الحرائق تنتشر في أوروبا بسبب الجفاف

موجة حرّ استثنائية تؤدي إلى انخفاض مستوى المياه في الأنهار والبحيرات

الحرائق في اليونان تسببت بوفاة أكثر من 70 شخصا (إ.ب.أ)
الحرائق في اليونان تسببت بوفاة أكثر من 70 شخصا (إ.ب.أ)
TT

الحرائق تنتشر في أوروبا بسبب الجفاف

الحرائق في اليونان تسببت بوفاة أكثر من 70 شخصا (إ.ب.أ)
الحرائق في اليونان تسببت بوفاة أكثر من 70 شخصا (إ.ب.أ)

من أوسلو إلى ريغا، تواجه دول أوروبا الشمالية والبلطيق منذ أسابيع درجات حرارة مرتفعة جدا وجفافا يشعل حرائق في الغابات والمراعي ويجفف المياه الجوفية وحتى ساهم في خفض مستوى المياه في البحيرات الكبرى. كما تأثرت قطعان الماشية بسبب جفاف الحشائش.

بريطانيا تحظر استخدام خراطيم الماء
تمر بريطانيا بموجة حرارة شهدت فيها ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق الـ30 درجة، وقامت الجهات الصحية من جانبها بإصدار التحذيرات لكبار السن بأن يتجنبوا الشمس ونصحت الجماهير بالإكثار من شرب الماء ووضعت محطات قطارات الأنفاق لافتات تذكر الناس بحمل قوارير الماء معهم في كل مكان. وتداول مستخدمو مواقع التواصل صورا التقطت من الجو لبعض مناطق بريطانية توضح مدى الجفاف الذي أصاب البلاد حيث تحولت المساحات الخضراء إلى مساحات جافة بنية اللون.
وحسب ما ذكر مكتب الأرصاد البريطاني فقد سجل يوم الاثنين الماضي أعلى درجة حرارة في عام 2018 حيث وصلت درجات الحرارة إلى 33 درجة خلال النهار وإلى 24 درجة في المساء.
وسوف يعلن عن حظر لاستخدام خراطيم المياه لري الحدائق في السادس من شهر أغسطس (آب)القادم للمحافظة على منسوب المخزون الاحتياطي من المياه في البلاد. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة لقمتها اليوم وغدا قبل أن تبدأ في التراجع.
وذكرت محطة بي بي سي أن جهاز الصحة البريطانية قد أصدر ثلاثة تحذيرات لمناطق شرق وجنوب شرقي إنجلترا، حيث نصح الجمهور بالاحتماء من الشمس. وفي اسكوتلندا قامت بلدية موراي بتوزيع زجاجات الماء على المنازل.
وقال متحدث من مكتب الأرصاد: «النصف الأول من الصيف يعتبر الأكثر جفافا منذ عام 1964. بالنسبة لبريطانيا عامة شهدنا فقط نسبة 20 في المائة من معدل الأمطار المعتاد في فصل الصيف ووصلت النسبة إلى ستة في المائة في أجزاء من جنوب إنجلترا».
وامتد تأثير الحرارة المرتفعة إلى المجاري المائية والأنهار التي شهدت تراجعا في منسوب المياه ما أدى إلى تدخل جهاز البيئة لإنقاذ آلاف الأسماك من النفوق. ومن جانب آخر حذر اتحاد المزارعين من أن المحاصيل في حالة عطش شديدة وأنه يوجد توقف نمو الحشائش.

