اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر (كانون الأول) 1996 الغاني الجنسية كوفي أنان، أميناً عاماً هو السابع للمنظمة الدولية لفترتين متتاليتين (1997 - 2001) و(2002 - 2006) بعدما عمل فيها قبل ذلك في منصب وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، مراكماً ثروة من الخبرات الدبلوماسية والإدارية التي اكتسبها طوال نحو ثلاثين عاماً من الخدمة في المنظمة العالمية، ولا سيما أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية وعدة لغات أفريقية بطلاقة.
ولد أنان في 8 أبريل (نيسان) 1938 في كوماسي، غانا. وهو متزوج من ناني أنان، وهي محامية وفنانة، ولديهما ثلاثة أولاد. درس أنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا في كوماسي، وأكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد في كلية ماك ألستر في سانت بول، مينيسوتا عام 1961. وبين عامي 1961 و1962، تابع الدراسات العليا في الاقتصاد بالمعهد الجامعي للدراسات العليا الدولية في جنيف. وكحاصل على زمالة «سلون» بين عامي 1971 - 1972 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «أم آي تي»، نال درجة ماجستير العلوم في الإدارة.
ترك أنان العمل بالأمم المتحدة بين عامي 1974 و1976، شغل خلالها منصب مدير عام الشركة الغانية لتنمية السياحة، حيث عمل في وقت واحد في مجلس إدارتها وفي مجلس مراقبة السياحة الغاني. وعمل أيضاً في مجلس أمناء كلية ماك ألستر، التي منحته عام 1994 جائزة الخدمة المتميزة للأمناء تكريماً له لجهوده في خدمة المجتمع الدولي. وهو أيضاً عضو في مجلس أمناء معهد المستقبل، في مينلو بارك بكاليفورنيا، وعمل أخيراً في منظمة الحكماء.
وعقب قيام العراق بغزو الكويت عام 1990، أوفد أنان إلى العراق لتيسير عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم ولإجراء مفاوضات من أجل إطلاق الرهائن الغربيين. وأثناء وجوده هناك، ساعد أنان على تركيز الاهتمام على محنة أكثر من 500 ألف من الآسيويين كانوا محاصرين في العراق والكويت بسبب الأعمال الحربية. وفي وقت لاحق، كان أنان هو أول من شجع حكومة العراق على مناقشة مسألة بيع النفط لتمويل مشتريات المعونة الإنسانية، وترأس أول فريق للأمم المتحدة للتفاوض مع العراق لتحقيق هذه الغاية. وقد أثمرت تلك المبادرة منذ ذلك الحين اتفاق عام 1996 بين حكومة العراق والأمم المتحدة بشأن تنفيذ صيغة «النفط مقابل الغذاء» وفقا لقرار مجلس الأمن 986.
وإلى جانب مناصبه الرسمية، شارك أنان طويلا في مجالات التعليم ورعاية وحماية الموظفين الدوليين. وساهم في عمل مجلس التعيين والترقية والفريق الرفيع المستوى للاستعراض (وقد رأس كليهما)، والمجلس الإداري والتنظيمي والمالي، وفي فرقة عمل الأمين العام المعنية بحفظ السلام، والصندوق المشترك للمعاشات التقاعدية لموظفي الأمم المتحدة. كما عمل رئيساً لمجلس أمناء المدرسة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك (1987 - 1995) ومحافظا للمدرسة الدولية في جنيف (1981 - 1983).
وتسلم أنان هذه المناصب المتنوعة التي لا تركز على مسائل التنظيم - الإدارة والميزانية والمالية وشؤون الموظفين - فحسب، بل تشمل أيضاً قضايا اللاجئين وحفظ السلام.
وأشرف على عملية الانتقال من قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا السابقة إلى قوة التنفيذ الدولية بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي عقب توقيع اتفاق دايتون للسلام عام 1995. وباستثناء الفترة التي كان فيها ممثلاً خاصاً للأمين العام في يوغوسلافيا السابقة بين عامي 1995 و1996، تقلد أنان منصب وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، وشغل لمدة عام قبل ذلك منصب الأمين العام المساعد لشؤون عمليات حفظ السلام. وفي هذه المناصب عمل على صوغ نهج جديدة للتعامل مع الأوضاع المعقدة التي اتسمت بعدم اليقين والتي سادت عالم ما بعد الحرب الباردة والذي شهد مستويات لم يسبق لها مثيل من التعاون الدولي، فضلاً عن انتشار الصراع على نطاق واسع أزكت ناره تأكيدات عنيفة للهويات القومية والعرقية. وطوال هذه الفترة المتقلبة، عمل أنان على تقوية قدرة المنظمة على الاضطلاع ببعثات حفظ السلام التقليدية والعمليات المتعددة المهمات على السواء، وعلى الاضطلاع بمهمات جديدة في مجال السلم والأمن الدوليين مثل «الانتشار الوقائي». ولمسايرة النمو الكبير في عدد العمليات - حيث أنشأ 26 من العمليات الـ41 في تاريخ الأمم المتحدة بعد عام 1989. وأشرف أنان على إنشاء «مركز العمليات» الذي يرصد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على مدار الساعة. كما ركز على تعزيز تأهب المنظمة للاضطلاع بعمليات حفظ السلام، فناشد الدول الأعضاء أن تضطلع بالتزامات بشأن وضع «ترتيبات احتياطية» لتوفير القوات والمعدات والموارد الأخرى. وحتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1996، كانت 62 دولة عضواً أكدت استعدادها لتوفير موارد احتياطية يبلغ مجموعها نحو 80 ألف عنصر.
ووقع اختيار لجنة جائزة نوبل النرويجية على الأمم المتحدة وأمينها العام أنان، تقديراً «لعملهما من أجل أن يكون عالمنا أكثر انتظاماً وتمتعاً بالسلام». وذكرت اللجنة أن الأمم المتحدة هي «اليوم منظمة تقف في طليعة الجهود المبذولة لتحقيق السلم والأمن في العالم، ولحشد الإمكانات الدولية التي تهدف إلى الاستجابة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العالمية». وقال أنان في الكلمة التي أعلن فيها قبوله للجائزة إنه «يتعين، فوق كل اعتبار، السعي من أجل إحلال السلام، لأنه الشرط الضروري لكي يتمكن كل عضو من أعضاء الجماعة البشرية من العيش بكرامة والتمتع بالأمن».
8:2 دقيقة
طفل من غانا إلى حامل جائزة نوبل للسلام
https://aawsat.com/home/article/1367286/%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B2%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
طفل من غانا إلى حامل جائزة نوبل للسلام
- نيويورك: علي بردى
- نيويورك: علي بردى
طفل من غانا إلى حامل جائزة نوبل للسلام
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة