لكل دولة مذاق خاص... والجائزة للأحسن

لكل دولة مذاق خاص... والجائزة للأحسن
TT

لكل دولة مذاق خاص... والجائزة للأحسن

لكل دولة مذاق خاص... والجائزة للأحسن

تختلف أكلات الشوارع في أوروبا باختلاف الثقافات واللغات والعادات المحلية، وهي متنوعة في الطهي وأسلوب تناولها، وقد لا يروق بعضها للمذاق العربي. والمسافر العربي لأرجاء أوروبا قد يجد غايته في أكلات الشوارع الأوروبية التي تعكس الهوية الشعبية للمكان أكثر من المطاعم الفاخرة. وتقدم كل دولة أوروبية الكثير من المأكولات الشعبية التي تباع في الشوارع وتتنافس الدول الأوروبية فيما بينها على تقديم الأفضل في هذا المجال الذي تمنح فيه سنويا الكثير من الجوائز.
في السنوات الأخيرة تقدمت صناعة وجبات الشوارع إلى درجة أنها تستمتع الآن بمشجعين على وسائل التواصل الاجتماعي ويتواصل البائعون مع زبائنهم عبر «تويتر» وفيسبوك وإنستغرام. وهدف التواصل هو معرفة رغبات الجمهور وتقديم الوجبات على أفضل وجه بأقل الأسعار، في الوقت الذي تبدو فيه المطاعم وكأنها متخلفة عن الركب.
هناك أيضا توجه لتقديم أطعمة جديدة للجمهور بحيث يمكن اعتبار أكلات الشوارع في أوروبا معامل اختبار لأفكار وجبات جديدة. ومن بريطانيا انطلقت فكرة جوائز لأفضل منافذ بيع أكلات الشوارع، وهي الآن تنتشر في أوروبا. ونتج عنها فكرة تكوين فريق أوروبي يسافر بحريا إلى نيويورك ويتنافس مع فرق أميركية على شوارع مانهاتن، ثم يتوجه بعد ذلك إلى الشرق الأقصى.
ورغم أن كل دولة أوروبية لديها العشرات من أكلات الشوارع الشعبية إلا أن كلا منها يشتهر بوجبة شبه وطنية يكون الإقبال عليها أكبر من غيرها. وتمثل هذه النخبة أكلات الشوارع الشعبية الأوروبية، في صيغة وجبة من كل دولة مرشحة لأن تعجب السياح الزائرين:
> سويسرا: سميط «بريتزل» الذي ينطق «بريزيل» في سويسرا وهو نوع من الخبز الطازج بسطح مملح، يؤكل بلا إضافات أو مع شرائح الجبن أو اللحم أو مع الزبد. وهو يأتي على شكل دائري مع عقدة تربط أطرافه. ويمتد تاريخ هذا السميط إلى القرون الوسطى وهو يؤكل طازجا أو مجففا.
> إنجلترا: وجبة السمك والبطاطس وهي منشأ هذه الوجبة الشعبية الشهيرة وتقدم إلى جميع الفئات الشعبية التي تأكله بملعقة صغيرة من الخشب في طبق ورقي. ويقدم مع الوجبة البازلاء المهروسة والليمون وصلصة «تارتار» أو «كيتشاب» ويمكن طلب رش الملح والخل على الوجبة قبل تقديمها.
> فرنسا: تعتبر فطائر «الكريب» من أكلات الشوارع المشهورة خصوصا في باريس، وهي سهلة الإعداد ويمكن حشوها بالكثير من المكونات من الجبن واللحم أو من الكاسترد والشوكولاته والسكر والفواكه المحفوظة. ويتم إعداد الكريب على مسطحات ساخنة وإضافة المكونات أثناء طهيها. ويمكن طلب الكريب بلا حشو حيث تؤكل مع قليل من السكر.
> ألمانيا: هناك وجبة شوارع مشهورة تماثل السمك والبطاطس في إنجلترا، وتتكون من السجق الألماني والبطاطس المقلية. ويفضل الألمان رش مسحوق الكاري على الوجبة واكل البطاطس بالمايونيز، وهي تقدم من الكثير من المنافذ المتنقلة ويقبل عليها الألمان في الأسواق الشعبية وبعد مباريات كرة القدم وأثناء التسوق. وتعرف هذه الوجبة باسم «كاري فورست».
