كلوزة ينتهز الفرصة ويحصد لقب الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم

قاد الألمان لتحقيق الحلم في الثأر لهزيمة 2002 من البرازيل

كلوزه
كلوزه
TT

كلوزة ينتهز الفرصة ويحصد لقب الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم

كلوزه
كلوزه

استفاد المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه على أكمل وجه من الفرصة التاريخية التي أتيحت أمامه في بيلو هوريزونتي عندما التقى منتخب بلاده ألمانيا مع البرازيل المضيفة في الدور نصف النهائي لمونديال 2014، إذ تمكن من تحقيق ثأره من برازيل فيليبي سكولاري ورد الاعتبار لبلاده و(المدفعجي) غيرد مولر وبطريقة قاسية تماما جدا لا بل مذلة إلى أقصى الحدود.
وأعرب كلوزه عن فرحته الكبيرة لحصوله على لقب الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم بعدما أحرز هدفه الـ16 في تاريخ مشاركاته مع منتخب ألمانيا في كأس العالم ليحطم الرقم القياسي السابق المسجل باسم المهاجم البرازيلي السابق رونالدو الذي أحرز 15 هدفا. وأضاف الهداف الألماني: «الهدف الذي أحرزته في المباراة كان بمثابة صدمة لي، لذلك لم أكن في وضع يسمح لي القيام بحركة بهلوانية». وأراد مهاجم لاتسيو الإيطالي أن يعود مجددا إلى ملعب «ماراكانا» الأسطوري لكي يخوض النهائي المقرر الأحد المقبل، وذلك بعد أن كانت زيارته «الرسمية» الأولى لهذا الملعب ناجحة الجمعة الماضي حيث خرج الألمان فائزين على جيرانهم الفرنسيين 1 - صفر في الدور ربع النهائي في مباراة شارك فيها مهاجم بريمن وبايرن ميونيخ السابق أساسيا للمرة الأولى في نهائيات النسخة العشرين دون أن يتمكن من الوصول إلى الشباك وتحطيم رقم البرازيلي رونالدو من حيث عدد الأهداف في العرس الكروي العالمي (15).
كلوزه الذي كان يبحث عن تحقيق ثأره من المنتخب البرازيلي الذي حرمه وبقيادة سكولاري بالذات من الفوز باللقب العالمي مع المنتخب الألماني عام 2002 بعد أن فاز منتخب البرازيل في تلك المباراة بثنائية لرونالدو، قال قبل اللقاء «أريد العودة إلى ماراكانا». وسيعود كلوزه إلى «ماراكانا» مجددا بعد أن أذل ورفاقه أصحاب الضيافة باكتساحهم 7 - 1 من أجل خوض النهائي الثامن في تاريخ مشاركات بلاده في النهائيات وبجعبته الرقم القياسي لأكبر عدد أهداف في النهائيات. وضع كلوزه نصب عينيه تحقيق «هدف سام» بإعادة الاعتبار لألمانيا واستعادة الرقم القياسي الذي خطفه منها رونالدو في معقلها عام 2006 بعد أن كان الرقم صامدا منذ 1974 باسم غيرد مولر. وهذا ما حصل في فورتاليزا في 21 الشهر الماضي عندما تمكن كلوزه وبعد دقيقتين فقط على دخوله أرضية الملعب من إدراك التعادل لبلاده 2 - 2 ضد غانا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة، ليصبح على المسافة ذاتها من رونالدو الذي رفع رصيده إلى 15 هدفا بعدما وصل إلى الشباك في ثلاث مناسبات خلال مونديال ألمانيا 2006، مما سمح له بانتزاع الرقم القياسي من «المدفعجي» مولر.
احتفظ مولر بالرقم القياسي منذ عام 1974 بعد أن سجل 14 هدفا في مشاركتين فقط، قبل أن يأتي «الظاهرة» رونالدو إلى ألمانيا من أجل انتزاعه منه في عقر داره، لكن كلوزه الذي أثبت أنه ما زال يتمتع بالحس التهديفي القاتل رغم أنه يخوض مغامرته المونديالية الرابعة وهو في الـ36 من عمره، قال «أنا موجود من أجل ألمانيا» وأعاد الرقم القياسي إلى بلاده وبأفضل طريقة من خلال الفوز على البرازيل بالذات في الدور نصف النهائي. ما هو مؤكد، أنه لم يخطر على بال البرازيليين يوما بأن الألمان سيأتون في يوم من الأيام إلى بلدهم لاسترداد هذا «الحق»، وبأي طريقة؟ بفوز تاريخي جعل البرازيليين ينسون تماما ما حصل معهم عام 1950 حين خسروا النهائي على أرضهم أمام الأوروغواي.
من المؤكد أن كأس العالم 2014 المحطة الأخيرة لكلوزه مع المنتخب الألماني وهو استفاد منها حتى الآن على أكمل وجه وتبقى الفرحة الكبرى بإحراز اللقب العالمي الأحد المقبل في «ماراكانا». سجل ميرو خمسة أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال ألمانيا 2006 عندما توج هدافا له، قبل أن يوقع أربعة أهداف في النسخة الماضية، في جنوب أفريقيا 2010 وهدف في النسخة الحالية. وقد تمكن ميرو الذي بدأ مسيرته الدولية عام 2001، حتى الآن من تحطيم الرقم القياسي بعدد الأهداف المسجلة مع المنتخب برصيد 71 هدفا في 136 مباراة، متقدما على غيرد مولر الذي سجل 68 هدفا لكن في 62 مباراة فقط، كما أنه يحتل المركز الثاني من حيث أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب الألماني خلف ماتيوس الذي خاض 150 مباراة من 1980 حتى 2000. كما أصبح كلوزه ثاني أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في كأس العالم (23) على نفس المستوى مع الإيطالي باولو مالديني ولا يتقدم عليه سوى ماتيوس (25).
كما حقق كلوزه رقما قياسيا آخر في هذا اليوم التاريخي لبلاده إذ أصبح أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في الأدوار الإقصائية من نهائيات كأس العالم (13) متقدما على ماتيوس أيضا والبرازيلي كافو، وهو أصبح أيضا أول لاعب يشارك في أربع مباريات نصف نهائية في كأس العالم متفوقا على مواطنه أوفي سيلر الذي خاض ثلاث.
وأصبح كلوزه على المسافة ذاتها من كافو من حيث عدد الانتصارات في كأس العالم (16 لكل منهما). ومن المستبعد أن يتمكن مهاجم لاتسيو من الوصول إلى رقم قياسي آخر والمتمثل في عدد المباريات الدولية بقميص بلاده (136 حاليا) والمسجل باسم ماتيوس (150). لكن هذا الرقم قد لا يعني كلوزه كثيرا إذا تمكن من المساهمة في قيادة بلاده إلى اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1990 والخامسة في تاريخها وأعادتها إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ إحرازها كأس أوروبا 1996. ومن المؤكد أن مهاجم فيردر بريمن وبايرن ميونيخ السابق يمني النفس بتعويض إخفاقات الخطوة الأخيرة، وهو يأمل في توديع المنتخب الألماني بأفضل طريقة ممكنة حتى يقول عنه التاريخ إنه «العجوز» الذي ساهم في جعل ألمانيا البلد الأوروبي الوحيد الذي يتوج بطلا للعالم في أميركا الجنوبية.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.