استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

* حساسية الغلوتين
* لدي حساسية من الغلوتين.. هل مستحضرات التجميل المحتوية على الغلوتين تتسبب لي بمشكلة؟
أم هبة - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك عن تشخيص إصابتك بمرض «سيليك» ومعاناتك من الحساسية من تناول المنتجات الغذائية المحتوية على مادة الغلوتين. وبداية، فإن طريقة تشخيص إصابتك بهذا النوع من الحساسية هي الطريقة الصحيحة طبيا عبر المنظار، وأخذ عينة من بطانة الأمعاء وفحصها، والتأكد من وجود تغيرات تترافق مع حالات «سيليك».
و«سيليك» مرض يعد من أمراض الحساسية التي يتسبب فيها تناول الأشخاص المصابين به المنتجات الغذائية المحتوية على مادة بروتين الغلوتين، في حساسية وتلف ببطانة الأمعاء الدقيقة. وتوجد مادة الغلوتين في حبوب القمح والجاودر والشعير. وعند تناول الشخص أحد هذه المنتجات الغذائية أو أي أطعمة محتوية عليها، سواء معجنات أو سوائل، فإن وجود هذه المادة في الأمعاء يثير تفاعلات حساسية تتسبب في تلف بطانة الأمعاء الدقيقة، وبالتالي تظهر الأعراض المرافقة، مثل الإسهال والآلام في البطن، وأيضا بدء ظهور أعراض أخرى نتيجة عدم قدرة بطانة الأمعاء الدقيقة التالفة على امتصاص كثير من المعادن والفيتامينات المهمة، مثل أعراض فقر الدم وغيره.
لاحظي معي حقيقة طبية مفادها أن العلاج الوحيد المتوافر اليوم لحالات «سيليك» هو الامتناع التام عن تناول أي منتجات غذائية محتوية على مادة الغلوتين، ولو بكميات ضئيلة جدا.
وإجابة عن استفسارك الآخر، في شأن الجهاز الهضمي واضطرابات عمله، فمن المهم ملاحظة أن غالبية أنواع الحساسية للأطعمة ناتجة عن مواد بروتينية، وغالبية مشكلات الغازات ناتجة عن سكريات لم يجر هضمها في الأمعاء الدقيقة، ثم تصل إلى الأمعاء الغليظة، وهناك تقوم البكتيريا الصديقة الموجودة في الأمعاء الغليظة بتفتيتها وهضمها، وبالتالي يرافق تلك العملية ظهور الغازات.
أما بالنسبة لوجود مرض «سيليك» واستخدام مستحضرات توضع على البشرة، فإن الجلد لا يمتص تلك البروتينات؛ أي بروتينات الغلوتين، وبالتالي إذا ما لم يجر عن طريق الخطأ دخولها عبر الفم، فإن من المستبعد أن تتسبب بتهييج الحساسية في الأمعاء، واحتمال دخولها عبر الفم وارد في المستحضرات التي توضع على الشفاه أو حول فتحة الفم، مثل مستحضرات الوقاية من الشمس المحتوية على غلوتين، أو مستحضرات غسول الفم أو التي تستخدم للعناية بالأسنان، المحتوية على غلوتين.
إن ما لاحظت حصوله لديك من الحساسية الجلدية هو ليس غالبا من ملامسة مادة الغلوتين للجلد لديك، بل هو، ربما، مظهر لحساسية الأمعاء من مادة الغلوتين، لأن هناك حالات لا تقتصر فيها أعراض مرض «سيليك» على الأمعاء، بل قد تظهر على الجلد؛ ولذا من المفيد مراجعة طبيبك للكشف على تلك المظاهر الجلدية للحساسية ومعرفة سببها.

* مريض القلب والسفر بالطائرة

* والدي مريض بالقلب، هل يسافر بالطائرة؟
عادل خ. – الطائف.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، ولاحظ معي أن السفر بالطائرة على العموم آمن لمريض القلب، ولكن هناك حالات من عدم الاستقرار في المسيرة المرضية لمرضى القلب تتطلب منهم أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي أي احتمالات لحصول انتكاسات في حالاتهم الصحية القلبية غير المستقرة بالأصل.
والأساس في معالجة مرضى القلب هو الحرص على المتابعة الطبية وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب وملاحظة أي تغيرات تتطلب مراجعة الطبيب. والضغط الجوي أثناء الوجود في الطائرة قريب من الوجود في منطقة على ارتفاع ما بين خمسة وثمانية آلاف قدم. أما بالنسبة للأكسجين، فإن الكمية المتوافرة في هواء المقصورة كمية طبيعية، ووجود الإنسان في هذا الضغط الجوي يتسبب في تمدد الغازات الموجودة بالجسم أو في منطقة الشق الجراحي.
مرضى القلب الذين عليهم ألا يسافروا بالطائرة هم أولئك الذين أصيبوا بجلطة النوبة القلبية الحديثة، أي خلال الأسبوعين السابقين، أو الذين بعد هذه المدة لم تستقر حالتهم الصحية بعد، أو الذين أجريت لهم عملية قلب مفتوح خلال فترة أقل من أربعة أسابيع، مع سلامة منطقة الشق الجراحي في الصدر وعدم تجمع سوائل فيما حوله، أو الذين لهم حالة عدم استقرار في ضعف القلب وحصول تجمع للسوائل في الرئة لديهم ولم تزل تلك السوائل متراكمة في الرئة.
ولذا، من المهم مراجعة الطبيب للتأكد من فحصه المريض وإعطاء مشورة مبنية على تقييم حديث لحالته.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».