مزين شعر لبناني يحقق حلم فتاة صغيرة عشية عيد الأضحى

الـ«فيسبوك» كان السبب في تسليط الضوء على حالتها الاجتماعية المتردية

مزين الشّعر النسائي جو رعد مع فاطمة وشيرين قباني في صورة تذكارية
مزين الشّعر النسائي جو رعد مع فاطمة وشيرين قباني في صورة تذكارية
TT

مزين شعر لبناني يحقق حلم فتاة صغيرة عشية عيد الأضحى

مزين الشّعر النسائي جو رعد مع فاطمة وشيرين قباني في صورة تذكارية
مزين الشّعر النسائي جو رعد مع فاطمة وشيرين قباني في صورة تذكارية

القصة بدأت بالصدفة عندما تلقت شيرين قباني على صفحتها الإلكترونية «فيسبوك» صورة تبين فتاة صغيرة تدعى فاطمة تعيش مع أفراد عائلتها في حال فقر مدقع. اهتمت شيرين بالمنشور الذي وصلها هي التي اعتادت مساعدة العائلات المحتاجة وتأمين «ثياب العيد» لهم من خلال محل افتتحته خصيصاً لهذا الهدف ويحمل نفس الاسم. «بحثت عن فاطمة ووصلت إلى منزلها الواقع في منطقة الأوزاعي لأتفاجأ بالحالة الاجتماعية المتردية التي تعيش فيها مع إخوانها الأربعة ووالدتها، بعد أن ذهب والدهم في يوم من الأيام ولم يعد حتى اليوم. اضطرت فاطمة ابنة الـ12 سنة أن تعمل في كراج لتصليح السيارات لتعيل عائلتها». تروي شيرين قباني صاحبة محل «تياب العيد» الذي يوزع الكسوة مجاناً على المحتاجين والفقراء. وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أجر فاطمة في عملها لا يتعدى الـ60000 ليرة في الأسبوع الواحد أمّا أمنيتها فكانت أن تعود إلى الدراسة لتصبح فيما بعد مصففة شعر». لفت هذا المنشور مصفف الشّعر النسائي اللبناني المعروف جو رعد، فغرّد عبر صفحته الإلكترونية «تويتر» يسأل عمّن يعرف عن فاطمة أي شيء بأن يتصل به لأنّه قرّر مساعدتها وتأمين كلفة دراستها وكذلك تحقيق أمنيتها بأن تصبح يوماً ما مزينة شعر نسائي. «لقد تربيت يتيما وأعرف ماذا يعني الفقر ولذلك تعاطفت مع فاطمة والله لا يجرب أحد» كتب جو (اسمه الحقيقي جودت) مغردا.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر فاطمة ولاقى جو رعد تشجيعاً كبيراً على خطوته هذه فردّ مغردا: «إلى كل الذين شكروني على مبادرتي للطفلة فاطمة شكراً إلكن من قلبي. أنا أيضا تربيت يتيماً وكنت أنتظر من يمدّ لي يد العون في أحد الأيام وسأمدّ يدي إلى كل طفل محتاج كي لا يذوق المرارة التي تذوقتها بنفسي» وليضيف: «شو يعني طفل بدل ما يلعب يكون راكض ورا رزقة من المفروض أن تصله وهو مرتاحا».
التقى شمل فاطمة مع جو بعدما أوصلت شيرين إليه الأمانة ليعرض مباشرة على الفتاة الصغيرة الاهتمام بكلفة دراستها، وكذلك بتعليمها في أيام العطلة مهنة تصفيف الشعر. فاستقبلها في محله في منطقة فردان وتصور معها وأعلن أنّه سيتبّنى مهمة إنقاذها من الفقر الذي تعيش فيه. «ليس هدفنا اليوم تعليم فاطمة مهنة التزيين فهي لا تزال صغيرة السن والقانون اللبناني لا يسمح لها بذلك. فاليوم نحن منكبّون على تأمين الأوراق اللازمة لها لإدخالها المدرسة من جديد بعد أن توقفت عن طلب العلم لتأمين لقمة العيش لعائلتها». وفي ريبورتاج مصور عرضته شاشة «الجديد» سلطت الضوء على الحال الاجتماعية المتردية التي تعيش فيها فاطمة والظروف المعيشية السيئة التي تحيط بها، تعرّف اللبنانيون عن قرب على وضع فاطمة وتعاطفوا معها. ومن ثم، وبعد أن جرى لقاؤها بجو رعد صرح هذا الأخير بأنّ فاطمة ستكون بمثابة أخته الصغيرة ومساعدته وبأنّه لن يوفر أي إعانة مادية يقدمها لها كي تشعر بطفولتها. فقاطعته تقول: «أهم شي تياب العيد» وعندما سألها أحدهم عن الفترة الزمنية التي اشترت فيها لآخر مرة ثيابا جديدة أجابت: «كان ذلك في عيد العام الفائت».
تخاف فاطمة على عائلتها ولذلك لم تتردّد بأن تترك دراستها لتعيلهم وتعلق شيرين قباني: «لقد استطاعت في فترة عملها في كراج تصليح السيارات أن توفر مبلغ 5000 ليرة. فخبأتها في مكان سري واحتفظت بها وكأنّها كنز لا تريد أن يعرف أحد بمكانه». أمّا جو رعد فكتب يقول: «فاطمة قبل أسبوع من العيد قدمتلي أحلى عيدية. شفت فيها جودت الصغير الذي وصل بيروت وحيداً يفتش على فرصة ليصبح مشهوراً. حققت فرصتي وصرت جو رعد الذي تعرفونه اليوم وفاطمة ستصبح يوما ما مثلي كما تتمنى تماما».
يذكر أنّ مصفف الشعر جو رعد يعدّ رائدا في مهنته ويعرف بـ«مزين النجوم» كونه استطاع أن يضفي على إطلالتهم الذوق الرفيع وجمال الشّكل. اتجه رعد مؤخّراً، إلى مجال الغناء فهو لطالما حلم بأنّ يصبح مطرباً معروفاً وحالياً هو يمارس مهنته هذه ويحيي الحفلات في مناسبات الأعياد وكذلك في حفلات الزفاف بعد أن أصدر أكثر من أغنية نالت شعبية معقولة لدى اللبنانيين.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».