اليونان تعلن حالة الطوارئ
أسفرت حرائق الغابات التي اندلعت بسبب موجة الحر باليونان عن مقتل أكثر من 70 شخصا أمس الثلاثاء في محيط العاصمة أثينا، حيث قالت متحدثة باسم إدارة الإطفاء اليونانية، إن عدد القتلى جراء حرائق الغابات بالقرب من العاصمة اليونانية أثينا، وصل إلى 74 شخصاً.
وكان الصليب الأحمر أعلن أنه تم العثور على 26 جثة متفحمة في فناء منزل في منطقة ماتي شمال شرقي أثينا لتضاف إلى حصيلة أعلن عنها في وقت سابق.
وأدى عنف الرياح التي فاقت 100 كلم في الساعة في ماتي إلى «تقدم مخيف للنيران في المناطق السكنية»، كما قالت المتحدثة باسم رجال الإطفاء ستافرولا ماليري.
وأكد رئيس بلدية مرفأ رافينا القريب، إيفانغيلوس بورنوس أن «ماتي لم تعد موجودة»، محصيا «أكثر من ألف مبنى و300 سيارة» لحقت بها أضرار، وما زالت النيران تنبعث منها. وأحصت الحكومة 172 جريحا بينهم 16 طفلا، منهم 11 في حالة خطرة.
ونقل نحو 715 شخصا عبر البحر إلى رافينا. وتنظم السلطات والمتطوعون تحركاتهم لمساعدة المنكوبين، من خلال جمع وتوزيع الماء والمواد الغذائية والألبسة، فيما نقل المشردون إلى الفنادق.
وقضى خمسة أشخاص على الأقل في البحر حيث تتواصل عمليات البحث. وبدأت عملية التعرف إلى هويات الضحايا في هذه المنطقة التي يؤمها أيضا سائحون أجانب. وعاود الحريق تمدده في المنطقة بعد تراجع في الصباح، كما ذكرت خلية رجال الإطفاء. وما زالت جبهة ناشطة أيضا في كينيتا التي تبعد نحو خمسين كلم غرب العاصمة، حيث اندلع أول حريق صباح الاثنين.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليونانية ديميتريس تساناكوبولوس أن معظم الضحايا حوصروا في منطقة ماتي على بعد 40 كيلومترا شمال شرقي أثينا، داخل منازلهم أو سياراتهم، مشيرا وفق الحصيلة الأولية إلى وجود أكثر من 104 جرحى، بينهم 11 جروحهم خطيرة. وأضاف أن بين الجرحى 16 طفلا.
وتواجه اليونان موجة حر منذ الأحد الماضي، وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن تصل في وسط البلاد إلى أكثر من 40 درجه. وهذه الحرائق هي الأشد ضررا منذ تلك التي أسفرت عن 77 قتيلا في 2007.
وقال تساناكوبولوس إن السلطات تواصل عمليات البحث عن ضحايا وإجلاء السكان المتأثرين من جراء الحرائق. لافتا إلى أن إسبانيا سترسل طائرات لمساعدة اليونان، فيما ستبعث قبرص فريقا من 60 رجل إطفاء، ولجأت اليونان إلى تفعيل آلية الحماية المدنية الأوروبية للحصول على المساعدة من شركائها في أوروبا. وحصلت البلاد على المساعدة خصوصا عبر الوسائل الجوية من فرنسا وإسبانيا وإسرائيل وبلغاريا وتركيا وإيطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما توالت رسائل التعزية من الخارج. وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر أن «المفوضية لن تدخر جهودها لمساعدة اليونان».
السويد ومخاطر حرائق جديدة

وجهت السلطات السويدية الاثنين نداء بضرورة التيقظ حيال المخاطر «الكبيرة» لاندلاع حرائق جديدة مع اقتراب موجة الحر في حين أن الوسائل المتاحة في العديد والعتاد باتت في أقصى حالات التأهب حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. ولم تسجل السويد في بعض مناطقها أي هطول للأمطار خلال ثلاثة أشهر، وكان شهر يوليو (تموز) الأشد حرارة منذ قرنين ونصف القرن على الأقل، واضطرت إلى الاستعانة بالتضامن الأوروبي لإخماد الحرائق.
وأتت الحرائق على مساحة لا تقل عن 25 ألف هكتار ما يمثل مساحة مدينة باريس مرتين.
وأحصت الهيئة السويدية للدفاع المدني حتى مساء الاثنين 25 بؤرة حريق على كامل أراضيها أقل بمرتين من الأحد. لكن أربعا منها على الأقل لا تزال مشتعلة وتوقعات الأرصاد الجوية لا تصب في صالح رجال الإطفاء. والمخاطر «كبيرة جدا» خصوصا في المناطق الجنوبية حيث قد تصل الحرارة إلى 35 درجة مئوية في الأيام المقبلة دون أمل بتساقط أمطار. وقالت المسؤولة عن العمليات في الهيئة السويدية للدفاع المدني بريتا رامبرغ خلال مؤتمر صحافي: «المخاطر كبيرة جدا لكافة مناطق الجنوب انطلاقا من استوكهولم».
وتعزو الهيئة ذلك إلى إشعال حرائق أو القيام بحفلات الشواء. وقالت: «كونوا أشخاصا مسؤولين. إذا أشعلتم حريقا فستلاحقون قضائيا». وقالت هيئة الغابات الاثنين في بيان إن قيمة الغابات التي دمرت بلغ 87 مليون يورو.
والسويد غير المجهزة كفاية للتصدي لحرائق بهذا الحجم طلبت مساعدة من الدول المجاورة بتنشيط الآلية الأوروبية للدفاع المدني والمركز الأوروبي - الأطلسي لتنسيق التحرك في حال وقوع كوارث والتابع للأطلسي.
ولبت إيطاليا وألمانيا والنرويج والدنمارك هذا النداء بإرسال العديد والعتاد. وأرسلت فرنسا طائرتي كنداير لاحتواء أحد الحرائق الأربعة الكبرى و60 إطفائيا. ومهمة فريق الإطفاء الفرنسي ومقره في منطقة ليوسدال على بعد 400 كلم شمال غربي العاصمة، هي التحقق من أن الحرائق التي تخمد لا تشتعل مجددا. وصرح قائد البعثة الفرنسية ستيفان نيسلي لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله مساء الأحد إلى مطار استوكهولم «علينا حرث أطراف الغابات وتقليب التربة (...) إنها عملية طويلة تحتاج إلى وقت».
والأحد وصل 139 إطفائيا بولنديا مع آلياتهم الـ44 إلى منطقة جمتلاند (وسط) وسط هتافات السكان.

