تعرف على رسالة سارق طائرة سياتل قبل انتحاره

كتب منذ عامين في مدونته إنه قادر على الطيران «في وقت الفراغ»

صورة سيلفي لريتشارد راسل على مواقع التواصل (أ.ف.ب)
صورة سيلفي لريتشارد راسل على مواقع التواصل (أ.ف.ب)
TT

تعرف على رسالة سارق طائرة سياتل قبل انتحاره

صورة سيلفي لريتشارد راسل على مواقع التواصل (أ.ف.ب)
صورة سيلفي لريتشارد راسل على مواقع التواصل (أ.ف.ب)

لقي موظف في شركة طيران مصرعه، أمس (السبت)، بعدما قام بسرقة طائرة خاوية من مطار سياتل بالولايات المتحدة، لتنطلق خلفه مقاتلتان لمطاردته، وينتهي الحال بسقوط الطائرة في جزيرة ذات كثافة سكانية منخفضة.
ويُدعى الموظف بشركة «هوريزون إيرلاينز» ريتشارد راسل (29 عاماً)، حسب وسائل إعلام أميركية، وترك محادثة أخيرة بينه وبين المراقبة الجوية قبل رحيله.
وقال في التسجيل الذي أعلنت عنه شركة مقاطعة بيرس، إنه يأسف لخيبة الأمل التي سببها لكل من يهمهم أمره ووصف نفسه بأنه «شخص محطَّم».
وتابع: «لديَّ الكثير من الناس يهتمون بي. سيخيب ظنهم عندما يسمعون ماذا فعلت».
وقال جاي تاب رئيس قسم سياتل في مكتب التحقيقات الفيدرالية، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن راسل لم يكن لديه أي نية لإيذاء أي شخص، واعتذر في النهاية لأحبائه.
ولم يتم إعلان اسم الموظف بشكل رسمي، لكن كشفت عنه وسائل إعلام أميركية، بينما يناديه مقربون منه وزملاؤه في المطار باسم «بيبو».
وقالت عائلة الموظف في بيان لها: «كانت صدمة حزينة... إنه من الصعب لمن يتابعون الحدث في المنازل تصديق هذا، لكن بيبو كان محبوباً ورحيماً وزوجاً مخلصاً، وابناً محباً، وصديقاً جيداً».
ووفقاً لمدونة الموظف عبر الإنترنت، فقد عاش في سمنر بواشنطن، ووُلد في كي ويست بفلوريدا، وانتقل إلى واسيلا في ألاسكا عندما كان في السابعة من عمره.
ونقلت «بي بي سي» عن مدونته أنه التقى زوجته في ولاية أوريغون في 2010، وكانا يديران مخبزاً معاً لمدة ثلاث سنوات.
وكتب راسل عن عمله إنه «قادر على الطيران إلى ألاسكا في وقت فراغي»، وكتب منذ عامين «في هذا الموسم نتمتع باستكشاف أكبر قدر ممكن من إحدى وجهات طيران ألاسكا أو زيارة منطقة جديدة في واشنطن».
ووصفه ريك كريستنسون أحد زملائه في الشركة، بأنه «رجل هادئ»، مضيفاً في تصريحات لصحيفة «سياتل تايمز»: «أشعر بالسوء لما حدث لريتشارد ولعائلته».
وقالت إدارة الشرطة إنه كان يرغب في الانتحار ويبدو أنه تصرف من تلقاء نفسه.
وتابعت في بيان نُشر عبر «تويتر»: «كان يقوم بحركات بهلوانية في الهواء، أو أدى افتقاره لمهارات الطيران إلى تحطم الطائرة على الجزيرة».
ويعد راسل الضحية الوحيدة في الحادث.
وانطلق راسل بالطائرة من طراز «بومباردييه كيو 400» ليل الجمعة بينما كانت في منطقة الصيانة بمطار «سياتل تاكوما» الدولي وأقلع بها.
وحلق بالطائرة لنحو ساعة بشكل عشوائي في الأغلب قبل أن تسقط وتتحطم على جزيرة كيترون في منطقة بيوجيت ساوند التي تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي.
وتحقق إدارة الطيران الاتحادية ومكتب التحقيقات الفيدرالي والمجلس الوطني لسلامة النقل في الواقعة.
ولم يتضح كيف تمكن الموظف من تحريك الطائرة على المدرج والإقلاع بها دون إذن.
وقال براد تيلدن الرئيس التنفيذي لشركة «ألاسكا إير»، في بيان: «نعمل على معرفة كل شيء ممكن عما حدث».
وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي طائرة كبيرة تحلق فوق سياتل ومقاتلة تلاحقها.
وقالت شركة «ألاسكا إير» على موقعها الإلكتروني إن الطائرة مصممة للرحلات القصيرة ويمكنها أن تقل 76 راكباً.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».