غارسيا... مدرب قادر على تطوير فريقه من دون حاجة إلى ضم أسماء رنانة

تمكن من قيادة واتفورد لتحقيق أفضل بداية له في الدوري الإنجليزي منذ 36 عاماً

مدرب واتفورد خافي غارسيا (رويترز)  -  روبيرتو بيريرا (يسار) يتقدم لواتفورد في الفوز على كريستال بالاس (رويترز)
مدرب واتفورد خافي غارسيا (رويترز) - روبيرتو بيريرا (يسار) يتقدم لواتفورد في الفوز على كريستال بالاس (رويترز)
TT

غارسيا... مدرب قادر على تطوير فريقه من دون حاجة إلى ضم أسماء رنانة

مدرب واتفورد خافي غارسيا (رويترز)  -  روبيرتو بيريرا (يسار) يتقدم لواتفورد في الفوز على كريستال بالاس (رويترز)
مدرب واتفورد خافي غارسيا (رويترز) - روبيرتو بيريرا (يسار) يتقدم لواتفورد في الفوز على كريستال بالاس (رويترز)

من السابق لأوانه الحديث عن مستويات الأندية في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 3 جولات فقط، لكن يمكن القول إن نادي واتفورد قد حقق بداية مذهلة للغاية بعد الفوز في أول 3 مباريات له في الموسم الجديد أمام كل من برايتون وبيرنلي وكريستال بالاس ليصل رصيده إلى 9 نقاط ويقاسم الصدارة مع الكبار؛ ليفربول وتوتنهام هوتسبير وتشيلسي.
وبدا المدير الفني للفريق، خافي غارسيا، كأنه الحل المثالي للمشكلات التي تحدث في نادٍ كبير مثل مانشستر يونايتد.
لا يعني هذا أن مانشستر يونايتد يتعين عليه التعاقد مع المدير الفني لنادي واتفورد بمجرد الإطاحة بالمدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو من على رأس القيادة الفنية للفريق، لكن العكس هو الصحيح تماماً، إذ يستحق غارسيا البقاء مع نادي واتفورد لفترة أطول بعدما أصبح أول مدير فني لواتفورد ينجو من الإقالة في الصيف خلال أربع سنوات، لأنه منذ عام 2014 لم ينجح أي مدير فني لواتفورد في أن ينهي الموسم ويبدأ الموسم التالي مع الفريق قبل أن يقال من منصبه. ويعد غارسيا هو المدير الفني العاشر لنادي واتفورد منذ استحواذ عائلة بوزو على النادي في عام 2012، وهو ما يعني أنه كان يعلم جيداً «هشاشة» المنصب الذي قبل توليه في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وعلى الرغم من أن نادي واتفورد سيستمر على الأرجح في سياسة الإطاحة بالمديرين الفنيين بسرعة، يتعين على القائمين على النادي أن يشعروا بالسعادة بسبب الطريقة التي يعمل بها غارسيا والنتائج التي يحققها مع الفريق. وكان واتفورد يعاني الموسم الماضي، على سبيل المثال، من العقم التهديفي، للدرجة التي جعلت هداف الفريق عبد الله دوكوري لا يسجل سوى 7 أهداف فقط طوال الموسم. لكن الفريق فاز بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد على بيرنلي على ملعب «تيرف مور» يوم الأحد قبل الماضي، وجاءت الأهداف الثلاثة لنادي واتفورد بتوقيع 3 مهاجمين مختلفين جميعهم إنجليز، ثم تفوق على كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف الأحد الماضي.
لقد توصل غارسيا إلى خطة تسهم في زيادة الفاعلية الهجومية لنادي واتفورد من خلال الدفع بكل من تروي ديني وأندري غراي معاً في الخط الأمامي، وليس أحدهما فقط كما كان الأمر في السابق. ولعب غارسيا، على الورق، بطريقة 4 - 4 - 2، لكن لاعبي خط الوسط ديكوري وويل هيوز يتقدمان من وسط الملعب لتقديم الدعم الهجومي اللازم للمهاجمين، وهي الخطة التي تؤتي ثمارها بشكل رائع حتى الآن. وقال غارسيا في بداية الموسم: «أنا سعيد للغاية بمجموعة اللاعبين الذين لدينا في النادي، وما نحتاجه الآن هو العمل على بناء فريق جيد».
ولا يمكننا بالطبع أن نسمع مثل هذه التصريحات من جانب المدير الفني البرتغالي لنادي مانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، الذي دائماً ما يخرج ليشكو من عدم التعاقد مع لاعبين جدد، رغم المبالغ المالية الطائلة التي دفعها النادي للتعاقد مع كثير من اللاعبين خلال السنوات القليلة الماضية، الذين يأتي على رأسهم بول بوغبا وروميلو لوكاكو. لقد أعرب مورينيو عن غضبه وعدم رضاه عن فريقه في الوقت الحالي، وخصوصاً فيما يتعلق بعدم تعاقد النادي مع الصفقات التي كان يريدها خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، رغم أنه كان لديه 5 فترات انتقالات يستطيع خلالها تدعيم صفوف فريقه بالشكل الذي يريده منذ توليه قيادة النادي خلفاً للهولندي لويس فان غال. لكنه ما زال يعرب عن عدم رضاه بطريقة يمكن أن تؤثر في معنويات لاعبيه.
