أثار مقطع فيديو يظهر شابا مصريا يطلب من فتاة بحي التجمع الخامس (شرق القاهرة) تناول القهوة في أحد المتاجر الشهيرة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتصدر الحديث عن مقطع الفيديو اهتمامات المصريين، وسيطر على معظم المناقشات الدائرة على موقع «فيسبوك» وتويتر في الساعات الأخيرة.
الفتاة المصرية، منة جبران، التي قامت بنشر مقطع الفيديو الذي اعتبرته تحرشا لفظيا بها، لعدم وجود سابق معرفة بينها وبين الشاب، كان قد سبق لها نشر مقطع فيديو منذ عام، عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، في المكان نفسه، إذ عرض عليها رجل تناول القهوة بأحد الكافيهات بدلا من وقوفها في الشارع، وتبين من خلال الفيديو رفضها للأمر، مما دفعه إلى الاعتذار والانسحاب، وانقسم جمهور «فيسبوك» و«تويتر» إلى مؤيد ومنتقد لموقف الفتاة.
وقال المؤيدون لفتاة التجمع إنها تصرفت بشكل سليم للتشهير بالمتحرشين لردعهم عن طريق مواقع التواصل، بينما انتقدها آخرون بحجة أن الشاب تعامل معها بلطف وعرض عليها تناول القهوة بأسلوب راق وانسحب واعتذر بهدوء.
وقالت منة في مداخلة هاتفية عبر إحدى القنوات الفضائية: «قيام الشاب بالتجول حولها في البداية، دفعها لالتقاط فيديو له لكي تجعله عبرة لغيره، ولتحاول أن تحد من تلك الأمور مؤكدة أن التحرش ليس بالضرورة أن يكون من خلال الجسد، ولكن من خلال الألفاظ أيضا». وهو ما أكدته في مقطع فيديو مصور لها على صفحتها في وقت لاحق بعد الهجوم عليها من جمهور الـ«سوشيال ميديا».
وأضافت منة جبران، أنها لا تتخيل الشعور الذي تعيشه كل فتاة في حال تحرش أي شاب بها جسديا، لافتة إلى أنها بمجرد تعرضها للتحرش اللفظي انزعجت كثيرا، مؤكدة أن الفتاة ليس بالضرورة أن تتعرض لذلك وتضطر للسكوت لمجرد أنها فتاة، بل يجب أن يكون لها الحق في الاعتراض.
في المقابل، رد الشاب الذي ظهر في مقطع الفيديو الذي نشرته الفتاة، ويدعى «محمود سليمان»، وقال في مقطع فيديو نشره على صفحته على «فيسبوك» إنه «لم يجد أي أزمة في عرضه لتناول القهوة معها في أحد الكافيهات، وأنه لم يطلب منها أي أمر خارج لتقوم بالتشهير به وتقول إنه تحرش بها لفظيا». ورفض «سليمان» تشهيرها به، وقولها إن الأمر يندرج تحت بند التحرش اللفظي.
في السياق نفسه، انقسم جمهور «السوشيال ميديا» بين مؤيد ومعارض للشاب والفتاة، ولم تخل التعليقات من الفكاهة والسخرية، وعلَّق أحمد سعيد على صفحته بـ«فيسبوك» منتقدا الفتاة قائلا: «الرجل عرض بشكل لطيف جدا على بنت إنهم يقعدوا في مكان ويتعرفوا، ولما رفضت أخد بعضه وانصرف بكل أدب، ولم يقل أي كلمة خارجة، أو يتحرش، وهذا كان أسلوب التعارف المحترم المنتشر في العقود الماضية في مصر». لكنه اعتبر الفيديو الأول الذي نشرته الفتاة منذ عام تعديا على حريتها الشخصية: قائلا: «ليس به تحرش لفظي، لكن تجاوز للمساحة الشخصية، لأنه كان به إلحاح ومتابعة، والخلاصة أن هذا الموقف لم يستدع كل ذلك التشهير».
بينما ساندها كثيرون من الشبان والشابات منتقدين تصرف الرجلين في مقطعي الفيديو، الجديد والقديم، معتبرين تصرفهما غير مقبول وتجاوزا في حق الفتاة، وثمنوا موقفها الجريء بعد قيامها بالتقاط الفيديو لردع «المتحرشين»، بحسب وصفهم. ودعوا بقية الفتيات لتنفيذ تلك التجربة عند تعرضهن للتحرش. وكتبت منى السيد على صفحتها على موقع «فيسبوك»: «الفتاة تعرضت لهجوم حاد، على صفحتها وتشهير غير مقبول، بعدما قام كثير من الأشخاص بنشر صورها الشخصية، على الصفحات العامة للنيل منها، بينما هي حرة فيما ترتديه وتفعله، طالما لم تؤذ أحدا، وموقفها كان سليما جدا، لأنها تشهر بالمتحرشين فقط».
وانتشرت في مصر بالآونة الأخيرة حملات توعية ضد التحرش في الشوارع والأماكن العامة، وشهدت معدلات التحرش انخفاضا ملحوظا في الشوارع المصرية من خلال حملات الرصد الأهلية والحكومية بعد تشديد العقوبات ضد المتحرشين.
7:57 دقيقة
جمهور «السوشيال ميديا» ينقسم حول «تريند» فتاة التجمع في مصر
https://aawsat.com/home/article/1365461/%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7%C2%BB-%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%AD%D9%88%D9%84-%C2%AB%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%86%D8%AF%C2%BB-%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1
جمهور «السوشيال ميديا» ينقسم حول «تريند» فتاة التجمع في مصر
نشرت مقطعي فيديو لشابين اتهمتهما بالتحرش
- القاهرة: عبد الفتاح فرج
- القاهرة: عبد الفتاح فرج
جمهور «السوشيال ميديا» ينقسم حول «تريند» فتاة التجمع في مصر
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة