البرلمان الليبي يؤجل حسم خلافاته حول مشروع الاستفتاء على الدستور

TT

البرلمان الليبي يؤجل حسم خلافاته حول مشروع الاستفتاء على الدستور

وسط انقسام واضح بين أعضائه، أخفق مجلس النواب الليبي في تمرير مشروع الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد، وقرر في جلسة عقدها أمس داخل مقره بمدينة طبرق (أقصى الشرق)، شهدت مشادات كلامية حادة، تأجيل حسم التصويت على المشروع لمدة أسبوعين. وقال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن «مشروع القانون لن يمر، ولا نريد دستورا من صنع (الإخوان)».
وأضاف الميهوب موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «نريد ما يريده كل الليبيون من عدالة وحفظ للحقوق، والمحافظة على الجيش وعدم المساس به»، معتبرا في المقابل أن المشادات الكلامية التي حدثت خلال الجلسة «طبيعية وقد تحدث في أي مكان».
ولم يتوافر النصاب القانوني المطلوب للتصويت لصالح المشروع، وفي هذا السياق قال عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم المجلس، لـ«الشرق الأوسط» إن 104 نواب هم من حضروا جلسة أمس، بينما المطلوب حضور 120 عضوا من إجمالي أعضاء المجلس البالغ 200. وأوضح بليحق أنه تقرر التأجيل إلى الأسبوع بعد المقبل، وتم تكليف اللجنة الاستشارية التابعة لرئاسة مجلس النواب للبتّ في مسألة النصاب القانوني لإقرار القانون، وإلغاء نص المادة الثامنة.
وفي وقت لاحق كشف بليحق في تصريح للموقع الإلكتروني للبرلمان أن الجلسة ناقشت المادة الثامنة في مسودة الدستور، التي لم تناقش خلال الجلسات السابقة، والتي تم إجراء تعديلات عليها، مشيرا إلى أن الجلسة خلصت إلى حذف هذه المادة، التي تحتاج إلى تعديل دستوري من مشروع قانون الاستفتاء، وإدراجها في تعديل دستوري بمفردها خلال الفترة القادمة. وخلال الجلسات ظهر واضحا انقسام أعضاء المجلس حول مشروع قانون الاستفتاء على الدستور، قبل أن يوافق المجلس على اقتراح تقدم به رمضان شمبش، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، ينص على إحالة المشروع إلى اللجنة الاستشارية، برئاسة البرلمان، للفصل فيه ورفع الحرج عن اللجنة. ووافق الأعضاء على طلب عقيلة صالح، رئيس المجلس، بإحالة كيفية التصويت إلى اللجنة الاستشارية لتحديد النصاب المطلوب على قانون الاستفتاء، على أن يكون رأيها ملزماً.
إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، خلال لقائهما أمس في العاصمة الليبية طرابلس، اتفاقهما على أهمية احترام المسار الديمقراطي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متوازية على قاعدة دستورية سليمة. وقال بيان للسراج، أمس، إن اللقاء بحث أيضا خطة للإصلاح الاقتصادي، متوقع تنفيذها قريباً، تستهدف دعم الاستقرار، ورفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بالتنسيق مع مصرف ليبيا المركزي، والجهات المعنية الأخرى. كما أكد الجانبان على ضرورة توحيد مؤسسات الدولة.
في غضون ذلك نجحت إيطاليا، التي نقلت خلافها مع فرنسا حول ليبيا إلى الولايات المتحدة، بشكل مبدئي في الحصول على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسياستها في ليبيا، وذلك في مواجهة الدبلوماسية الفرنسية، التي تسعى لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية، ووفقا لوكالة «أكي»، فمن المنتظر أن يحضر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المؤتمر الدولي، الذي سيعقد حول ليبيا في العاصمة الإيطالية روما خلال الخريف القادم.
واعتبرت تقارير صحافية إيطالية أن هذا المؤتمر يمثل خطوة حاسمة في توفير الظروف السياسية والأمنية، التي لا غنى عنها لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في ليبيا.
ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية إيطالية أن حكومة جوزيبي كونتي تتطلع إلى تنسيق بين روما وواشنطن بشأن قضايا منطقة البحر الأبيض المتوسط، وذلك عبر تشكيل «غرفة عمليات مشتركة» بين وزراء الخارجية والدفاع في البلدين.
ويرى كونتي أن التنسيق مع إدارة ترمب يعد حاسما لإدارة قضية الهجرة بشكل أفضل ولمكافحة الإرهاب، ومرافقة الانتقال السياسي في ليبيا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.