«الترفيه» تعزز بهجة اليوم الوطني السعودي بفعاليات مبتكرة

استعدادات لدخول «غينيس» بأكبر عَلَم ‏و900 ألف ‏ومضة نارية

«الترفيه» تعزز بهجة اليوم الوطني السعودي بفعاليات مبتكرة
TT

«الترفيه» تعزز بهجة اليوم الوطني السعودي بفعاليات مبتكرة

«الترفيه» تعزز بهجة اليوم الوطني السعودي بفعاليات مبتكرة

أعدت الهيئة ‏العامة للترفيه «روزنامة اليوم الوطني 88» التي تتضمن فعاليات الهيئات والجهات الحكومية في جميع المناطق.
وتستعد السعودية لدخول «موسوعة غينيس» في فعالية الألعاب النارية التي ستنطلق في ثلاث عشرة ‏منطقة في وقت واحد، والذي سيكون الأكبر على مستوى العالم، وتشمل إطلاق أكثر من 900 ألف ‏ومضة نارية من أكثر من 58 منصة إطلاق، محطمين ‏بذلك رقماً قياسياً في موسوعة ‏«غينيس» العالمية كأكبر كمية ألعاب نارية.
ففي الرياض، يقدّم سيرك «دو سو ليه» أضخم عروضه العالمية الذي صُمم خصيصاً لهذه ‏المناسبة؛ إذ يشارك في العروض 80 عارضاً من 26 جنسية يقدمون فقرات بهلوانية وهوائية في مزيج ‏متناغم يجمع بين أحدث الابتكارات التكنولوجية على المسرح.
وإضافة إلى ذلك، ‏سيتم تحطيم رقم قياسي آخر برسم أكبر عَلَم في العالم ‏هو عَلَم السعودية عبر 300 ‏طائرة درون ستشكل كلمة التوحيد والسيف، في حين سترسم الألعاب النارية جسم العَلم الذي يبلغ ارتفاعه 400 متر وعرضه 350 متراً.
وفي مركز الملك عبد الله المالي، تقام فعالية «البريق الأخضر» التي تتضمن عرضاً ‏فنياً تستخدم فيه أحدث ‏التقنيات البصرية والإضاءة المعمارية في ‏عرض ثلاثي الأبعاد يحاكي «رؤية المملكة»، يقدمه الفنان العالمي جان ميشال جار، ويشمل رسومات على أبراج المركز.
ومن الفعاليات التي سيحظى بها سكان العاصمة، فعالية «سيرة مجد» المقامة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وفعالية «الكرنفال الوطني»؛ إذ ستشارك بالفعاليات 4 فرق فنية محلية وعالمية، إضافة إلى ‏تقديم عروض نارية وأخرى بالليزر، وألعاب كرنفالية للصغار، مع توفير ألعاب المغامرة والإثارة ‏للكبار بشارع الأمير تركي الأول بحي حطين.‏
ومن النشاطات المشتركة بين المدن لهيئة الرياضة، فعالية «دام عزك يا وطن»، التي تستهدف كل فئات ‏وشرائح المجتمع، وستقام في الرياض وجدة والدمام، في حين سيتم تنظيم فعالية «الدراجات النارية» في المدن الثلاث نفسها. ‏كما تقام في الباحة، جازان، تبوك، الطائف، حائل، أبها، وعرعر، فعالية «يوم النشاط ‏الوطني»، التي تشمل الكثير من الألعاب الرياضية التي ستقام في أجواء تنافسية.‏
وفي القصيم، تضيء الهيئة سماء المنطقة بالألعاب النارية التي تنطلق من متنزه الملك فهد الوطني، في حين تنطلق فعالية «طريقنا أخضر» في حديقة مركز الملك خالد الحضاري ‏بمدينة بريدة.
وفي جدة، تقام في كورنيش الحمراء عروض الألعاب النارية وعروض النوافير الراقصة على أنغام الموسيقى الوطنية والعروض الثلاثية الأبعاد ‏والمسيرات الاستعراضية في إطار فعالية «وطن الطموح»، في حين ستكون الواجهة البحرية على ‏موعد مع مهرجان «النور نورك يا بلد».