وفي الحقيقة، لا يمكن أن يتصرف جميع المديرين الفنيين بالطريقة نفسها التي يتصرف بها مورينيو، ومن الصعب للغاية أن نتخيل غارسيا يتحدث بمثل هذا الشكل السلبي على الملأ حتى لو كان يعاني من إحباط شديد! وعندما تستمع إلى تصريحات كل من المديرين الفنيين وتنظر إلى نتائج كلا الفريقين في بداية الموسم الجديد، لا يمكنك على الإطلاق أن تتخيل أن نادي واتفورد قد خسر لاعباً أساسياً بقيمة مهاجمه البرازيلي ريتشارليسون الذي انتقل في نهاية فترة الانتقالات لنادي إيفرتون، ولم يكن أمام النادي متسع من الوقت لكي ينفق قيمة الصفقة التي وصلت إلى 40 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع البديل المناسب.
وكان الوجه الجديد الوحيد المهم في التشكيلة الأساسية لنادي واتفورد هو بن فوستر في حراسة المرمى، الذي انضم للنادي قادماً من وست بروميتش ألبيون مقابل 4 ملايين جنيه إسترليني. ولم يتعاقد النادي سوى مع عدد قليل من اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وما زال الفريق يفتقد لخدمات توم كليفرلي وجيرار ديولوفو اللذين يغيبان بداعي الإصابة، لكن يمكن القول إن غارسيا يأتي ضمن مجموعة المديرين الفنيين الذين يرون أنفسهم قادرين على تحسين أداء الفرق التي يتولون قيادتها بمجموعة اللاعبين الموجودين بالفعل بدلاً من البحث عن التعاقد مع الأسماء اللامعة والرنانة في عالم كرة القدم.
وفي الحقيقة، وُجد مورينيو في كلا المعسكرين لبعض الوقت، بمعنى أنه عندما فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع نادي بورتو وبالثلاثية مع نادي إنتر ميلان الإيطالي كان يعد المدير الفني الأبرز فيما يتعلق بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من اللاعبين الموجودين بالفعل في فريقه بدلاً من البحث عن ضم لاعبين جدد، رغم الاتفاق على أن هذه الأيام قد ولت منذ فترة طويلة، وهو ما ظهر بصورة جلية خلال الهزيمة التي مُني بها مانشستر يونايتد أمام برايتون يوم الأحد الماضي ثم الهزيمة القاسية الثانية أمام توتنهام هوتسبير الاثنين.
ويمكن القول إن غارسيا هو النسخة الإسبانية من المدير الفني الإنجليزي لفريق بيرنلي شون دايش، الذي لا ينفق كثيراً على التعاقدات الجديدة ولديه ولاء شديد للاعبين الموجودين بالفعل ويعمل على مساعدتهم في تقديم أفضل ما لديهم. وربما كان أفضل مثال على ذلك ما حدث عندما استقال غارسيا من منصبه مديراً فنياً لنادي ألميريا خلال فترة وجوده في إسبانيا، لأنه بعد أن قاد الفريق للتأهل للدوري الإسباني الممتاز بمجموعة اللاعبين الذين لديه قرر مجلس إدارة النادي الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين والتعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد القادرين على اللعب في المستوى الأعلى، لكن غارسيا اعترض على ذلك واستقال من منصبه.
ومن الطبيعي أن يشعر معظم المديرين الفنيين بالسعادة عندما يلجأ النادي لمثل هذه الخطوة، بل ويشيدوا بواقعية وطموح نادي ألميريا وإبرامه لصفقات جديدة، لكن غارسيا كان يعلم أنه يمكنه تحقيق نتائج جيدة باللاعبين الذين يمتلكهم بالفعل، لكنه فشل في إقناع النادي بذلك ورحل في نهاية المطاف.
وتعد هذه هي أفضل بداية لنادي واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ موسم 1982 - 1983، عندما أنهى الفريق الموسم في المركز الثاني خلف ليفربول وتأهل للعب في دوري أبطال أوروبا وحصل لاعب الفريق لوثر بليسيت على لقب هداف الدوري.
ورغم أن واتفورد بقيادة المدرب غراهام تايلور نجح في تحقيق الفوز في 4 مباريات من أول 5 مباريات في الدوري في ذلك الموسم، فإنه لم يتمكن من الفوز في 3 مباريات متتالية في بداية الموسم. لكن غارسيا قاد واتفورد لتحقيق الانتصار الثالث على التوالي في بداية المسابقة، عندما استضاف كريستال بالاس على ملعبه الأحد. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يكون واتفورد هو بيرنلي الجديد هذا الموسم، أو ليستر سيتي الجديد؟ قد يكون من السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال، لكن الشيء المؤكد هو أن غارسيا ولاعبيه قد حققوا بداية أفضل مما كان متوقعاً من فريق كان ينظر إليه كثيرون على أنه مرشح بقوة للهبوط إلى دوري الدرجة الأولى!


مقالات ذات صلة

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد (رويترز)

هاو: بقيت خطوة لضمان التأهل لنهائي كأس الرابطة

حثّ إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، فريقه على توخي الحذر رغم الفوز 2-صفر على مستضيفه آرسنال، الثلاثاء، ليصبح على بُعد خطوة من التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.


«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.