الظواهري يُحرض «الجماعات الجهادية» على قتال أميركا في تسجيل صوتي جديد

خبير حركات أصولية لـ«الشرق الأوسط»: محاولة للظهور وتحمل دلالات لعناصره

TT

الظواهري يُحرض «الجماعات الجهادية» على قتال أميركا في تسجيل صوتي جديد

دعا أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، مجدداً في ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 أمس، إلى توجيه ضربات لأميركا. وحرض «الجماعات الجهادية» على قتال الأميركان. وركز الظواهري في تسجيل صوتي جديد له أمس بعنوان «كيف تتم مواجهة أميركا»، على ضرورة «الجهاد»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي «العدو الأول للمسلمين» - على حد زعمه - . وقال عمر عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التسجيل الجديد هو محاولة من الظواهري للظهور، وتذكير عناصر (القاعدة) بذكرى أحداث 11 سبتمبر... وتسجيله الصوتي يحمل دلالات لعناصره فقط».
ونشر تنظيم «القاعدة» الإرهابي مقطع الفيديو به كلمة الظواهري ومعه صور ومقاطع صوتية، على مؤسسة «السحاب» الذراع الإعلامية للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، وجاءت بعد أقل من شهر على آخر كلمة للظواهري في أغسطس (آب) الماضي، وحينها دعا إلى الوحدة بين المسلمين.
ودعا الظواهري في كلمته التي استمرت ثلاثين دقيقة، بدأت بنشيد بعنوان «أمتنا منصورة بالروح نفديها» لعدد من عناصر «القاعدة» الملثمين، إلى التوعية بما سماه الجهاد - على حد قوله -، وتوجيه الضربات القوية نحو أميركا. زاعماً أن الولايات المتحدة ساعدت في «إجهاض الثورات العربية، وعملت ضد الحركات الثورية». وقال الظواهري في كلمته المسجلة، إن العداء بين المسلمين أميركا يشمل العالم الإسلامي جميعاً، بسبب تدخل الأميركان في شؤون المسلمين - على حد قوله -. ولكن على الرغم من دعوته إلى ما اعتبره «الجهاد» ضد أميركا، فإنه هاجم واشنطن لأنها تغض البصر عن الهجمات الروسية الإيرانية في سوريا... كما هاجم الدول العربية. ودعا الظواهري - حسب زعمه - إلى تكوين تحالف قوي من الجماعات الجهادية لقتال أميركا، لأن أميركا دائماً ما تواجه الجماعات الصغيرة من أجل تفتيتها والحض عليها وتدميرها مثل الذي حدث في العراق والشام.
وختم الظواهري كلمته محرضاً شباب «القاعدة» والتنظيمات المتحالفة معها لمواجهة أميركا، واستنزاف اقتصادها عبر العمليات الفردية لتخرج من ديار المسلمين كما حدث في فيتنام والصومال وعدن.
من جانبه، قال عمر عبد المنعم، إن «الظواهري لا يجد مناسبة إلا ويحاول الظهور، ويجد في ذكرى 11 سبتمبر مبررا لتفكير شباب (القاعدة) أن التنظيم باق، وأنه قد يحدث له بعض العراقيل؛ لكنه يقف من جديد في كل مرة»، لافتاً إلى أن الظواهري يحاول الحديث حول كيفية مواجهة أميركا، وهي العدو الحقيقي من وجهة نظر التنظيم، وأنه يجب أن تخرج كل إمكانيات التنظيم لمواجهتها.
وأكد عبد المنعم أمس، أن الفيديو المصور مدته 30 دقيقة، ولا يخلو بالطبع من بعض الدلالات التشفيرية التي تعطي أوامر بعمليات عنف، أو تأسيس قواعد أخرى في مناطق أخرى... وهذه التشفيرات لا يفهمها إلا عناصر «القاعدة» فقط.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.