بين الجّد والهزل... نظرة النساء إلى جمعية تدافع عن حقوق الرجال في الجزائر

الطّلاق ضحيته الأطفال
الطّلاق ضحيته الأطفال
TT

بين الجّد والهزل... نظرة النساء إلى جمعية تدافع عن حقوق الرجال في الجزائر

الطّلاق ضحيته الأطفال
الطّلاق ضحيته الأطفال

«جمعية الدفاع عن حقوق الرّجال في الجزائر وثوابت الأسرة الجزائرية»، هذا هو اسم جمعية رجالية (كل أعضائها رجال). تأسست للدفاع عن حقوقهم في مجتمع ذكوري بامتياز، حسب رئيسات جمعيات نسائية للدّفاع عن حقوق المرأة.
أثارت الجمعية جدلاً بين الجدّ والهزل في واقعية مطالبها في ظل ارتفاع ملحوظ لحالات الطّلاق التعسفي، ورمي أم العيال وأولادها إلى مصير مجهول.
جمعية الرّجال تطالب بالمساواة بين الجنسين في العمل، لاعتقادهم أنّ النّساء أكثر حظاً من الرّجال في التوظيف بمؤسسات الدولة، غير أنّ واقع الإحصاءات الرسمية أن عمالة المرأة لا تتجاوز 15 في المائة، على الرّغم من المؤهلات العلمية العالية لدى النساء.
في رده على «الشرق الأوسط»، عن دوافع تأسيس هذه الجمعية الرّجالية قال لعمري مقلاتي أحد قادتها: «أعطوا المرأة حقوقا وامتيازات أكثر من الرجل، تخلع زوجها وتشرد الأسرة، وقد خصّصت الدّولة صندوقا لنفقة المطلقات، وحقهنّ بالسكن عند طلاقهن، وغيرها من قوانين هدّدت ثوابت الأسرة الجزائرية». ولم يذكر مقلاتي أنّ المرأة الحاضن تستفيد من السّكن أو نفقة المطلقات.
هذه الجمعية التي أُعلن عنها في العام 2015، لم تعتمدها وزارة الدّاخلية حتى اليوم. ويفسر مقلاتي الأمر بأنّ الجمعية «صدمة» للمجتمع والحكومة على حد سواء، فهي غير مألوفة لا في الجزائر ولا في أي بلد عربي، أن تدافع جمعية عن حقّ الرجل في حماية أسرته من التفكك بسبب استخدام المرأة لحقوق قانونية ليست في صالح الأسرة.
وفي اتصال هاتفي تردّ نفيسة الأحرش رئيسة جمعية المرأة على سؤال «الشرق الأوسط» قائلة: «هؤلاء أرادوا التشويش على قانون تجريم العنف ضد المرأة، كان البرلمان في العام 2015 يناقشه، وقد تسبب هذا العنف بوفاة 200 امرأة سنويا». وأضافت: «نحن كجمعيات نعلم أنّ حياء المرأة الجزائرية والتقاليد تمنعها أن تشتكي إلى المحاكم زوجها أو والدها أو أخاها أو ابنها إذا عنفها وضربها، هذا فضلا عن علمها أنّ الزّوج سيطلّقها فوراً، والأهل سيطردونها من المنزل، لتلقى مصيراً مجهولاً في الشّارع، لذا تكبس الملح على الجرح وتصبر. وكجمعيات نسائية نرى أنّ إصدار قوانين لحماية المرأة عبارة عن سند للمرأة، تستطيع استخدامه لرفع الظّلم عنها، وأكيد عندما تستخدمه تكون وصلت لقناعة اللارجوع سواء للزوج أو العنف الأسري».
بينما المحامية فاطمة سعيدان عضو المكتب الوطني في حركة مجتمع السلم (حزب إسلامي) قالت لـ«الشرق الأوسط»، من حق الرجال أن يؤسسوا الجمعية التي يريدون. وباستغراب بلغ حد الدهشة، أن تكون حصرا للدفاع عن الرجال في مجتمع ذكوري؟ فهذا أولا يخالف الدستور الجزائري، لأنّه أقرَّ المساواة بين الرجل والمرأة منذ تأسيس الدولة الجزائرية بعد الاستقلال 1962. وأوضحت: «لو أنّ الجمعية تدافع عن قيم المجتمع بنسائه ورجاله وأطفاله، لأنّ الأطفال بكل حالات الطّلاق، سواء بالخلع أو الطّلاق التعسفي. لو دافعت الجمعية عن هؤلاء جميعاً أوافقها مائة في المائة. أمّا أن تختص بفئة الرجال، وهم سادة في مجتمع ذكوري؟ أصلا القانون يُكيّف لصالح الرجل في مجتمعنا، فكيف يقولون مضطهدين؟» وتابعت: «أعتقد أنّ هذا ما يُفسّر عدم موافقة السلطات على اعتماد الجمعية حتى اليوم».
