دبي: مسؤولون وخبراء يبحثون سبل توطين الوظائف في قطاع الإعلام الإماراتي

الشيخ محمد بن راشد يتوسط عددا من المسؤولين والإعلاميين أمس في المنتدى (وام)
الشيخ محمد بن راشد يتوسط عددا من المسؤولين والإعلاميين أمس في المنتدى (وام)
TT

دبي: مسؤولون وخبراء يبحثون سبل توطين الوظائف في قطاع الإعلام الإماراتي

الشيخ محمد بن راشد يتوسط عددا من المسؤولين والإعلاميين أمس في المنتدى (وام)
الشيخ محمد بن راشد يتوسط عددا من المسؤولين والإعلاميين أمس في المنتدى (وام)

شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، افتتاح أعمال الدورة الأولى لـ«منتدى الإعلام الإماراتي» الذي انطلق أمس تحت رعايته، وينظمه «نادي دبي للصحافة» بمشاركة عدد من قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإعلاميين والخبراء والمتخصصين في مختلف مجالات العمل الإعلامي، إلى جانب عدد كبير من الطلبة والطالبات الإماراتيين من دارسي علوم الإعلام.
وأكد أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إدراك الإمارات للتغير الكبير الذي أحدثته طفرة التطور التكنولوجي في العالم، وأثرت بصورة واضحة في قطاع الإعلام إلى حد التأثير في تعريف القطاع ذاته وإخراجه عن الإطار المألوف ليضم وسائل اتصال حديثة باتت تمثل جزءا من الفسيفساء الإعلامية، حيث لم يعد الإعلام مقتصرا على المؤسسات والإمبراطوريات الكبرى التي تملك الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة بعدما انضمت إلى المشهد وسائط حديثة يعبر من خلالها جيش من الأفراد المستقلين عن آرائهم ويعلقون على الأحداث وينقلون الأخبار والمعلومات، حيث كان توالي ظهور مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2005 بداية لانتهاء المفهوم القديم للإعلام ووسائله التقليدية المتعارف عليها.
وقال خلال الكلمة الافتتاحية «إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو أول قائد عربي وظف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال المباشر مع المواطنين والرأي العام، وهو أكبر دليل على إدراك دولتنا لتلك المتغيرات ومواكبتها إياها»، منوها بمبادرة الشيخ محمد بن راشد الأخيرة بدعوة المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في العصف الذهني الأخير حول سبل تطوير التعليم والخدمات الصحية في الدولة، كخير نموذج لاستخدام مواقع التواصل بإيجابية، حيث وسعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في طرح الأفكار لتكون المبادرة إحدى تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وأضاف: «أرى أن الإعلام ما زالت قوته تتجلى في موضوعيته ومحتواه، وهي قيم تقليدية لا يمكن للتقنية الحديثة أن تقوضها، فما زلنا جميعا نبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل المحايد ووجهة النظر التي تحترم عقولنا، وأرى شخصيا أن هذا الجانب مهم ويعزز مكانة الإعلام الإماراتي».
وأشار الدكتور قرقاش في كلمته إلى مخاطبة الإعلام الإماراتي للتنوع الذي يمثل تجربة الإمارات، وقال: «لا غريب في ذلك، فهناك شريحة واسعة من القراء والمتابعين الذين يتحدثون لغة دون أخرى، وهذا التنوع نلمسه جميعا في صحفنا وفضائياتنا وإذاعاتنا، بل التقنية الحديثة أضافت إلى الإعلام أصواتا جديدة، ومع أن هناك بعض الجسور التي تربط هذه الجزر، إلا أن المشهد الإعلامي في الإمارات يبقى معبرا عن هذا التنوع بكل إيجابياته وسلبياته، وأرى شخصيا أننا إلى الآن ما زلنا في بداية الخطوات نحو خلق منهجية أفضل نحو الموضوعية والاهتمام بالمحتوى والاستثمار الأفضل للتنوع في المشهد الإماراتي».
وأعرب عن ثقته في أن التقنية الحديثة تضع فرصا جديدة، ومثال على ذلك أن بعض الحالات تتخطى فيها أعداد متابعي المواقع الإلكترونية للصحف بمراحل أرقام قراء نسخها الورقية، موضحا أن الفرصة تكمن في إمكانية البناء على نجاح دولة الإمارات والتعبير عن قيم هذا النجاح واستثمار ذلك كله في القدرة على التأثير والانتشار.
وقال: «لا أخفي عليكم أنني من جيل يحترم التقنية ويدرك قدراتها الكبيرة على توسيع التغيير والتحول، إلا أنني في الآن ذاته من جيل يرى أن القيم الأساسية لأي عمل هي الأرضية الصلبة للنجاح والاستمرار، ومن هذا المنطلق فإن عقلانية وثقافة الإعلام إضافة إلى تدريبه المهني وخبرته تمثل في رأيي المتواضع القيم الأساسية للنجاح، فكم من مشروع إعلامي ناجح تأسس على يد إنسان عصامي استثنائي، وكم صحافي تميز بقدرة على المتابعة من خلال اطلاعه الواسع وتواصله مع ما يجري حوله، وكم محاور ناجح بانت ثقافته في حواراته وتحليلاته».