> المجر: وجبة «لانغوس» تتكون من خبر مستدير مثل البيتزا يمكن إضافة الكثير من المكونات إليه. وهي تؤكل بالجبن أو اللحم أو السجق أو الخضراوات أو الثوم. وهي تباع ملفوفة في الورق ويتناولها المجريون أثناء تجولهم في الشوارع.
> اليونان: سوفلاكي هي أهم وجبة كباب يونانية من اللحم أو الدجاج المشوي وتقدم مع البطاطس المقلية أو ملفوفة في الخبز اليوناني مع البصل والطماطم. وهي وجبة تقدم للسياح وتستخدم فيها لحوم الأبقار والدجاج وأحيانا السمك أيضا. والكلمة اليونانية مشتقة من اللاتينية وتعني السيخ الذي يتم شي اللحوم عليه.
> بلجيكا: كعك بالشوكولاته يسمى «وافل» ويتم طهيه أمام المشتري على لوح ساخن مغطى. ويوجد أكثر من عشرة أنواع من الـ«وافل» في بلجيكا. ويتم تناوله أحيانا مع الفاكهة أو الكريم كما يمكن حفظه وتجميده وإعادة تسخينه قبل تناوله.
> بلغاريا: شرائح كعك «بانيستا» تؤكل في الغالب على الإفطار، وهي بطعم الجبن ويتم أعدادها طازجة وتباع في الأكشاك في شوارع بلغاريا. وهي بمثابة الخبز البلغاري الذي يمكن تناوله مع الكثير من الإضافات مثل السبانخ والبيض واللحوم والكريم.
> كرواتيا: سندويتشات «سيفابي» وهي تحتوي على أصابع من السجق المشوي المصنوع من اللحم المفروم في أرغفة من الخبز الطازج مع البصل والفلفل الأحمر وصلصة بيضاء. وتنتشر الوجبة نفسها في أنحاء الدول المجاورة مثل البوسنة والهرسك والتي كانت تمثل في الماضي جزءا من يوغوسلافيا.
> الدنمارك: وهي مصدر ساندويتشات «هوت دوغ» المنتشرة في أميركا حاليا وتباع في صيغة إصبع سجق واحد في رغيف طويل مع صلصات الكاتشاب والمسطردة وإضافات من البصل المشوي أو الأخضر.
> استونيا: يمثل سمك الرنجة فيها الوجبة الوطنية الأولى. ويقدم السمك على شرائح الخبز مع بعض الخضراوات التي تشمل الخيار المخلل. ولا تنتشر مأكولات الشوارع كثيرا في استونيا ولكن مثل هذه الأكلات تنتشر في المناسبات والمهرجانات الشعبية.
> فنلندا: تشتهر بنوع من الفطائر التي تحتوي على الأرز مع البيض والزبد اسمها «كاريليان»، ومنها أنواع أخرى يكون الحشو فيها من البطاطس والجزر. وهي تباع في أنحاء البلاد وتؤكل ساخنة بعد طهيها في الفرن.
> لوكسمبورغ: وتباع فيها أقراص من البطاطس المهروسة على شكل فطائر مضاف إليها البقدونس والبصل ويتم طهيها بالقلي في الزيت مثل الفلافل. ولا يعيب هذه الوجبة إلا اسمها الذي يصعب نطقه للأجانب، فهي تسمى «غرومبركشلشر» (Gromperekichelcher).
> بولندا: وينتشر فيها نوع آخر من البيتزا في خبز «باغيت» فرنسي يمكن تقديمه بالجبن أو الفطر أو اللحم، وهو يطهى في الفرن قبل تقديمه ساخنا مع الكثير من الكاتشاب. ويتناول البولنديون هذه الوجبة، وتسمى «زابيكانكا» ملفوفة في الورق كوجبة شوارع سريعة.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».