مبادرة «جسور» تنطلق بلقاء سعودي مع شيوخ العشائر العربية في لبنان

تحت عنوان «عروبتنا انتماء وأصالة»

رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري وسط ضيوفه من شيوخ العشائر العربية في لبنان
رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري وسط ضيوفه من شيوخ العشائر العربية في لبنان
TT

مبادرة «جسور» تنطلق بلقاء سعودي مع شيوخ العشائر العربية في لبنان

رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري وسط ضيوفه من شيوخ العشائر العربية في لبنان
رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري وسط ضيوفه من شيوخ العشائر العربية في لبنان

دشنت أمس في مقر سكن السفارة السعودية في لبنان، مبادرة «جسور»، بلقاء مع شيوخ ووجهاء العشائر العربية في لبنان، شارك فيه أعضاء من السلك الدبلوماسي العربي ومسؤولون لبنانيون، بما سيكون فاتحة لنشاطات مقبلة تعمل على توطيد العلاقات اللبنانية - السعودية وتحقيق «الفهم المشترك» لطبيعة تلك العلاقات وكيفية تطويرها انطلاقاً من «الجوهر» الذي هو الإنسان، بحسب تصريح رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري لـ«الشرق الأوسط».
وحل شيوخ العشائر العربية في لبنان، بكل انتماءاتهم الدينية، ضيوفاً أمس على السفارة السعودية لتوجيه التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بنجاح موسم الحج، ما دفع الدبلوماسية السعودية إلى رفع شعار «عروبتنا انتماء وأصالة» عنواناً لمبادرة «جسور1» التي سوف تليها «جسور أخرى» تعمل وفق منطوق تطوير العلاقات اللبنانية - السعودية.
وشارك في استقبال شيوخ العشائر ووجهائها دبلوماسيون عرب، تقدمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير الكويتي عبد العال القناعي، كما حضر وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني بيار أبو عاصي ووزير الاتصالات جمال الجراح بوصفه أحد المنتسبين للعشائر العربية في لبنان.
وتهدف مبادرة «جسور» إلى تحقيق التواصل مع جميع مؤسسات المجتمع المدني، تماشياً مع الهوية الجديدة للدبلوماسية السعودية المستدامة، التي ستتضمن تعاوناً مع المراكز البحثية والجامعات، وسوف تتلاقى مع الزيارات التي يقوم بها رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية في بيروت لكل المناطق اللبنانية بكل امتداداتها وأطيافها.
وتسعى الدبلوماسية السعودية العاملة في لبنان في إطار «الهوية الجديدة»، إلى التعرف على هموم ورغبات الجاليات اللبنانية في المملكة العربية السعودية خصوصاً ودول الخليج عموماً، وفي المقابل متابعة أمور السعوديين في لبنان من المقيمين والزوار والمبتعثين، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وبهذا، ستكون مبادرة «جسور» أداة للتواصل، للوصول إلى الإنسان اللبناني مباشرة بغض النظر عن انتمائه ومرجعيته. وتهدف «جسور» لتكوين «رؤية مستدامة» مشتركة تصب في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفهم الاحتياجات المشتركة التي تعزز هذه الأطر.
وأكد البخاري أن المملكةَ العربيةَ السعودية «كانت ولا تزال وستبقى بمشيئةِ الله تعالى ساعية للخيرِ والسلامِ وعاملة على دعمِ جهودِ الاستقرارِ والازدهارِ في لبنان، وغيرِه، وحريصة على تنميةِ ثقافةِ الاعتدالِ في وجهِ التطرّفِ وثقافةِ قبولِ الآخرِ في وجهِ سياساتِ الصدِّ والإلغاء والإقصاء»، مشدداً على أن السعودية «ستبقى مِثلَما عرفتْمُوها وعرفها العالم كله، وعلى مدى التاريخ، قلعة حصينة في وجهِ الشرِّ والإرهاب والغُلوِّ ودارُ خيرٍ وسلامٍ لطلاَّبِ الخيرِ والسلام».
وتوجه البخاري للحاضرين بالقول «إن اتحادكم ووِحدتكم لأنموذج يُحْتَذى بهِ للمحافظة على وِحدة وجمال العيش والتعايش المشترك الذي يتحَلَّى بتعدديته هذا البلد الجميل لبنان»، لافتاً إلى أن «عاداتكم وتقاليدكم تعدُّ من أفضل مكارم الأخلاق ورُقيِّها»، إذ «تُكْرِمونَ الضيفَ وتُغيثونَ الملهوفَ وتُحْسِنونَ الجوار... ناصرون للمظلوم، متمسِّكونَ بعروبَتِكم، محافظون على جسورِ التّواصلِ بِعُمقِكُم العربي».وإذ أشار إلى انطلاق مبادرة «جسور» مع أبناء العشائر العربية، تعهد بأن المبادرة «لن تقف هنا، بل ستكون سِراجاً يضيء دروبَ الاستقرارِ والازدهارِ في لبنان».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.