عصر دبلوماسية التغريدات

الملك سلمان الأكثر تأثيراً... وترمب الأكثر شعبية... والملكة رانيا الأكثر تفاعلاً

عصر دبلوماسية التغريدات
TT

عصر دبلوماسية التغريدات

عصر دبلوماسية التغريدات

منذ أيام أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون استقالته عبر «تويتر»، مؤكداً أن هذا المنبر تعدى كونه مجرد شبكة تواصل اجتماعي، بل بات أداة يستعين بها الزعماء والملوك لإعلان مواقفهم الرسمية وقراراتهم المصيرية.
وعلق عدد من المتابعين أنهم حينما انضموا إلى موقع «تويتر» لم يكن في خيالهم أنهم سيتابعون زعماء العالم عن كثب.
وكان باراك أوباما أول زعيم في العالم يستعين بـ«تويتر» لأغراض سياسية وليس لأغراض التواصل الاجتماعي، حينما كان سيناتور ولاية إلينوي عام 2007. بينما كانت الملكة رانيا هي أول شخصية قيادية عربية تنضم إلى «تويتر»، ويعتبر حسابها أكثر الحسابات العربية متابعةً وثاني حساب لقيادية عالمية بعد وزيرة خارجية الهند. وبدأت الملكة رانيا بالتغريد شخصياً في مايو (أيار) 2009 عند زيارة البابا بنديكت الثامن إلى الأردن، ولا تزال بالتفاعل النشط نفسه عبر حسابها. واعتبرت في تصريح صحافي سابق أن «تويتر» هو طريقة عظيمة لمشاركة القضايا التي تشغلها مع الناس والاستماع إلى أفكارهم وحثهم على دعم قضاياها. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتبر هو زعيم «تويتر» الذي اختار إهمال المنابر الصحافية ولجأ إلى موقع التواصل الاجتماعي لنشر قراراته مباشرة إلى العالم.
منذ عدة سنوات، أصبحت حسابات زعماء العالم تحظى بمتابعة وتحليل دقيق من قبل موقع «تويبلوماسي» الذي يقوم بدراسة سنوية لتحليل خطابهم ومدى تفاعلهم وتأثيرهم عبر «تويتر».
وكشفت أحدث الدراسات التي أجراها موقع «تويبلوماسي» المعروف بتخصصه في الدراسات الخاصة بالدبلوماسية الرقمية، وحسابات الزعماء، أن هناك 187 دولة، أي ما يعادل 97 في المائة من بين 193 دولة لها عضوية في الأمم المتحدة، لديها حسابات رسمية بأسمائهم على «تويتر».
وكشفت الدراسة التي صدرت منذ أيام أن حكومات 6 دول فقط وهي «لاوس وموريتانيا ونيكاراغوا وشمال كوريا وسويسرا وتركمانستان» ليس لديها أي تمثيل لهم عبر «تويتر».
استغرقت الدراسة 12 شهراً، حيث تم تحليل كل حساب ومعدل تغريداته ومرات إعادة التغريد وغيرها، بينما محاور الدراسة جاءت شاملة لجميع التفاعلات بين الزعماء بعضهم ببعض، متتبعة الروابط الإلكترونية، بل قدمت قياساً لتفاعل الزعماء مع متابعيهم.
- الملك سلمان... الأكثر تأثيراً
تربع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على عرش قائمة حسابات الزعماء الـ50 الأكثر تأثيراً في العالم عبر «تويتر»، بمعدل 145 ألف تغريدة أو إعادة تغريد، وكان حساب الملك سلمان في المرتبة الثانية في أول دراسة لـ«تويبلوماسي» عام 2015، وكان البابا فرنسيس في المرتبة الأولى، وهي الدراسة التي نشرت نتائجها «الشرق الأوسط» في مايو 2015. أما في دراسة عام 2018، فيأتي ترمب في المرتبة الثانية بمعدل 20 ألف تغريدة وإعادة تغريد، بينما جاء بابا الفاتيكان في المرتبة الثالثة بمعدل 12 ألف تغريدة وإعادة تغريد. بينما جاء حساب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المرتبة الـ13 بمعدل ألفي تغريدة وإعادة تغريد، وبالمعدل نفسه جاء الملك عبد الله العاهل الأردني في المرتبة الـ14، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في المرتبة الـ16، فيما جاء ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في المرتبة الـ42 بمعدل 579 تغريدة، وجاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المرتبة الـ45 بمعدل 554 تغريدة وإعادة تغريد.