وحول الموضوع الذي أفرد له «منتدى الإعلام الإماراتي» الأول جلسة كاملة لمناقشته وهو توطين الإعلام في الدولة، قال قرقاش: «إن سياسة الحكومة في هذا الموضوع واضحة ومعلنة، وقد عرضها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام في شهر مايو (أيار) الماضي أمام المجلس الوطني الاتحادي».
وأضاف: «أكد الشيخ عبد الله بن زايد أن قضية توطين الكادر الإعلامي في الدولة هدف ومسؤولية وطنية وأخلاقية يجب أن نتكاتف جميعا لتحقيقها». وكشف عن أن «نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية الوطنية تبلغ 25.2 في المائة، وربما تكون هذه النسبة قد ارتفعت قليلا خلال الأشهر الستة الماضية، والسؤال المهم هو كيف نرفع هذه النسبة؟».
من جهتها قالت منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إن فكرة المنتدى جرى استلهامها من رؤية الشيخ محمد بن راشد لمستقبل دولة الإمارات، مع إدراك الدور المهم الذي يضطلع به الإعلام كشريك في تحقيق الأهداف المتضمنة في هذه الرؤية الطموحة، وأن أداء هذا الدور بكفاءة يوجب سعيا حثيثا للوصول بالإعلام الوطني إلى المستوى الذي يمكنه من المنافسة على موقع الصدارة والمراكز الأولى على الصعيدين العربي والعالمي.
وأضافت: «إعلامنا مؤهل للمنافسة على الصدارة، فهو إعلام دولة ومجتمع ينافسان على المراكز الأولى عالميا في شتى المجالات، وهو أيضا إعلام يحظى بدعم وتشجيع وعناية قيادتنا الرشيدة، في بيئة حضارية متقدمة تعلي شأن سيادة القانون والشفافية وحرية الرأي».
وعن أهداف الدورة الأولى لمنتدى الإعلام الإماراتي قالت المري: «نريد لهذا المنتدى أن يكون إضافة نوعية للجهود الوطنية المبذولة لتطوير إعلامنا وتعزيز مكانته، لقد حرصنا على أن يترجم برنامج دورته الأولى جدول الأعمال الوطني لدولتنا، فقمنا بتخصيص جلسة رئيسية لمناقشة موضوع التوطين في الإعلام، انسجاما مع قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعلان عام 2013 عاما للتوطين، كما أفردنا جلسة رئيسية لتقديم إبداعات إعلامية إماراتية أبطالها شبان وشابات موهوبون برعوا في ميدان الإعلام وأثبتوا جدارة في مشاريع ومبادرات متميزة استقطبت اهتماما واسعا وتقديرا مستحقا».
وأعربت عن أملها في أن يكون المنتدى سببا في بلورة أفكار وأطروحات تسهم في فتح أوسع أبواب المؤسسات الإماراتية الإعلامية أمام شباب البلاد الموهوبين، مقدمة الشكر لكل من دعم مبادرة المنتدى، ومشيرة إلى أن الحضور فاق 800 إعلامي من مختلف وسائل الإعلام.
وبمناسبة انطلاق الدورة الأولى لمنتدى الإعلام الإماراتي، قالت منى بوسمرة، مدير نادي دبي للصحافة، إن منتدى الإعلام الإماراتي مبادرة مهمة يطلقها نادي دبي للصحافة، لتجمع أهل البيت الإعلامي في الإمارات وتتيح لهم فرصة اللقاء والتحاور حول مواضيع هم يؤثرون فيها ويتأثرون بها بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أن المنتدى يتطرق للحديث عن الموضوعات الإعلامية الإماراتية القديمة المتجددة، وبالأخص موضوع التوطين في الإعلام، كون نسب التوطين في قطاع الإعلام الإماراتي وضمن مختلف مجالاته لا تزال بعيدة عن المعدلات المأمولة، حيث إن نسبة التوطين تراوح 25 في المائة من مجموع العاملين في المؤسسات الإعلامية المحلية، وهي نسبة لا ترقى لطموح دولتنا في مسيرة نهضتها الشاملة.
وأكدت بوسمرة أن النادي يركز على خروج المنتدى بتصورات لحلول فعالة للتحديات التي يواجهها الإعلام المحلي، معربة عن أملها أن يكون منتدى الإعلام الإماراتي سببا في تحقيق مزيد من التقدم والتطور لإعلامنا المحلي وحافزا محوريا من حوافز تميزه.
ويناقش «منتدى الإعلام الإماراتي» في أولى دوراته دور الشباب في الإعلام المحلي، تماشيا مع طموح القيادة العليا لدولة الإمارات لمسيرة العمل التنموي، والاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة لقطاع الشباب كركيزة أساسية في منظومة التطوير.
ويحاول المنتدى من خلال جلساته التوصل إلى حلول موضوعية وفعالة من شأنها زيادة مساحة المشاركة الشبابية في المشهد الإعلامي الإماراتي وتحديد أفضل السبل الكفيلة بالتوظيف الأمثل للطاقات الشابة وما تتمتع به من ملكات إبداعية كامنة، وتحديد دور مؤسسات الوطنية في معاونة هؤلاء الشباب على المشاركة الإيجابية في دعم القطاع الإعلامي والانخراط فيه كخيار مهني يتيح لهم الإسهام في رفعة بلادهم وتقدمها من خلال قطاع حيوي هو قطاع الإعلام.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.