السودان يناشد الأمم المتحدة الضغط على المتمردين لتحقيق السلام

طالب الدول الغربية بوقف دعم قادتهم المقيمين في الخارج

TT

السودان يناشد الأمم المتحدة الضغط على المتمردين لتحقيق السلام

طلب السودان من الأمم المتحدة ممارسة ضغوط على الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية للجنوح للسلم، وحث الدول الغربية على وقف الدعم لقادتها المقيمين خارج البلاد، داعياً للإسهام في إعادة البناء والاستقرار.
وقال محمد بريمة حسب النبي، نائب والي ولاية شمال دارفور، عقب لقاء جمعه مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية بالسودان، في مدينة الفاشر (غرب)، إن ولايته «تشهد عمليات تعايش سلمي بين مكوناتها الاجتماعية والسياسية، ما يستلزم إسهام ومشاركة منظمات ووكالات الأمم المتحدة في الجهود التي تبذلها لاستدامة الاستقرار وإعادة البناء».
بدورها، أكدت قوي يوب سونج، منسقة الشؤون التنموية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة المقيمة في السودان، وقوف المنظمة الدولية والمجتمع الدولي مع السودان، بهدف تقوية وبناء قدراته الوطنية لمواجهة متطلباته في مجالات التنمية، وتقديم الخدمات وإعادة الإعمار واستدامة السلام.
وأبدت سونج، في تصريحات أدلت بها عقب لقائها المسؤول السوداني، رضاها عن ما سمته «التقدم المحرز في المجال الأمني»، الذي وصفته بأنه «كبير»، واستحسنت ما شهدته من تماسك مجتمعي في ولاية شمال دارفور، مبينة أن الهدف من زيارتها هو الوقوف والاطلاع على الأوضاع الأمنية والإنسانية، والتعرف على أوليات المرحلة المقبلة.
كما جددت المسؤولة الأممية تأكيد حرص الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تحقيق السلام، وإدامة الاستقرار في السودان، وتعهدت بتقديم المساعدات اللازمة كافة، وبدعم جهود التنمية والإعمار في الولاية، وطلبت تحديد الأولويات واحتياجات المرحلة المقبلة.
من جهته، قدم الوالي إنابة شرحاً لضيفته عن جهود تعزيز الأمن والاستقرار، وما تحقق في المجال الأمني بقوله: «لقد تم القضاء على ظاهرة التفلت الأمني بعد نجاح عملية جمع السلاح»، مؤكداً استدامة الهدوء والاستقرار في الولايات، التي أصبحت خالية من الحركات المسلحة، على حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا». وتعهد بريمة ببذل الجهود كافة لدعم وإدامة الاستقرار، وتسهيل العودة الطوعية للنازحين إلى قراهم الأصلية، كاشفاً عن عودة أكثر من 80 ألف أسرة نازحة إلى قراها الأصلية، والانخراط في الأنشطة المستقرة، وعلى رأسها الزراعة، مبرزاً أن الدولة وفرت لهم الخدمات الصحية والتعليمية في مناطقهم التي عادوا إليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.