«بلومبيرغ»: مصر أصبحت ملاذاً آمناً لمستثمري الديون

«أسبوع أحمر» للبورصة المصرية

داخل البورصة المصرية (رويترز)
داخل البورصة المصرية (رويترز)
TT

«بلومبيرغ»: مصر أصبحت ملاذاً آمناً لمستثمري الديون

داخل البورصة المصرية (رويترز)
داخل البورصة المصرية (رويترز)

أنهى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي (إيجي إكس 30) تعاملاته هذا الأسبوع على انخفاض بنحو 2.8 في المائة، في ظل الاضطرابات الجارية في الأسواق العالمية.
وفي المقابل، قالت وكالة بلومبرغ أمس، إن سوق الديون المصرية تحولت إلى ملاذ آمن للمستثمرين في المنطقة، مع استقرار العملة المحلية مقابل الدولار، في الوقت الذي تشهد فيه عملات تركيا والأرجنتين تقلبات عنيفة.
وأنهى المؤشر الرئيسي لبورصة مصر تعاملاته الخميس عند 12.295 ليفقد 0.4 في المائة من قيمته في بداية الجلسة، وغلب اللون الأحمر على تداولات هذا الأسبوع.
وأرجعت صحيفة «المال» المصرية تراجعات البورصة الأخيرة إلى انخفاض الأسواق العالمية بسبب الأزمة التركية، واقتراب فترة الإجازات، والهدوء المسيطر على تعاملات الأفراد والمؤسسات هذه الفترة.
وبينما ات جه المستثمرين العرب في البورصة المصرية إلى البيع خلال جلسة أمس، حيث أنهوا تعاملاتهم على مبيعات صافية بنحو 8.8 مليون جنيه، وكانت المشتريات الصافية للمستثمرين الأجانب محدودة بنحو 728.4 ألف جنيه، بينما أقبل المصريون على الشراء أمس بمشتريات صافية بلغت نحو 33.7 مليون جنيه.
لكن في الوقت نفسه قالت بلومبرغ إن مصر «تحولت من منطقة أزمة إلى ملاذ آمن لمستثمري الديون في أقل من عامين»، في إشارة إلى إسهام قرار البنك المركزي المصري بتعويم العملة المحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) من 2016 في استقرار هذه العملة.
وساهم التعويم، بجانب قرارات متتالية للبنك المركزي برفع الفائدة، في جذب تدفقات قوية من الاستثمارات الأجنبية لأدوات الدين المحلية والدولية في مصر، لكن حصة الأجانب من أذون الخزانة لم تعد تنمو بالوتيرة نفسها خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت «بلومبيرغ» في تقريرها إلى أن العملة المحلية لا تزال متماسكة رغم أن أذون الخزانة المحلية شهدت تدفقات خارجية بما لا يقل عن 4 مليارات دولار منذ مارس (آذار).
وقال بريت رولي، مسؤول الأسواق الناشئة في مؤسسة تي سي دابليو بالولايات المتحدة، إنه «رغم التدفقات الخارجة من سوق أذون الخزانة في مصر، فإننا متشجعون للسوق المصرية، لأنه لا توجد تقارير عن نقص في الدولار».
وعانت مصر من أزمة متصاعدة من شح الدولار بدءا من 2013. وتسبب ذلك في خلق سوق موازية للعملة الصعبة سيطرت على التعاملات في البلاد، وأثارت هذه الأزمة القلق لدى المستثمرين الأجانب لتخوفهم من عدم القدرة على إخراج أرباحهم بسهولة من السوق.
وتحسنت أوضاع الدولار بعد تعويم 2016، لكن العملة المحلية فقدت أكثر من نصف قيمتها أمام العملة الأميركية خلال الأسابيع التالية للتعويم؛ لتُخلف وراءها ضغوطا تضخمية لا يزال المصريون يعانون من آثارها حتى الآن.
كما يشعر المراقبون للاقتصاد المصري بالقلق تجاه تفاقم الدين الخارجي للبلاد، الذي ارتفع من 48 مليار دولار خلال 2014 - 2015، إلى 88.1 مليار دولار في الربع الثالث من 2017 - 2018، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.
وتلقي كلا الأزمتين التركية والأرجنتينية بظلالهما على الأسواق الدولية في الوقت الحالي.
وتراجعت الليرة التركية بنحو 34 في المائة مقابل الدولار خلال هذا العام، وتعيش أنقرة في الوقت الراهن أزمة سياسية مع الولايات المتحدة تتعلق بالخلاف حول احتجاز قس أميركي، وتسببت هذه الأزمة في فرض كل من الطرفين رسوما جمركية على واردات الطرف الأخر.
كما فقد البيزو الأرجنتيني نحو 38 من قيمته خلال العام الحالي ليكون ثاني أسوأ عملة في الأسواق الناشئة بعد الليرة التركية.
ورفع البنك المركزي في الأرجنتين قبل أيام معدل الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس، لتصل إلى 45 في المائة. وهي الزيادة الرابعة في معدل الفائدة من قبل البنك خلال العام الحالي مع عدم تباطؤ معدلات التضخم المتسارعة.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».