- ترمب... الأكثر متابعة عالمياً
رصدت الدراسة السنوية التي تعدها شركة «بورسون كون أند وولف» المتخصصة في الإعلام والعلاقات العامة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحظى بأكبر عدد متابعين على «تويتر» بين قادة العالم، متقدماً على البابا فرنسيس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. كما أن ترمب هو صاحب التغريدة التي حازت على أكبر عدد من إعادة التغريد والتي كتب فيها «الأخبار الكاذبة سي إن إن». وأوضحت الدراسة أنه مع نحو 53 مليون متابع لحسابه، أصبح ترمب القائد العالمي الأكثر متابعة على «تويتر»، وذلك منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017 حين تجاوز البابا فرنسيس الذي أصبح الثاني عالمياً مع أكثر من 47 مليون متابع لحساباته في 9 لغات.
بينما جاء رئيس الوزراء الهندي في المرتبتين الثالثة والرابعة مع 42 مليون متابع لحسابه الشخصي و26 مليون متابع لحسابه الرسمي.
وفي أوروبا، تصدرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اللائحة مع أكثر من 5 ملايين متابع لحسابها الرسمي الخاص برئيس الحكومة البريطانية، ويليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أكثر من 3 ملايين) الذي ارتفع عدد متابعيه بمعدل 3 أضعاف منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في مايو 2017.
ويعتبر ممثلو حكومات دول أميركا الجنوبية على «تويتر»، «الأكثر نشاطاً»، مثل وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا الذي بلغ معدل تغريداته 55 تغريدة يومياً خلال الأشهر الـ12 الماضية.
ورصدت الدراسة أنه على الرغم من القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، فإن مجلس الوزراء الصيني أو الحكومة الشعبية المركزية في الصين لها حساب على «تويتر». وكذلك عدد من الدبلوماسيين الصينيين.
أما فيما يخص الزعماء الأكثر نشاطاً على «تويتر»، فجاء رئيس السلفادور على رأس قائمة أنشط 50 زعيماً على «تويتر» بمعدل 78 تغريدة يومياً، واحتل المراتب الأولى في القائمة زعماء دول أميركا اللاتينية، فيما جاء حسابا وزارة الخارجية الإماراتية والخارجية السعودية في المرتبتين الـ46 و47 بمعدل 15 تغريدة يومياً.
الدراسة حددت 951 حساباً على «تويتر» يخص زعماء أو هيئات حكومية ودبلوماسية منها 372 حساباً شخصياً، و579 حسابات مؤسسية، وحصرت الدراسة أن 509 من الحسابات الرسمية حصلت على «العلامة الزرقاء» كحسابات معتمدة وغير مزيفة. وقامت الدراسة بتحليل خطاب ما يزيد على 903 آلاف تغريدة محللة الروابط بين كل التغريدات.
- التفاعل بين الرؤساء
يمكن قياس مدى التقارب بين زعماء العالم أو العالم العربي عبر التغريدات، حيث رصدت الدراسة على سبيل المثال أن الرئيس ترمب قام بعمل «منشن» لتيريزا ماي، كذلك قام عدد من زعماء أميركا الجنوبية بالرد على ترمب عبر ذكره وعمل «منشن» في تغريداتهم. على مستوى العالم العربي، فإن التفاعل بين الزعماء يأتي في صورة رسمية، إما بمناسبة التهنئة بالأعياد أو تحقيق إنجازات أو الترحيب بزيارة رسمية أو التعازي في حال الكوارث أو الأحداث الإرهابية. وأشهرها تغريدة من ملك الأردن، قام فيها بعمل «منشن» لخادم الحرمين الشريفين لاستضافة القمة العربية بالرياض في دورتها الـ29. بينما لا يتفاعل أي من الرؤساء مع الردود على تغريداتهم.
- «تويتر» على مستوى القارات
أوروبا: جميع الدول الأوروبية لديها تمثيل رسمي على «تويتر»، ومن أطرف النسب أن حكومة إمارة موناكو لديها 20 ألف متابع، في حين أن عدد سكان الإمارة 37 ألفاً.
أفريقيا: تضم أكثر الزعماء نشاطاً وتفاعلاً على «تويتر»، حيث يقوم كل من رئيس رواندا ورئيس وزرائها ووزير الخارجية عادة بالرد على متابعيهم. 83 في المائة من زعماء أفريقيا على «تويتر»، لكنهم لا يتفاعلون عليه بالقدر الكافي، سواء مع المتابعين أو مع غيرهم من الرؤساء. وجاء كل من رئيسي رواندا وكينيا على رأس قائمة الزعماء الأفارقة الأكثر متابعة بعدد متابعين يزيد على 1.4 مليون متابع.
آسيا: جاء حساب رئيس الوزراء الهندي أكثر الزعماء الآسيويين متابعة بعدد متابعين 26 مليون متابع لحسابه الشخصي، وأكثر من 10 ملايين متابع لحسابه الرسمي. ويليه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
أوقيانوسيا: تلك الجزر المعزولة بالكامل عن آسيا والأميركتين، إلا أنها أيضاً ممثلة على «تويتر»، وذلك بعدد 9 دول تحظى بتمثيل على «تويتر» من بين 13 دولة. وتربع رئيس الوزراء الأسترالي على عرش الزعماء الأكثر متابعة بنحو 60 ألف متابع.
أميركا الشمالية: بها أكثر زعماء العالم متابعة لكن ليس الأكثر تواصلاً، وجاءت نيكاراغوا الدولة الوحيدة في القارة التي ليس لها تمثيل على «تويتر» أو «فيسبوك». وحكومة بورتوريكو هي الأكثر نشاطاً على «تويتر».
أميركا الجنوبية: بها أكثر عدد من الزعماء الذين يقومون بالتغريد بشكل شخصي على حساباتهم، ويأتي رئيس جواتيمالا أكثر الزعماء الذين يقومون بالمحادثة عبر «تويتر». أما وزيرا خارجية البرازيل وبيرو الأكثر تواصلاً مع زعماء العالم بمعدل صلات مباشرة مع 75 رئيساً وزعيماً.
- الزعماء العرب على «تويتر»
«الشرق الأوسط» قامت بجمع معلومات عن الزعماء العرب وحساباتهم من بين كثير من المعلومات والبيانات الضخمة التي استخلصتها الدراسة، وأهمها عدد المتابعين وترتيبهم في قائمة الأكثر متابعة وقائمة الزعماء الأكثر تأثيراً.
حساب الملك سلمان يحظى بـ6 ملايين متابع ويأتي في المرتبة الـ13 في قائمة الزعماء الأكثر متابعة في العالم. ويحل في المرتبة الأولى في قائمة الزعماء الأكثر تأثيراً على «تويتر». بينما حظي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعدد متابعين وصل إلى 9 ملايين متابع، وفي المرتبة الـ16 ضمن قائمة الزعماء الأكثر تأثيراً، ويأتي حسابه في المرتبة الـ11 ضمن قائمة الزعماء الأكثر متابعة. الرئيس السيسي يحظى حسابه بمليون متابع (حتى وقت نشر الدراسة)، لكنه تضاعف خلال أيام ليصل إلى مليوني متابع. ويأتي في المرتبة الـ45 ضمن قائمة الزعماء الأكثر تأثيراً على «تويتر»، وفي المرتبة الـ36 في قائمة الزعماء الأكثر متابعة. وأيضاً العاهل الأردني جاء في المرتبة الـ14 ضمن الزعماء الأكثر تأثيراً بمليون متابع.
ولبنان ممثلة في حساب الرئيس ميشال عون بعدد متابعين 197 ألف متابع، بينما جاء الرئيس سعد الحريري بـ1.4 مليون متابع، وحساب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بـ291 ألف متابع.
ويتابع الرئيس التونسي 33 ألف متابع على «تويتر». بينما الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك حساباً على «تويتر»، بل لديه صفحة على «فيسبوك» وأخرى على «إنستغرام»، بينما يتابع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله 4 آلاف متابع. وفي ليبيا الحساب الرسمي للدولة على «تويتر» هو حساب حكومة الوفاق الوطني بعدد متابعين 32 ألف متابع.
وفي الجزائر لا يوجد حساب للرئيس الجزائري على «تويتر»، بينما توجد له صفحة على «فيسبوك». ويتابع الحساب الرسمي ديوان رئاسة المرادية 5 آلاف متابع فقط. بينما يحظى رئيس الحكومة المغربية بـ88 ألف متابع على «تويتر»، وحساب وزارة الخارجية المغربية يحظى بمتابعة 349 متابعاً في غياب حساب رسمي للملك المغربي، في حين يوجد عدد من الحسابات المزيفة باسمه. أما السودان أيضاً، فلم تذكر الدراسة حسابات رؤساء، بل جاء حساب وزارة الخارجية السودانية بعدد متابعين ألفين فقط. ويبدو أن بقية الحسابات على «تويتر» مزيفة، لذا لم تشر إليها الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن سوريا ممثلة رسمياً بحساب الرئاسة السورية بعدد 132 ألف متابع. فيما يتابع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 999 ألف متابع، وقت نشر التقرير.
- الزعماء... من يتابعون؟
تحظى حسابات الزعماء باهتمام خاص من قبل «تويتر»، فعلى سبيل المثال رفضت الشركة أخيراً دعوات مستخدمين للشركة بإلغاء حساب الرئيس الأميركي. وقال «تويتر» في تعليق على مدونة للشركة، إن «منع أحد زعماء العالم من (تويتر) أو حذف تغريداته المثيرة للجدل، سيخفي معلومات مهمة يجب أن يكون بوسع الناس الاطلاع عليها ومناقشتها».
ومن التساؤلات التي حاولت «الشرق الأوسط» طرحها على المسؤولين في «تويتر» والتي لم نحصل على إجابة وافية عنها: ما هي الحسابات التي يتابعها الزعماء؟ وهل هي حسابات الزعماء والرؤساء أم القنوات الإخبارية؟ أم عدد من المشاهير في بلادهم أو المشاهير العالميين؟
حسابات الزعماء التي لا تتابع حسابات أخرى: حساب الملك سلمان، وحساب الملك عبد الله، والرئيس المصري، وحساب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحساب الرئيس ميشال عون.
حسابات زعماء تتابع حسابات أخرى: سعد الحريري يتابع أكثر من 400 حساب متنوع بين السياسة والفن والرياضة والإعلام، ما يوضح أنه يدير الحساب شخصياً. ويتابع جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني أكثر من 200 حساب بينها حساب سعد الحريري، وحسابات زعماء أوروبيين وإعلاميين عرب ونواب لبنانيين وقنوات فضائية.
ويتابع الرئيس التونسي 15 حساباً من بينها حسابات «اليونيسكو» و«جائزة نوبل» والحساب الرسمي للجمهورية التونسية وإذاعة «بي بي سي أفريقيا» و«رويترز أفريقيا».
- 7 سنوات من {تويبلوماسي}
ظهر مصطلح «تويبلوماسي» عام 2011 في أعقاب دراسة استهدفت حسابات الزعماء والمسؤولين على الشبكات الاجتماعية، وهو نتاج لمصطلح «الدبلوماسية الرقمية» التي تعبر عن استخدام الدبلوماسيين ورؤساء الدول لموقع «تويتر» في إدارة العلاقات الدبلوماسية مع رؤساء وزعماء ودبلوماسيين آخرين.
في عام 2014 كانت ذروة الدبلوماسية الرقمية، إذ انضم 241 مليون مستخدم نشط لموقع «تويتر». ويعتبر سابع سفير أميركي لدى روسيا مايكل ماكفول هو أول دبلوماسي في العالم ينضم لـ«تويتر»، وذلك في عام 2011 حيث كان يغرد بالروسية والإنجليزية. أما في 2018، فيوجد 131 وزارة خارجية و107 وزراء خارجية لديهم حسابات نشطة على «تويتر». وكشفت الدراسة الحديثة أن استخدام ترمب موقع «تويتر» للإعلان عن قراراته ومناقشة القضايا الحساسة غيّر من قواعد الدبلوماسية.


مقالات ذات صلة

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الاقتصاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

مددت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مهلة حتى الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذه على «تويتر» مقابل 44 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))

المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» لمواجهة هيمنة الغرب

أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
TT

المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» لمواجهة هيمنة الغرب

أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)

«إحدى الوظائف الرئيسية لوسائل الإعلام الجديدة تتمثّل في القدرة على توحيد الناس وكسر الحواجز الموجودة بين الثقافات» اختتم المنتدى الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» أخيراً أعماله في موسكو، مطلِقاً آليات لتعزيز التواصل مع المؤسسات الثقافية والإبداعية في عشرات البلدان، بهدف تحويل المنتدى -كما قال منظموه- إلى «منصة فريدة لتبادل الخبرات وتطوير أساليب الابتكار والإبداع في عالم متعدد لا تهيمن عليه الثقافة الغربية وحدها بأساليبها القديمة».

جمع المنتدى، عبر النقاشات التي دارت خلال ورشات العمل «قادة الصناعات الإبداعية من روسيا ودول أخرى، لمناقشة آفاق تطوير الصناعة والمخاطر والفرص التي أحدثها التقدم السريع للتكنولوجيا الجديدة في حياة الناس وإبداعهم».

عاصمة عالمية للإعلام والثقافة

ووفقاً لحكومة العاصمة الروسية موسكو، التي رعت تنظيم المنتدى، فإن من بين أهداف إطلاقه «تحويله إلى فعالية تُنظّم بشكل دوري وتكريس رؤية جديدة للتعاون الثقافي والإعلامي والإبداعي تقودها موسكو». ومن جهتها، رأت رئاسة المنتدى أن موسكو «عزّزت عبره مكانتها بين عواصم الثقافة في العالم، وباتت تجذب انتباه الخبراء في الصناعات الإبداعية والمتخصصين المشهورين من مختلف أنحاء العالم، من الولايات المتحدة وفرنسا إلى الهند والصين». وبهذا المعنى فإن روسيا «ما زالت تحتفظ بهويتها الثقافية، على الرغم من العقوبات والتحديات المعاصرة، بل تمضي قدماً أيضاً نحو تطوير أشكال جديدة من التفاعل في مجالات السينما ووسائل الإعلام الجديدة وغيرها من الصناعات الإبداعية».

وحقاً، جمع منتدى «الثقافة والإعلام والرقمنة» في دورته الأولى متخصصين في مجالات السينما، والألعاب، والإعلام، والتكنولوجيا، والصناعات الإبداعية؛ للبحث عن توازن جديد بين الأهداف التجارية والمصالح العامة، وإمكانيات الآلات وقدرات البشر.

ولمدة يومين، تواصل المشاركون من مختلف دول العالم في ورشات عمل لبحث المواضيع الرئيسة المطروحة التي توزّعت على عدة محاور؛ بينها: اقتصاد وسائل الإعلام الجديدة، والتأثير المتبادل بين وسائل الإعلام الجديدة والسينما، والاتصالات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تطوير ألعاب الفيديو، والمساحات الافتراضية، والرياضات الإلكترونية.

تقارب وأرضية مشتركة

رؤية المنتدى تقوم، بالدرجة الأولى، على محاولة تعزيز التقارب والتنسيق من أجل «إيجاد أرضية مشتركة وتطوير أساليب جديدة وفريدة للإبداع بين روسيا ودول مجموعة (بريكس+)» والدول العربية، لا سيما في مجال منصات الثقافات وتشابكها. وبذا لا يُخفي المنظمون الهدف الأساسي المتمثل في محاولة «كسر» الحصار الغربي، والعمل على تشكيل منصة فريدة تُسهم في تطوير حوار دولي بين روسيا وشركائها في الدول العربية والبلدان الأخرى التي تعمل مثل روسيا لإيجاد روابط جديدة للتعاون في ظل التغيّرات السريعة على بيئة المعلومات العالمية.

لذا، رأى المنتدى في جلسات الحوار أن إحدى الوظائف الرئيسة لوسائل الإعلام الجديدة تتمثّل «في القدرة على توحيد الناس، وكسر الحواجز الموجودة بين الثقافات واللغات المختلفة عبر استخدام الشبكات الاجتماعية، والمدوّنات، ومحتوى الفيديو». وعدّ أن تأثير مساحة الإعلام الجديدة يتمثّل أيضاً في إمكانية إنشاء مبادرات مشتركة - مشاريع مشتركة، وأحداث ثقافية، وبرامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الروابط وتوسيع آفاق التعاون المتبادل.

برنامج اليوم الأول تضمّن جلسة رئيسة بعنوان «مستقبل التواصل والتواصل من أجل المستقبل»، شاركت فيها نخبة من كبار المخرجين العالميين؛ مثل: أمير كوستوريكا، وأوليفر ستون، استعرضوا خلالها دور السينما في تجاوز الحواجز الثقافية وتعزيز التفاهم بين الشعوب. وفي كلمته، شدّد كوستوريكا على أن «السينما لا تُقاس بقيمتها المالية بقدر ما تحمله من مضامين وأفكار عميقة»، مشيراً إلى تأثير أفلام المخرج أندريه تاركوفسكي التي على الرغم من محدودية مشاهدتها عند إصدارها، اكتسبت قاعدة جماهيرية واسعة على مر الزمن، بفضل طرحها أسئلة جوهرية عن الحياة.

أما ستون فأكد أن «السينما اليوم في مرحلة تطور مستمر، تتضمّن رؤى فنية جديدة وإمكانيات إبداعية متاحة حتى في المدن الصغيرة»، داعياً إلى احتضان هذا التغيير وتقدير الماضي في الوقت ذاته.

الحضور العربي

وفي الجلسات عن العالم العربي، شارك لوبو سيوس مقدم البرامج الحوارية في دبي، وعلي الزكري رئيس قسم التحرير الرقمي في صحيفة «البيان» في دبيّ، وعلا الشافعي رئيسة تحرير صحيفة «اليوم السابع» المصرية، والصحافي اللبناني نبيل الجبيلي. وأكد المنتدى تعزيز الروابط بين الشعوب، كونها تُسهم في خلق أرضية مشتركة وتقديم طرق مبتكرة للإبداع. ورأى المشاركون أن العلاقات بين روسيا ودول «بريكس» لا سيما الدول العربية تستند إلى التفاعل الثقافي وتشابك الثقافات؛ مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والإبداع المشترك.

وعن دور السينما، بين وسائل هذا التعاون، فإنها عُدّت جسراً فعّالاً يربط بين العالمين الروسي والعربي. إذ إن الأفلام لا تكتفي بعرض جوانب من حياة شعوب معينة، بل تساعد أيضاً على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية؛ مما يخلق قصصاً عالمية قادرة على التأثير في قلوب المشاهدين في كل مكان.

ومن ثم، تناول المنتدى دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة واعدة في عملية التأليف والإنتاج السينمائي، بجانب بحث الفرص التي توفرها المنصات الرقمية لتمكين المواهب الشابة.

جانب من الحضور يسجلون اللحظة بهواتفهم الجوّالة (الشرق الأوسط)

منصة مهمة لتبادل الخبرات

مع مشاركة أكثر من 70 متحدثاً من 10 دول، شكّل المنتدى منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل الثقافي بين روسيا والعالم، بما يُسهم في دفع عجلة الابتكار والتنوع في قطاعي الإعلام والسينما العالميين. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال جورجي بروكوبوف، رئيس شركة موسكينو - مركز موسكو السينمائي، إن المنتدى -الأول من نوعه- يُنظّم «في لحظة محورية؛ إذ تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية على إعادة تشكيل الصناعات الإبداعية بشكل أساسي». وأردف أن «الملعب العالمي بات أكثر توازناً... وظهرت مناطق جديدة، أو عزّزت مناطق، كانت موجودة أصلاً في هذه الصناعة، مكانتها لتتحول إلى مراكز لإنتاج الأفلام والتلفزيون».

وأوضح بروكوبوف أن موسكو استثمرت، بمبادرة من رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين، بكثافة في «بناء مجموعات إبداعية عالمية المستوى» في المدينة وإنشاء شبكات تعاون مع مراكز إبداعية مماثلة في جميع أنحاء العالم. ولقد انصب أحد البرامج الأساسية على تطوير صناعة السينما. وتابع أن «مجموعة صناعة الأفلام الروسية وصلت إلى حجم مماثل (من حيث مرافق الإنتاج ومعداتها المتطورة) لتلك الموجودة في كاليفورنيا أو مومباي (...) تتغيّر صناعة الأفلام العالمية بسرعة، ولم يعد الأمر يقتصر على (هوليوود)، النموذج القديم؛ حيث تُملى ثقافة واحدة، والأذواق العالمية تتلاشى». ثم كشف عن أن عدد الأفلام الروائية المنتجة في دول «بريكس» تضاعف أكثر من ثلاث مرات على مدى العقدين الماضيين، في حين ظل عدد الإنتاجات في الغرب ثابتاً إلى حد كبير.

داخل القاعة (الشرق الأوسط)

التطور في «بريكس» ودول الخليج العربي

ومن ثم، أفاد بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسمح بتكييف المحتوى المتنوع مع السياقات المحلية بسلاسة. وبالنسبة إلى دول مجموعة «بريكس» فإنها، مثل روسيا، «تتطلّع إلى تعزيز التعاون مع القطاع الإبداعي المزدهر في الخليج العربي، بما يمثّل فرصة مثيرة لاستكشاف أسواق جديدة».

وزاد المسؤول أن الأوساط الروسية «تتابع باهتمام كبير ما يحدث في المملكة العربية السعودية. إن تفاني الحكومة في رعاية المواهب وجعل المملكة واحدة من المراكز الإبداعية الرائدة في العالم أمر رائع حقاً. ومن الملهم أن نرى كيف تتحوّل المملكة بسرعة إلى قوة إبداعية عالمية مع الحفاظ على تراثها الثقافي الغني».