نتفليكس تعرض فيلم «الملاك» حول سيرة أشرف مروان الشهر المقبل

سياسيون ونقاد مصريون لـ«الشرق الأوسط»: الفيلم الإسرائيلي «سيموت بالسكتة»

ملصق فيلم «الملاك»
ملصق فيلم «الملاك»
TT

نتفليكس تعرض فيلم «الملاك» حول سيرة أشرف مروان الشهر المقبل

ملصق فيلم «الملاك»
ملصق فيلم «الملاك»

قال سياسيون ونقاد مصريون لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيلم الإسرائيلي الذي سوف يعرض خلال أسابيع، ويجسد سيرة رجل الأعمال المصري أشرف مروان، سيموت بالسكتة لأنه لن يقدم جديداً»، مطالبين بـ«فيلم عالمي ضخم يتصدى للفيلم الإسرائيلي»، في حين بدا أن مصر قررت تجاهل الفيلم الإسرائيلي.
ومروان يظل لغزاً كبيراً في حياته، حتى رحيله «منتحراً» في لندن قبل 11 عاماً. ويتبنى الفيلم وجهة النظر الإسرائيلية التي تروج لاعتباره جاسوساً عمل لصالح «الموساد» خلال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، فيما تقول الرواية المصرية «الرسمية» عكس ذلك.
كانت شبكة «نتفليكس» قد طرحت قبل أيام، على قناتها الرسمية بموقع «يوتيوب»، البرومو الرسمي لفيلم The Angel أو «الملاك»، الذي تدور أحداثه عن حياة مروان، سكرتير الرئيس الأسبق محمد أنور السادات زوج منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، استعداداً لعرض الفيلم في الولايات المتحدة يوم 14 سبتمبر (أيلول) المقبل.
ويتبنى العمل وجهة النظر الإسرائيلية التي تروج لاعتباره جاسوساً عمل لصالح «الموساد». وتدعي قصة الفيلم، المأخوذة عن رواية الكاتب الإسرائيلي أورى بار جوزيف، أستاذ العلوم السياسية الخبير في شؤون الاستخبارات، أن مروان قدم للمخابرات الإسرائيلية معلومات قيمة عن مصر في الفترة من 1969 حتى 1975.
وترفض مصر تلك الرواية رفضاً قاطعاً، حيث تقدم الجهات الرسمية مروان باعتباره «بطلاً قومياً» خدم بلده في عدة مناصب تولاها، منذ أن كان ضابطاً بالجيش، ثم مساعداً لعبد الناصر، والمستشار السياسي والأمني للسادات.
ولم يصدر أي رد فعلي رسمي في مصر بخصوص الفيلم حتى الآن، بينما تواصلت «الشرق الأوسط» مع عدد من المسؤولين المصريين، الذين أبدوا تحفظهم على الخوض في تلك القضية مرة أخرى، مفضلين تجاهل القضية التي أوضحت القاهرة في أكثر من مناسبة المعلومات المتاحة بشأنها.
النائب سمير غطاس، عضو مجلس النواب (البرلمان) مدير «منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، يرى أن «الفيلم لن يلتفت إليه أحد، وسيموت بالسكتة لأنه لن يقدم جديداً عما هو معروف من جدل حول القضية»، مؤكداً أنه «جزء من الدعاية الإسرائيلية المقابلة لعشرات الأعمال الفنية التي قدمتها المخابرات المصرية طوال السنوات الماضية، والتي تناولت النجاحات المصرية في اختراق الداخل الإسرائيلي».
ولفت غطاس، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «الغريب في الأمر أن الفيلم جاء في وقت تبدو فيه العلاقات بين مصر وإسرائيل في أحسن صورها، وهناك تنسيق أمني وسياسي عالٍ»، واستدرك: «يبدو أن (الموساد)، الذي شابه الإفلاس في الفترة الأخيرة، يريد تلميع صورته بأعمال فنية، بعد فشله في إنجاز شيء حقيقي».
وأوضح غطاس أن «مروان عميل مزدوج، استخدمه السادات في خداع الإسرائيليين، خلافاً للرواية الإسرائيلية، فقد منحه كل تفاصيل حرب 1973، إلا موعدها، في إطار خطته للخداع الاستراتيجي».
