لأول مرة في تاريخها... «الخطوط السعودية» تشغل 711 رحلة غداًhttps://aawsat.com/home/article/1372276/%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%87%D8%A7-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%AA%D8%B4%D8%BA%D9%84-711-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D9%8B
لأول مرة في تاريخها... «الخطوط السعودية» تشغل 711 رحلة غداً
أطلقت عملياتها التشغيلية لإعادة الحجاج إلى أكثر من 100 وجهة
الجاسر خلال وقوفه على مواقع الخدمات في مطار الملك عبد العزيز بجدة («الشرق الأوسط»)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
لأول مرة في تاريخها... «الخطوط السعودية» تشغل 711 رحلة غداً
الجاسر خلال وقوفه على مواقع الخدمات في مطار الملك عبد العزيز بجدة («الشرق الأوسط»)
تفقد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر اليوم (الجمعة)، مواقع ومرافق الخدمات بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ووقف على كافة الاستعدادات المعدة لخدمة الضيوف، والتقى بموظفي الصفوف الأولى، مقدماً شكره لهم على جهودهم التي توجت بتسجيل معدلات تشغيلية قياسية في مرحلة القدوم، حاثاً إياهم على ضرورة مواصلة النجاحات بمضاعفة الجهود وتكثيف التواجد الميداني من قبل المسؤولين التنفيذيين. وترأس المهندس الجاسر اجتماعاً موسعاً في مبنى العمليات الجوية في "مطار المؤسس" مع القيادات التنفيذية ورؤساء القطاعات والشركات والوحدات الاستراتيجية بالناقل الوطني وذلك لإطلاق الخطة التشغيلية لمرحلة مغادرة ضيوف الرحمن والتي تتزامن مع انتهاء إجازتي عيد الأضحى المبارك والصيف حيث تتسم هذه الفترة بكثافة الحركة الجوية على القطاعات الداخلية والدولية. وغادرت أولى الرحلات المخصصة للحج صباح اليوم - رقمها (SV6262) - مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة متجهة إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض بطائرة من طراز بوينج (B777-300) وعلى متنها 410 حجاج، فيما تغادر تباعاً بقية الرحلات الداخلية والدولية المقلة لضيوف الرحمن من خلال مطاري المؤسس بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، حيث سيكون منتصف شهر محرم القادم موعداً لإقلاع آخر الرحلات وانتهاء العمليات التشغيلية لموسم الحج. ويشهد يوم غدٍ السبت تسجيل "السعودية" معدلاً قياسياً في عدد الرحلات خلال يوم واحد لم يسبق تحقيقه منذ تأسيسها، حيث سيتم تشغيل (711) رحلة تمثل الرحلات المجدولة والإضافية ورحلات الحج إلى مختلف الوجهات الداخلية والدولية. تجدر الإشارة إلى أن "السعودية" قد حققت معدلاً جديداً متميزاً في معدل نقل الحجاج في مرحلة القدوم لهذا العام وسجلت زيادة بلغت 22% مقارنة بحج العام الماضي، فيما تتضافر جهود مختلف القطاعات التشغيلية لـ"السعودية" أرضاً وجواً لتيسير إنهاء إجراءات السفر في مرحلة العودة والحرص على أن يكون ختام الرحلة الإيمانية امتداد لمنظومة الخدمات المتميزة المقدمة لضيوف الرحمن في كافة المواقع. وتأتي خدمة ضيوف الرحمن على قمة الأولويات التي يحرص عليها الناقل الوطني الخطوط السعودية وهي بذلك تمثل دورها كباقي المؤسسات الخدمية المتعددة المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتفخر بالعمل وبكل تفانٍ لأداء هذه المسؤولية على الوجه الأكمل، وقد تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي ستسهم بمشيئة الله في تسهيل إجراءات مغادرة الحجاج وتحقيق أفضل المعدلات في مغادرة جموع الحجاج بيسر وسهولة.
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091805-%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%88-%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%90%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%87
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.
في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.
تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».
لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».
تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».
شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.
وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».
رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.
لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».
وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».
فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».
من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».
ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».
هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».