«الشرعية» تؤيد إجراءات التحالف الرادعة للإرهاب الحوثي في البحر الأحمر

TT

«الشرعية» تؤيد إجراءات التحالف الرادعة للإرهاب الحوثي في البحر الأحمر

أعلنت الحكومة اليمنية تأييدها لجهود تحالف دعم الشرعية الرامية إلى تأمين الملاحة البحرية في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما يضع حدا للتهديدات الإرهابية للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ويفضي إلى استمرار تدفق التجارة العالمية وإمدادات النفط عبر المضيق الحيوي.
وجاء إعلان الحكومة اليمنية عقب بيان للتحالف، مساء أول من أمس (الأربعاء)، أكد فيه اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لردع تهديدات الميليشيات الحوثية للملاحة الدولية، ووقف مخاطر استمرار ممارساتها بدفع من النظام الإيراني، التي قد تتسبب في حدوث كارثة بيئية كبرى في هذا الممر الملاحي الاستراتيجي مخلفة أضرارا مستدامة على السواحل والثروة السمكية والأحياء المائية في المنطقة، إضافة إلى ما قد يترتب عليه من مخاطر وتهديدات للأمن الإقليمي والدولي.
ودعت وزارة الخارجية اليمنية في بيان رسمي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياته لتأمين الملاحة الدولية، لأن حماية المجرى الملاحي الدولي في منطقة جنوب البحر الأحمر وباب المندب ليست حكرا على الحكومة اليمنية والتحالف، لكونها منطقة حيوية للتجارة الدولية تتشارك فيها مصالح جميع دول العالم.
وكانت الجماعة الحوثية كررت قبل أسبوع أعمالها الإرهابية المهددة للملاحة البحرية باستهداف ناقلتي نفط سعوديتين، أثناء مرورهما جنوب البحر الأحمر، وهو ما أوشك أن يتسبب في كارثة بحرية، للخطر البيئي الذي كان يمكن أن يحدث جراء تسرب أكثر من مليوني برميل من النفط الخام إلى مياه البحر.
وأثار الهجوم الإرهابي للجماعة الحوثية الذي يرجح أنه جاء بتعليمات إيرانية، غضب الأوساط الدولية، كما أنه رسخ لدى المجتمع الدولي القناعة التامة بضرورة إعادة الاستقرار إلى اليمن والتصدي للتهديدات الحوثية المقامرة التي لا تدرك -بحسب المراقبين- تبعات ما تقوم به من أعمال إرهابية ضد الملاحة الدولية.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أكد مساء أول من أمس (الأربعاء) أن استمرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في أعمالها العدائية الإرهابية واستهدافها الملاحة الدولية سيتسبب في كارثة بيئية واقتصادية تضر بمصالح دول المنطقة والعالم.
وقال المالكي في بيان التحالف الذي بثته وكالة الأنباء السعودية (واس): «إن قيادة قوات التحالف أجرت خلال الأيام الماضية تقييما لجميع الأعمال العدائية الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي تستهدف حرية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، والتي كان آخرها استهداف إحدى ناقلات النفط السعودية».
وأضاف البيان أن «قيادة قوات التحالف، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، اتخذت الإجراءات اللازمة كافة لاستمرار حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216».
وأوضح المالكي أن تحالف دعم الشرعية في اليمن مستمر في جهوده «بالتنسيق مع المجتمع الدولي لحفظ الأمن الإقليمي والدولي والإسهام في استقرار الاقتصاد العالمي».
وفي محاولة لامتصاص الغضب الدولي وتجنب ردة الفعل العقابية من قبل التحالف الداعم للشرعية، كانت الميليشيات الحوثية عرضت ما وصفته بـ«هدنة بحرية» من جهتها لمدة 15 يوما قابلة للتمديد، على أن تقابل الهدنة بإجراء مماثل من التحالف، وهو العرض الذي تجاهله التحالف والحكومة الشرعية، لأنه نوع من محاولة هروب الجماعة من تحمل نتائج سلوكها الإرهابي.
وكانت الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها قد أوقفا العمليات العسكرية لتحرير الحديدة ومينائها لمدة 45 يوما، أملا في منح مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الوقت الكافي لإقناع الجماعة الحوثية بالانسحاب من الحديدة وتسليم مينائها وبقية المواني الخاضعة لها على البحر الأحمر، غير أن الجماعة استثمرت الهدنة لشن هجمات جديدة على الملاحة البحرية.
وفي أحدث تصريحات للمتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، عدّ ما تقوم به الجماعة الحوثية من استهداف لناقلات النفط عملا إرهابيا، ولا علاقة له بما تحاول الميليشيات الإيرانية الترويج له على أساس أنه جزء من «معركة بحرية» كما تزعم. وعلى الرغم من تفاؤل المبعوث الأممي بإمكانية التهدئة واستئناف المفاوضات بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين، فإن كثيرا من المراقبين يرجحون عدم جدية الجماعة الموالية لإيران في التوصل إلى سلام وتنفيذ القرارات الدولية التي نصت على إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح والانسحاب من المدن والمؤسسات الحكومية. ومن جهتها، تقول الحكومة الشرعية إنها ستعمل بجدية لدعم الجهود الأممية من أجل التوصل إلى سلام، في الوقت الذي تؤكد فيه أنها ستستمر في طريق الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية، باعتباره الخيار الوحيد المتاح أمامها إذا تعثرت المساعي الأممية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.