في حين تنظم الهيئة العامة للرياضة في كل المناطق ‏حملة «قدها 88» التي تنطلق لممارسة الرياضة، وتكون المشاركة فيها عن طريق القيام بأي نشاط ‏رياضي لمدة 88 ثانية أو 88 مرة ونشره على وسم #قدها88، كما ستتم تسمية الجولة المقامة في الفترة نفسها لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين باسم «جولة وطن»، وتوزيع شعارات ‏وأعلام خاصة بالمناسبة على الجماهير في مباريات الجولة.
وفي مكة المكرمة، تنظم أمانة العاصمة المقدسة احتفالاً رئيسياً، وتطلق الكثير من الأنشطة تشمل فقرات فنية ‏وألواناً شعبية، وهدايا للكبار والصغار وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى ركن للأسر المنتجة، ‏وآخر للروبوتات، مع جناح للسيارات المعدلة، إضافة إلى فعاليات أخرى في مكة مول والحجاز مول ‏والضيافة مول.‏
أما بالمدينة المنورة، فتنطلق الألعاب النارية في حديقة الملك فهد المركزية، إضافة إلى فعالية «بسمة وطن» الترفيهية والفنية، ويقام أوبريت ملحمي وطني بعنوان «فرحة وطن»، كما تقام مسابقة «فرحة وطن» للأزياء ‏الوطنية للأطفال، إضافة إلى عروض الفرق الشعبية.‏
وتنظم أمانة الطائف فعاليات الألعاب النارية وتوزع أكثر من ألفي علم، وتنير الألعاب النارية كورنيش الدمام، في حين تستقبل الواجهة البحرية للمدينة ‏‏«الحديقة المضيئة» التي تتضمن لوحات فنية.
وتتحضر الجوف لعروض الألعاب النارية وفعالية «فوق هام السحب» بمركز الأمير عبد الإله الحضاري، إضافة إلى احتفال يتضمن مسرحية بعنوان «افعلها» مع فيديو «وطننا ينادي»، وفي عرعر ستُضاء سماء المدينة بالألعاب النارية، وفعالية ‏‏«مسرح الوطن» التي تشمل أركاناً شعبية تعكس تقاليد الحدود الشمالية.
ويقدم مجموعة من الشباب فعالية ‏‏«منّا للوطن» في تبوك، ‏وتتضمن الفعالية لوحات فنية إثرائية ومجسمات هندسية بأنامل سعودية، في حين يتضمن الاحتفال ‏فيلماً وثائقياً، اسكتشاً وطنياً، أوبريتاً وطنياً، تهاني وطنية لأبطال الحد الجنوبي وأمسية شعرية.
منطقة عسير تنظم مسيرة الدراجات النارية والسيارات المعدلة والخيّالة تحت عنوان «مسيرة وطن ‏الشموخ»، وذلك حول ساحة مشهد العيدين، ويخرج الأهالي في ‏‏«طلعة وطنية» بشارع الفن، حيث تحرص من خلالها هيئة الترفيه على خلق فرص ترفيهية شاملة ومتنوعة تتماشى ‏مع المعايير العالمية.‏
وتزدان سماء الباحة بالألعاب النارية، كما ستشهد فعالية «طلعة وطنية» في غابة رغدان، مع تنظيم فعاليات للفنون الشعبية. وفي جازان سيشهد سكانها «المهرجان التراثي الوطني» بفعالياته المتنوعة في الكورنيش الشمالي ومعرض «سيرة ملك» الذي سينفذ بتقنية «بلاك لايت». وأتاحت الجهات الحكومية الاطلاع على المزيد من الأنشطة والفعاليات الخاصة باليوم الوطني 88 عبر زيارة البوابة الإلكترونية الخاصة بروزنامة اليوم الوطني www.roznamah.sa وحساباتها في مواقع التواصل.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».