وتوفى مروان في يونيو (حزيران) 2007، بعد أن سقط من على شرفة منزله في لندن، ولم يُعرف حتى الآن «رسمياً» ما إذا كان موته قتلاً أم انتحاراً. وفور رحيله، أمر الرئيس الأسبق حسني مبارك بإقامة جنازة عسكرية له في القاهرة، وأصدرت مؤسسة الرئاسة بياناً لتأكيد وطنيته.
وقال مبارك عقب ذلك إنه «قام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد لكشفها»، لكنه أضاف أن مروان «لم يكن جاسوساً على الإطلاق لأي جهة».
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي إن الفيلم يأتي في إطار الصراع المصري - الإسرائيلي حول النجاحات الاستخباراتية، موضحاً أن الخلاف حول الدور الحقيقي لمروان ليس الأول، فقد حاولوا من قبل تشويه رفعت الجمال، وقالوا أيضاً إنه عميل لهم، وهو ما فعلوه في مرحلة سابقة مع أحمد الهوان، وكلهم مصريين قدموا خدمات جليلة للمخابرات المصرية.
وأكد الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم «يدعي نجاح المخابرات الإسرائيلية في تجنيد مروان للعمل لصالح إسرائيل، وإنه (مروان) سيدخل التاريخ العالمي الشعبي من خلال الفيلم كجاسوس باع وطنه»، مطالباً بـ«فيلم عالمي ضخم يتصدى للفيلم الإسرائيلي».
ورفضت منى عبد الناصر، أرملة مروان، التعليق على الفيلم الإسرائيلي، وقالت في تصريحات إعلامية: «زوجي كان يعمل لمصلحة بلده مصر، وكل ما تردده إسرائيل عنه مجرد هراء». كما سبق أن أكدت قبل سنوات أنّها «واثقة من أن زوجها أُلقي به من على شرفة منزله في لندن، واتهمت الموساد الإسرائيلي بقتله».
يشار إلى أن الرواية المأخوذ عنها الفيلم تحمل عنوان «The Angel: The Egyptian Spy Who Saved Israel» أو «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل»، وتزعم أن «الملاك» هو الاسم الحركي أو الكودي الذي أطلقته الاستخبارات الإسرائيلية على مروان، بالإضافة إلى اسمي «بابل» و«الصهر».
وتتجاهل الرواية الإسرائيلية كل الإشارات والتصريحات المصرية حول كون مروان عمل لصالح القاهرة، وكان جزءاً من خطة الخداع الاستراتيجي، قبل وفي أثناء حرب أكتوبر، وتدعي أنه ذهب بنفسه عام 1969 إلى السفارة الإسرائيلية، في لندن، ليطلب العمل لصالح الموساد.
ويشارك في بطولة الفيلم، الذي أخرجه إرييل فيرمين، كل من الممثل الهولندي من أصل مغربي مروان كنزاري، الذي يجسد شخصية مروان، وتوبي كيبيل، وهانا وير، وتساهي هاليفي، ووليد زعيتر.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق عدد من الأبطال في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)

«آل شنب»... فيلم يجمع شمل عائلة متنافرة بعد حالة وفاة 

من خلال مجموعة العائلة عبر «واتساب» تتواصل عائلة «آل شنب»، بعد شتات أبنائها الخمسة الذين نشأوا في الإسكندرية، وانتقل بعضهم إلى القاهرة بحكم الحياة وظروف العمل.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)

المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

تترقب المخرجة التونسية مريم جعبر عرض فيلمها «ماء العين» في الصالات السينمائية خلال العام المقبل مع انتهاء جولته في المهرجانات السينمائية الدولية.

أحمد عدلي (الجونة (مصر))
يوميات الشرق يعود الفيلم إلى نهاية التسعينات من القرن الماضي ويحمل الكثير من الكوميديا السوداء (الشرق الأوسط)

أسامة القس لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «صيفي» مثير للجدل

يترقب الممثل أسامة القس عرض فيلمه «صيفي» في صالات السينما السعودية يوم 26 ديسمبر (كانون الأول)، الذي تدور أحداثه في فترة التسعينات.

إيمان الخطاف (الدمام)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».