يذكر أن المرأة الجزائرية حصلت في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على حقوق غير مسبوقة في التشريع الجزائري، وكرسها الدستور الجزائري في العام 2016، بإقرار المناصفة بالعمل بين الجنسين، إلى جانب قانون الأسرة (الأحوال الشخصية) وقانون الجنسية الذي يمنح أطفالها الجنسية الجزائرية لو كان الزوج أجنبيا، وقانون تجريم العنف ضد المرأة، وحق التطليق بالخلع، وفرض على الأحزاب أن تضع 30 في المائة نساء في القوائم الانتخابية، وصندوق نفقة المطلقات، (لحماية المرأة وأطفالها من العازة خلال قضية الطّلاق في المحكمة، وبعد حكم المحكمة بالنّفقة للمطلقة وأطفالها يتوجب على الطّليق دفع النفقة وتسديد ما دفعه صندوق المطلقات). وقانون حق المرأة الحاضن بالسكن بعد الطلاق. هذه الحقوق دفعت مؤسسي هذه الجمعية إلى الاعتقاد بأنّ المرأة «لأنّها قاصرة عقل ودين»، تستخدم هذه الحقوق من دون رويّة، فتسببت في تفكك الأسرة، والضحية الرجل وأطفاله.
وحددت الجمعية عشرة أهداف تطالب بتحقيقها لحماية الرجال من «تعسف» النساء باستخدامهن قوانين المرأة، نذكر منها، المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات خاصة من ناحية العمل، والدفاع عن حقوق الرجال المظلومين والمضطهدين في المحاكم، وإعادة النّظر والدراسة في قانون الأسرة الذي يخدم المرأة أكثر من الرجل، وإعادة صياغة قانون الأسرة وفق الشريعة الإسلامية، وإلغاء صندوق نفقة المطلقات الحاضنات، واستبدال صندوق الأسرة الحميمية، «المتماسكة» به، واستحداث يوم وطني خاص بالرجال تكريماً لتضحياتهم وحفظا لكرامتهم، وحق الرجال في تعدد الزوجات للتقليل من ظاهرة العنوسة المتفشية بالجزائر.
وقد اتّجهت الجمعية عبر صفحتها على «فيسبوك»، لتكون منصة للمطالب الاجتماعية للرجل، بتوفير السكن والعمل ليعيش بكرامة مع عائلته الصغيرة. وتنتقد المرأة في تفريطها بأسرتها، وتحت عنوان «لنرى الأمور بواقعية» المرأة أخذت أكثر من حقوقها بكثير، من دون توضيح سقف حقوق المرأة التي تجاوزتها النساء. وتتهم الجمعية من «نادوا بحقوق المرأة، هم من استغل المرأة واستعبدها فيما بعد، وجعلها تبتعد عن منزلها، واستباحها واستغلها في أمور هي لم تخلق لها أصلا».
فترد نفيسة الأحرش رئيسة جمعية المرأة في اتصال هاتفي: «كل القوانين التي كانت في مصلحة المرأة بالجزائر كانت لها نفس الاحتجاجات من الإسلاميين منذ 1962، والدستور الجزائري أقرّ المساواة بين المرأة والرجل، ونضالنا كان ولا يزال من أجل تطبيق ما جاء في الدستور المساواة بين الجنسين، في العمل والدراسة والمشاركة السياسية والاجتماعية، نسبة النساء العاملات، والمرأة هي المتفوقة في الجامعات والبكالوريا، وعلى الرّغم من تفوقها فإنّ حظّها في العمل لا يتجاوز 15 في المائة من اليد العاملة الجزائرية، فأين هي المساواة؟».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)