«داعش» يُوقع قتلى وجرحى شرق ليبيا

TT
20

«داعش» يُوقع قتلى وجرحى شرق ليبيا

شن تنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً مباغتاً في الساعات الأولى من فجر أمس على بوابة ومركز للشرطة بمنطقة العقيلة، غرب مدينة أجدابيا، الواقعة شرق ليبيا، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين من قوات الجيش الوطني، بالإضافة إلى إحراق جزء كبير من المركز، وتدمير مدرعة حربية وسيارة إسعاف، والاستيلاء على بعض المعدات، بعد اشتباكات دامية مع قوات الجيش، أسفرت عن مقتل 12 فرداً من التنظيم المتطرف.
هذا الهجوم الذي استهدف بوابة ومركزاً للشرطة في العقيلة (120 كلم غرب أجدابيا) ليس الأول من نوعه في المدينة، إذ اعتادت عناصر التنظيم المتشدد على تنفيذ هجمات إرهابية من وقت لآخر في مناطق عدة بشرق البلاد، تقع تحت سيطرة قوات الجيش، الذي يترأسه المشير خليفة حفتر.
ففي الـ22 من مايو (أيار) الماضي، فجرت عناصر التنظيم بوابة الـ(60)، جنوب المدينة، بسيارة مفخخة، وجاء ذلك بالتزامن مع هجوم آخر على بوابة أوجلة، شرق البلاد، ما تسبب في مقتل جنديين من الكتيبة (152).
وتعد العقيلة أول مناطق خليج السدرة النفطي، التي يتمركز فيها عدد من الموانئ النفطية الكبرى في البلاد، والتي تعد مطمعاً للتنظيم الذي سبق أن طُرد منها قبل أكثر من عامين، بعد مواجهات مع قوات الجيش الوطني.
وكشفت مديرية أمن أجدابيا جانباً من تفاصيل الحادث، وقالت إن جنديين لقيا حتفيهما في «الهجوم الغادر الذي شنه (داعش) في الثالثة صباحاً، وهما عثمان عيسى الزواوي وعبد الرحيم عوض الدنقلاوي القبائلي، كما تم العثور على 5 دانات (هاوزر) ملغمة كانت معدة للتفجير»، لكن «العميد عبد الله ناجي، آمر الكتيبة (141)، وفرقة من الهندسة العسكرية حضروا إلى مكان الحادث، وفككوا الدانات».
ولفتت المديرية، في بيانها أمس، إلى أن «الإرهابيين أحرقوا جانباً كبيراً من المركز، بما في ذلك مدرعة تابعة للجيش كانت معطلة، وسرقوا جهازاً لاسلكياً ثابتاً، ثم أضرموا النيران في سيارة إسعاف، قبل أن يفروا هاربين بعد اشتباك قوات الجيش معهم».
وتابعت مديرية الأمن أن «غرفة عمليات أجدابيا طاردت الإرهابيين، واشتبكت معهم في منطقة الجفر، جنوب منطقة العقيلة، ما تسبب في مقتل الجندي (القبائلي)»، موضحة أن «رجالها استشهدوا وهم يقارعون الخوارج المارقين».
من جهته، أعلن مستشفى «الشهيد» في أجدابيا أنه استقبل جثتي قتيلين، و3 جرحى جراء الهجوم والاشتباكات بمنطقة العقيلة، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن عناصر التنظيم «فخخوا المركز بالكامل، وعلقوا راية التنظيم السوداء أعلى بنايته».
ونقلت بوابة «الوسط» الإلكترونية عن مصدر أمني أن «عناصر التنظيم ذبحوا أحد أفراد الأمن بمركز شرطة العقيلة»، دون الإشارة إلى اسمه. كما نقلت عن رئيس مركز الشرطة، الرائد مفتاح رحيل، أن عناصر «داعش» خطفوا مواطناً كان يقود حافلة صغيرة، دون التحقق من وجهته، وحرصوا على تصوير فيديو للطريق العام قبل مغادرتهم، لكن غرفة عمليات أجدابيا نفت من جانبها أن يكون عثمان الزواوي قضى ذبحاً على أيد مسلحي «داعش»، كما يشاع، لكن «تمت تصفيته بالرصاص».
وأضافت غرفة عمليات أجدابيا، عبر حسابها على «فيسبوك»، أنه مع «احتدام الاشتباكات مع عناصر التنظيم، بقيادة محمود البرعصي، أحد كبار قيادي (داعش) في البلاد، تم قتل 12 إرهابياً من المهاجمين على منطقة العقيلة، وتبقي 3 منهم ما زالوا يقاومون بعد مطاردتهم من قبل قوات العمليات جنوباً، وصولاً إلى وادي الجفر».


مقالات ذات صلة

إردوغان سيبحث مع الشرع إنشاء قواعد عسكرية... ومساعٍ لجمعه مع مسؤولين عراقيين

المشرق العربي جانب من لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة 4 فبراير الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان سيبحث مع الشرع إنشاء قواعد عسكرية... ومساعٍ لجمعه مع مسؤولين عراقيين

عقدت تركيا وإسرائيل اجتماعاً فنياً في أذربيجان استهدف العمل على إنشاء آلية لخفض التصعيد ومنع الصدام ووقوع حوادث غير مرغوب فيها بين الجانبين في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا صورة لجناح النمسا خلال يوم تمهيدي لوسائل الإعلام لمعرض «أوساكا 2025» في 9 أبريل قبل أربعة أيام من افتتاحه للجمهور لمدة ستة أشهر (أ.ف.ب)

الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ على نمساوية متطرفة أعيدت من سوريا

حُكم على امرأة نمساوية رحلت مؤخراً من سوريا مع ابنها، الأربعاء، بالسجن لعامين مع وقف التنفيذ بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (فيينا )
المشرق العربي عناصر من تنظيم داعش (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle

تقرير: تنظيم «داعش» يستعيد نشاطه في سوريا ويهدد استقرار المنطقة

تشهد الساحة السورية مؤخراً تحركات مقلقة تشير إلى عودة تنظيم «داعش» إلى واجهة المشهد الأمني بعد سنوات من التراجع.

المشرق العربي مقاتل من الفصائل السورية الموالية لتركيا يحمل راجمة صواريخ قبل الإطلاق على مواقع لـ«قسد» شمال سوريا خلال أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

فصائل سورية موالية لأنقرة تسحب حواجزها من عفرين شرط بقاء مقارها

سحبت فصائل سورية موالية لأنقرة حواجزها من عفرين ذات الأغلبية الكردية شمال سوريا، وهي المنطقة التي تسيطر عليها منذ عام 2018، مقابل إبقائها على مقارها العسكرية.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
أوروبا يقف ضباط الشرطة حراساً بالقرب من برج إيفل 21 يوليو 2024 قبل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)

توقيف رجلين في باريس بتهمة «تشكيل منظمة إجرامية إرهابية»

أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا توقيف رجلين بباريس، ووجّهت إليهما تهماً بتشكيل منظمة إجرامية إرهابية وحيازة مواد متفجرة.

«الشرق الأوسط» (باريس )

إرجاء محادثات الدوحة بين الكونغو والمتمردين يثير مخاوف من «عقبات»

عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
TT
20

إرجاء محادثات الدوحة بين الكونغو والمتمردين يثير مخاوف من «عقبات»

عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)

محادثات السلام بين الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة «23 مارس (إم23)» لإنهاء صراع ممتد منذ نحو 3 عقود، لم تلتئم بعدُ في الدوحة، مع إرجاء المفاوضات المباشرة، التي تعدّ الأولى بين الجانبين منذ تجدد النزاع بينهما قبل 3 أشهر، وسط تحذيرات أممية من حدوث أزمة إنسانية كبيرة مع ازدياد أعداد النازحين إلى دول الجوار.

هذا التأجيل، الذي لم يحدَّد معه موعد جديد للمحادثات، وفق مصادر من الحكومة وحركة «23 مارس (إم23)» المتمردة، يرجعه خبراء بالشأن الأفريقي، في أحاديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى احتمال وجود عقبات وخلافات لم تُحسم بعد؛ بينها عدمُ انسحابٍ أكبر من المتمردين، فضلاً عن غياب الثقة بين الأطراف المتورطة في النزاع، مشددين على أنه في ظل عدم حسم الصراع؛ فإن المنطقة مهددة بمزيد من المخاطر، وسط تعويل على تحرك أكبر من الدوحة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى تفاهمات قريباً.

وأفادت مصادر، في حديث لـ«رويترز»، بأن محادثات السلام بين الجانبين، التي كان مقرراً عقدها الأربعاء بالعاصمة القطرية الدوحة، أُجّلت دون تحديد موعد آخر. وفي حين لم يتضح سبب تأجيل الاجتماع، قال مسؤول كونغولي إنها «مسألة تنظيمية ليس إلا».

وجاء التأجيل بعد أيام من تأكيد المصدر ذاته أن الجانبين عقدا «اجتماعاً سرياً» في الدوحة قبل أسبوع.

جنود كونغوليون في الحراسة خلال زيارة وزير الدفاع جاي كابومبو موادايامفيتا مقاطعة شمال كيفو (رويترز)
جنود كونغوليون في الحراسة خلال زيارة وزير الدفاع جاي كابومبو موادايامفيتا مقاطعة شمال كيفو (رويترز)

وقطر، التي تجمعها علاقات جيدة بالكونغو الديمقراطية ورواندا المتهمة بدعم المتمردين، أحدث دولة في قطار الوساطة المنطلق منذ أشهر بحضور أفريقي، وجمعت، في الدوحة الشهر الماضي، رئيسَ الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ورئيسَ رواندا بول كاغامي، في لقاء مفاجئ دعا خلاله الزعيمان إلى وقف إطلاق النار.

وكان «تحالف نهر الكونغو»، الذي يضم حركة «إم23» المتمردة، أعلن في أواخر مارس (آذار) الماضي، سحب مسلحيه من مدينة واليكالي الغنية بالمعادن في إقليم شمال كيفو، و«إعادة تمركز قواته (...)؛ دعماً لمبادرات السلام»، ووصفت وزارة الخارجية الرواندية، في بيان نقلته وسائل إعلام، تلك الخطوة بأنها «إيجابية باتجاه تحقيق الاستقرار في شرق الكونغو، وتحقيق سلام»، وأعربت حكومة الكونغو الديمقراطية، ببيان، عن أملها في أن يُمهّد هذا التعليقُ الطريقَ لاستئناف الحوار مع الحركة المتمردة وسواها من الفصائل المسلحة.

وعدّت قطر في حينها، عبر بيان من وزارة الخارجية، تلك التصريحات «خطوة إيجابية ومهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة».

وحركة «إم23» من بين نحو 100 جماعة مسلحة تتناحر للحصول على موطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالكوبالت والليثيوم واليورانيوم إلى جانب معادن أخرى، والقريب من الحدود مع رواندا.

وتَجدد النزاع، الذي يعود إلى نحو 3 عقود، بشكل لافت في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع شنّ المتمردين، الذين تقودهم عرقية «التوتسي» والمدعومين من رواندا، هجوماً في شرق الكونغو الديمقراطية، متقدمين نحو مدينة غوما؛ ثانية كبرى مدن شرق الكونغو الديمقراطية وعاصمة إقليم شمال كيفو الذي يضم مناجم للذهب والقصدير، وكذلك نحو مدينة بوكافو الاستراتيجية؛ كبرى مدن شرق الكونغو وعاصمة إقليم جنوب كيفو، في أكبر توسّع بالأراضي الخاضعة لسيطرة الحركة منذ بدء أحدث تمرد لها في عام 2022، وبعد صعود وهبوط في المواجهات التي تصاعدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

ويرى المحلل في الشأن الأفريقي، محمد تورشين، أن مساعي السلام بين الكونغو والمتمردين «عادة ما تواجه عقبات وتحديات منذ اندلاع الصراع، وإرجاء المحادثات بالدوحة يعني أن بعض القضايا الخلافية ظهرت وأعاقت مسار التوصل إلى تفاهمات، وربما أبرز الأسباب يتمثل برغبة الحكومة في انسحاب أكبر من قِبَل المتمردين؛ دون توافق على ذلك بعد»، مشدداً على أن «الأزمات في أفريقيا عادة ما تكون معقدة وحلها ليس سهلاً، فضلاً عن أن المحادثات يطغى عليها طابع السرية لإنجاحها».

ويقول المحلل في الشأن الأفريقي، عبد المنعم أبو إدريس: «الواضح أن غياب الثقة بين الأطراف المتورطة في الصراع هو السبب الأساسي، ولم تستطع الوساطة القطرية، التي جمعت بين الرئيسين الرواندي والكونغولي، تجسير الهوة. لذا؛ تعثرت المفاوضات»، مشيراً إلى سبب آخر، هو «تقاطعات مصالح الجهات التي لديها أطماع في ثروات شرق الكونغو وتأثيراتها على طرفي النزاع».

وجاءت محادثات الدوحة عقب فشل محاولة سابقة في أنغولا الشهر الماضي لجمع حكومة الكونغو وحركة «إم23»؛ لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار، بعد إعلان «الاتحاد الأوروبي» فرض عقوبات على قادة بالحركة ومسؤولين روانديين.

ومنذ 2021، أُقرّ أكثر من 10 اتفاقات هدنة في شرق الكونغو الديمقراطية، الغني بالموارد الطبيعة ويشهد نزاعات منذ مدة طويلة. وباءت بالفشل كلّ المحاولات الدبلوماسية لإنهاء النزاع.

وتأتي هذه المساعي وسط أزمة إنسانية كبيرة، وقال ماثيو كرينتسيل، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أوغندا، عبر بيان الثلاثاء: «منذ يناير الماضي، لجأ أكثر من 41 ألف كونغولي إلى أوغندا بحثاً عن الأمان، ليصل إجمالي عدد الكونغوليين في أوغندا إلى نحو 600 ألف».

ويرى تورشين أنه رغم إخفاقات كثيرة لمحادثات السلام خلال السنوات الماضية وأحدثها في أنغولا، فإن «الدوحة بما لها من خبرات سابقة بالمنطقة، ووجودٍ في أفريقيا، وعلاقاتٍ بالكونغو ورواندا، قد تضع تصورات تسهم بشكل أو بآخر في الدفع نحو تحقيق السلام»، لافتاً إلى أن «تصاعد النزاع في شرق الكونغو يهدد أمن المنطقة، ولا مفر من تحرك الجميع لدعم مبادرات السلام لإنهاء النزاع».

ويعتقد أبو إدريس أن التأثيرات المباشرة للصراع في شرق الكونغو ممتدة إلى دول الجوار، مؤكداً أنه «لا مفر من الذهاب نحو السلام في أقرب وقت، وإلا فهناك مزيد من التصعيد والتهديد لمصالح الجميع».