لوّح الجيش اليمني بتنفيذ عملية إنزال بحري وجوي لتحرير مدينة الحديدة، في وقت قياسي، من قبضة الميليشيات الحوثية، وذلك رداً على تلكؤ ومراوغة الانقلابين في تسليم الميناء، ورفضهم كل المساعي الدولية التي تطالبهم بضرورة الخروج من المدينة دون مواجهات عسكرية لضمان سلامة المدنيين.
وأوضح العميد عبده عبد الله مجلي، المتحدث الرسمي للجيش اليمني، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك مؤشرات أن الميليشيات الحوثية لا تعتزم تسليم المدينة والميناء، إذ رصد الجيش قيام الميليشيات في الوقت الراهن بحفر العديد من «الخنادق» في المدينة، ونشر القناصة بشكل واسع لاستهداف المدنيين، وهذا الأعمال لن يسكت عنها الجيش الذي من مهامه حماية المدنيين من كافة الأعمال الإجرامية. وقال مجلي، إنه في حال تلكأت الميليشيات الحوثية بأسباب واهية في تنفيذ القرارات والمساعي الدولية للخروج من المدينة، واستمرارها في انتهاك القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين العزل، فإن الجيش لديه العديد من الخيارات، ومنها الإنزال البحري، والجوي، والجيش قادر على تنفيذ هذه الأعمال بكل اقتدار وسرعة في التنفيذ، مشدداً على أن الحوثيين يكذبون، ولن يسلموا المدينة، كما فعلوا بعدم تنفيذ القرارات الدولية، والتزامها بالمخرجات الثلاثة، ولن يكون هناك حل سوى العمل العسكري. والأعمال التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين والتنكيل بهم، كما يصف العميد مجلي، الهدف منها جرّ الجيش الوطني لحرب داخل المدينة بأي شكل من الأشكال، خصوصاً أن المدينة يطوقها الجيش من عدة جهات، وهذا سيكون عاملاً مساعداً في الضغط على الميليشيات لتنفيذ كافة القرارات الدولية.
واستطرد، أن الجيش يعمل على عدة جبهات لتحرير الحديدة، انطلاقاً من المدن والمديريات الواقعة على الخط الساحلي الغربي للبلاد، ومنها التحيتا التي تمكن من تطهيرها، كذلك «بيت الفقيه»، وهذه الأعمال العسكرية تزيد من عمليات الضغط على الميليشيات للخروج دون أعمال عسكرية ومواجهات مباشرة، ولن يتوقف الجيش في عملية التوغل باتجاه ميناء الحديدة، لافتاً إلى أن الجيش لديه قوات مدربة «خاصة»، لاقتحام المدينة وتنفيذ أعمال عسكرية، والقتال داخل المدن، مع قدرتها على تجنيب المدنيين الأعمال العسكرية المباشرة.
تأتي هذه الأعمال، بحسب العميد مجلي، وفقاً للخطة التي ينفذها الجيش للوصول إلى الهدف الرئيسي، والمتمثل في تحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي من قبضة الميليشيات التي تتخذه ممراً لتهريب السلاح بكافة أشكاله لضرب الشعب اليمني، ونهب المساعدات الإنسانية التي تأتي إلى ميناء الحديدة.
وعن تأخر عملية التقدم إلى مركز مدينة الحديدة، أكد العميد مجلي أن «الجيش يسير وفق الخطة المعدة من قبل رئاسة هيئة الأركان العامة، وهذه الخطة تقضي بالتحرير الكامل لمحافظة الحديدة والميناء، وكافة المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التي تنفذ في كل يوم أعمالاً إجرامية متنوعة ضد الشعب اليمني»، مشدداً على أن الجيش على تخوم الحديدة، ولا يفصل بين المدينة والجيش سوى 10 كيلومترات، إلا أننا وفي كل تحرك عسكري يكون هناك حرص على عدم الدخول بشكل مباشر حفاظاً على حياة المدنيين.
وأشار متحدث الجيش إلى «أن هناك خبراء إيرانيين، وآخرين من حزب الله (الإرهابي) كانوا في المدينة، وهم الآن يفرون بشكل كبير من الحديدة باتجاه صنعاء»، موضحاً أن الجيش رصد فرار قرابة 25 خبيراً من إجمالي 50 خبيراً إيرانياً تواجدوا في وقت سابق داخل المدينة، وكانوا يقومون بأعمال تدريب ونشر الألغام على امتداد الساحل الغربي.
وعن الوضع الميداني، قال العميد مجلي إن قوات الجيش مدعومة بطيران التحالف العربي، تمكنت من تحرير العديد من المناطق في مديرية حيران بمحافظة حجة، ونجح في السيطرة على مواقع رئيسية وتحرير قرية الخوالية وعزلة بني فاضل، كما أن الجيش أصبح على مقربة من الخط «الدولي» الرابط بين مديرية حرض ومحافظة الحديدة، التي تبعد قرابة 12 كيلومتراً عن الخط الدولي، فيما نجح في كسب العديد من المواقع في جبهة صعدة، وهذا تسبب في انهيار وخسائر كبيرة داخل صفوف الميليشيات ومقاتليه على الجبهات المباشرة.
الجيش اليمني: فرار 25 خبيراً إيرانياً من الحديدة إلى صنعاء
الجيش اليمني: فرار 25 خبيراً إيرانياً من الحديدة إلى صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة