في أحد أحياء البترون القديمة، وبالتحديد في «حي القلعة» المعروف بـ«دياسبورا فيلادج» انطلقت فعاليات «مهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية» التي تختتم غدا في 9 الجاري.
فعلى مدى 4 أيام متتالية، يتيح هذا النشاط الفني السينمائي لهواة الشاشة الذهبية، التعرف إلى أعمال مخرجين محترفين، حضروا إلى لبنان لمشاركة الجمهور آراءهم حول أعمال قصيرة لهم، سبق وشاركوا من خلالها في مهرجانات عالمية.
المهرجان الذي افتتح أعماله بالفيلم اللبناني «رجل الغد» لفادي باقي، سيختتم أيامه مع فيلم آخر لبناني أيضا، وهو عبارة عن 12 حلقة جديدة من مسلسل «زيارة»، في موسمه الثالث لموريال أبو الروس، الذي يعرض على مواقع إلكترونية، ويلاقي نجاحا عالميا.
«لقد تحول هذا المهرجان إلى موعد ثابت ينتظره اللبنانيون، بعد أن بدأنا في تنظيمه العام الفائت»، يقول نيكولا خباز، المدير المسؤول عن هذا النشاط، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «ميزة المهرجان هذه السنة، حضور جميع مخرجي الأفلام المشاركة فيه، والذين لبوا دعوتنا لزيارة لبنان والإقامة في مدينة البترون العريقة». فمن اليونان وكرواتيا وقبرص والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى غيرها، جاء صناع الأعمال المعروضة في «مهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية» ليحطوا رحالهم في لبنان، بعد جولات عالمية قاموا بها في مدن أوروبية مختلفة.
ومن الأفلام المشاركة «ثيرد كايند» (إنتاج يوناني وكرواتي مشترك) ليورغوس زويس. وكذلك «رجل يغرق» لمهدي فليفل (إنتاج يوناني دنماركي وبريطاني مشترك)، وقد رشح لجائزة أفضل فيلم بريطاني قصير ضمن جوائز «بافتا» (BAFTA)، كما فاز بجائزة أفضل فيلم من مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي شهد عرضه الأول في العالم العربي ضمن مسابقة «المهر القصير». وكان هذا الفيلم هو المشاركة العربية الوحيدة في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي. كما شارك في مسابقة الأفلام القصيرة (Short Cuts) بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وملبورن السينمائي الدولي، وأودنسه السينمائي الدولي، كما حصل على جائزة «Silver Spike» كأفضل فيلم قصير في مهرجان بلد الوليد السينمائي بإسبانيا. وهو يحكي عن لاجئ فلسطيني شاب، محاط بالمجرمين في شوارع أثينا القاسية، ويواجه سلسلة من التنازلات المحزنة عليه القيام بها، إذا كان يأمل في النجاة ليوم آخر في حياة المنفى الموحشة. كما يشارك في المهرجان كل من فيلم «مساحة سلبية» من فرنسا، و«بينومبريا» من إسبانيا، و«أكواريوم» من إيطاليا.
ويعطي المهرجان مساحة لا يستهان بها للأفلام اللبنانية، ليصل عددها إلى 9، وبينها: «رندة» لفاروق الجمال، و«كلمات وأضواء» لكاريل ملكون، و«كارغو» لكريم الرحباني، إضافة إلى «هوم مايد» لريتا عسال، و«رامونا» لجوزف روحانا، و«skin» لإنعام عطار.
تعرض هذه الأفلام في الهواء الطلق، على مساحة خارجية تتسع لنحو 400 شخص، وتتراوح مدة عروضها ما بين 5 دقائق و30 دقيقة.
وتتخلل العروض حلقات حوار ونقاش تتناول الأفلام المعروضة، بحضور مخرجيها الذين يقومون بالرد على مختلف أسئلة المشاهدين.
وفي اليوم الختامي لهذه العروض، سيتم اختيار 3 أفلام متبارية لثلاث فئات: أفضل فيلم أجنبي، وأفضل فيلم لبناني، وفيلم يختاره الجمهور بإشراف لجنة حكم من مخرجين لبنانيين وأجانب. ويجري توزيع جائزة المهرجان على المتنافسين، والتي تشرف عليها لجنة متخصصة في أفلام السينما والأعمال المصورة، وبينهم نيكولا خباز الذي يتولى إدارة قسم السينما في جامعة «إن دي يو» اللبنانية.
ويشير خباز في سياق حديثه إلى أن غالبية الأفلام تعرض لأول مرة في لبنان، وأن مسلسل «زيارة» سيستغرق عرض حلقاته الـ12 نحو 60 دقيقة؛ كون الواحدة منها مدتها 5 دقائق. وستوجد مخرجة المسلسل موريال أبو الروس بين الحضور، والتي حصد عملها المذكور نحو 35 جائزة عالمية، بينها «جائزة أفضل سلسلة من الأفلام الوثائقية للإنترنت».
ويحكي المسلسل قصصاً من واقع الحياة، لأشخاص يشقّون طريقهم فيها متسلحين بالأمل، على الرّغم من أنّ بعضهم فقد حركته وبصره، وأحياناً سمعه والقدرة على النطق، بسبب حوادث مختلفة تعرضوا لها. وتعود فكرة العمل إلى منتجته دنيز جبور، الشريكة الرئيسية للمخرجة في أعمالها.
انطلاق «مهرجان الأفلام القصيرة» في البترون
يتضمن عروضاً لـ15 فيلماً أجنبياً و9 لبنانية
انطلاق «مهرجان الأفلام القصيرة» في البترون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة