار الرئيسية الجديدة، وتعزيز سلامة وأمن المطار، إلى خدمات التشغيل والصيانة ومعاملات المسافرين والشحن. على أن تصل قدرة المطار الاستيعابية لغاية 20 مليون راكب سنويّاً بحلول عام 2032.
وتخلل الاجتماع مداخلات لكل من مديرية الطيران المدني تناولت المشكلات الإدارية، والتشغيل والصيانة، بالإضافة إلى أمن وسلامة الطيران، والتنسيق مع كل الشركاء في المطار، ومجلس الإنماء والإعمار بالتعاون مع «دار الهندسة» حيث جرى تناول خطة المطار الرئيسية الجديدة المصدقة من قبل مجلس الوزراء (التجهيزات، المرحلتان الأولى والثانية)، والتجهيزات والأعمال الأساسية اللازمة (مطلوب 200 مليون دولار أميركي)، وقيمة 18 مليون دولار من أصل 200 مليون دولار من أجل التجهيزات وأعمال التشغيل الضرورية في المطار الموافق عليها من قبل مجلس الوزراء.
أما مداخلة شركة «طيران الشرق الأوسط» فتم التطرق خلالها إلى تحديث تشغيل وصيانة المطار، والحاجات الملحة، بالإضافة إلى العقود والمناقصات لدى مجلس الإنماء والإعمار. بالإضافة لعرض من المجلس الأعلى للخصخصة والشراكة حول خطة المطار الرئيسة الجديدة، وإطار عمل مؤسسة التمويل الدولية والخطوات اللاحقة. ليختتم الاجتماع بمداخلة ثانية لشركة «طيران الشرق الأوسط» سلط الضوء فيها على وجهات نظر الطيران المحلي ودور الطيران ومساهمة الشركة في تمويل خطة المطار الرئيسة الجديدة، بالإضافة إلى التجهيزات والأعمال الملحة ورؤية شركة «طيران الشرق الأوسط» في موضوع أمن وسلامة الطيران.
وحدّد الاجتماع التنسيقي المقبل لاستكمال البحث في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.



مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».