علاج جيني يعيد البصر لفئران عمياء

يشغّل «آلية الشفاء الذاتي» لشبكية العين

خلايا القضبان والخلايا المخروطية في شبكية العين
خلايا القضبان والخلايا المخروطية في شبكية العين
TT

علاج جيني يعيد البصر لفئران عمياء

خلايا القضبان والخلايا المخروطية في شبكية العين
خلايا القضبان والخلايا المخروطية في شبكية العين

نجح علماء أميركيون في إعادة البصر إلى فئران عمياء بعد أن تمكنوا من إعادة برمجة خلايا العين وتوجيهها لكي تستعيد قدرات الشفاء الذاتي لأنسجتها.
وقال باحثون في كلية «ماونت سيناي للطب» إنهم أظهروا، ولأول مرة، أن العيون لدى الحيوانات اللبونة (اللبائن) يمكنها أن تجدد خلايا الشبكية المتضررة، وذلك بعد توظيفهم علاجا جينيا يقوم بتقوية آلية الشفاء الذاتي المفتقدة لدى تلك الحيوانات.
ويأمل الباحثون أن يطبقوا العلاج الجديد لإعادة البصر لدى الإنسان، رغم أن العمى لدى الإنسان ينشأ عن أسباب متنوعة تحتاج إلى علاج متنوع لها. وقالوا في دراستهم المنشورة في مجلة «نتشر» إن طريقتهم ربما ستقدم وسيلة عمومية لإعادة البصر بغض النظر عن سبب العمى.
وقال بو تشين، الذي أشرف فريقه على الدراسة، إن سمك الزرد، وهو سمك صغير مخطط، قد ألهمهم لتنفيذ البحث؛ رغم أن شبكية هذه السمكة تختلف عن الشبكية لدى اللبائن. وأضاف أن «شبكية سمك الزرد تؤدي وظيفتها الطبيعية، إلا إنها تحافظ أيضا على مجاميع من الخلايا الجذعية. وعندما يحدث أي ضرر في الشبكية تتحول تلك الخلايا الجذعية إلى خلايا عصبية». والخلايا الجذعية خلايا أولية تتخصص لاحقا في الجسم.
وأضاف الباحث الأميركي أن هذا السمك يمتلك أيضا مجاميع من بعض الخلايا المعروفة باسم «خلايا ميولر»؛ وهي خلايا في الشبكية يأتي عددها في المرتبة الثانية بعد الخلايا العصبية، وتتكاثر بعد حدوث الضرر متحولة إلى خلايا حساسة للضوء، وهو الأمر الذي يجعل العين المتضررة تشفى لتأدية مهمتها الطبيعية، وأن هذه الآلية «آلية إصلاح ذات قدرات كبيرة».
ويمتلك الإنسان هذه الآلية نفسها، إلا إنه لا يملك القدرات لتشغيلها، وقال تشين: «إذن، فإن التركيبة الأساسية موجودة في العينين، إلا إنها لا تعمل لسبب من الأسباب».
وأظهر الباحثون نجاحهم بنقل جين إلى داخل خلايا الشبكية، وقيامه بإعادة برمجة تلك الخلايا، ما أدى إلى استعادة العين مستقبلات الضوء المفقودة لدى الفئران العمياء. وتمكنت تلك الفئران من استعادة بصرها في غضون 6 أسابيع. وقال العلماء إنها استعادت قضبان شبكية العين، وهي الخلايا التي تستقبل الضوء الخافت فقط، إلا إنهم أضافوا أن الحفاظ على القضبان سيؤدي إلى حماية المخاريط في شبكية العين، وهي النوع الثاني من خلايا الشبكية.
ويعتقد العلماء أن طريقتهم ستفيد في المستقبل مرضى الضمور البقعي، وقالوا إن «قوة هذه الدراسة الرئيسية تكمن في إمكانية تطبيقها على طيف واسع من أمراض الشبكية التنكسية». وعلق توماس غرينوال، مدير «برنامج علوم أعصاب شبكية العين» في «المعهد الوطني للعيون» بالولايات المتحدة الذي لم يشارك في البحث، على النتائج قائلا: «هذا أول تقرير لعلماء حول إعادة برمجة (خلايا ميولر) لكي تتحول إلى مستقبلات القضبان في شبكية اللبائن».


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.