ألمانيا تواجه نقصاً في الخبراء
كشف تقرير صحافي عن أن هناك نقصا في الخبراء المتخصصين وكذلك في العتاد اللازم لمكافحة حرائق الغابات في ألمانيا.
وقالت ماريانه زونتروب، متحدثة باسم الهيئة الاتحادية للحماية المدنية والإغاثة في حالات الكوارث بمدينة بون غرب ألمانيا لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء: «في الواقع لا تملك الولايات والحكومة الاتحادية طائرة إطفاء واحدة».
ومن جانبه انتقد أيضا اتحاد مكاتب المطافئ في ولاية شمال الراين - فيستفاليا غرب ألمانيا أن هناك نقصا في المتخصصين وكذلك في العتاد اللازم لمكافحة حرائق الغابات على مستوى ألمانيا.
وقال أولريش تسيمولينو، الخبير في مكافحة حرائق الغابات ومدير فرع الاتحاد بمدينة دوسلدورف، لصحيفة «راينيشه بوست» إن ألمانيا ينقصها عدد كبير من مروحيات الإطفاء من أجل مكافحة حرائق الغابات من الجو.
وأضاف بقوله: «يمتلك الجيش الألماني فقط والشرطة الاتحادية وبعض أجهزة الشرطة المحلية بالولايات (مثل ولاية بافاريا) وبعض مزودي الخدمات الخاصة نوعية المروحيات اللازمة لمثل هذه العمليات». وتابع قائلا: «ومن نحو 40 طائرة مروحية تابعة للجيش الألماني، يتم الاستعانة بالنصف غالبا، والنصف الآخر إما معطل وإما في أعمال الصيانة».

لاتفيا تخسر 800 هكتار من الغابات
تشهد مناطق غرب لاتفيا منذ الأربعاء حرائق التهمت حتى الآن نحو 800 هكتار، بحسب ما أعلنت السلطات فيما تستمر جهود أجهزة الإطفاء للسيطرة على النيران.
وبحسب لقطات شبكة الأقمار الصناعية للمراقبة الأوروبية للأرض (كوبرنيكوس) فقد قضت الحرائق على 170 هكتارا من الغابات و257 هكتارا من الإحراج و400 هكتار من نباتات المستنقعات. وشكل اندلاع حريق مستنقعات في منطقة كورزيمي الثلاثاء مصدر هذه الحرائق الكبيرة التي بلغ دخانها جورمالا التي تقع على بعد أكثر من مائة كلم. وقالت إينتا بالكافينيسي المتحدثة باسم الإطفائيين «الحرائق هي في عمق المستنقعات. لكن ما أن تهب رياح حاملة الأكسجين، حتى تندفع السنة اللهب بقوة».
وأضافت: «الهدف الأساسي هو منع اتساع دائرة النيران» مقرة بصعوبة مكافحة الحرائق في هذه المنطقة. ومنطقة كورزيمي قليلة السكان والطرقات نادرة فيها وضيقة وفيها كثير من الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها بسبب اتساع المستنقعات. وعانت ليتوانيا في الأشهر الأخيرة من جفاف خطير أجبر السلطات على إعلان حالة الكارثة الطبيعية في قطاع الزراعة.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.