موظفو «أونروا» يحتجون على التقليصات ومخاوف من تأجيل الدراسة

نصف مليون طالب فلسطيني في 5 مناطق مهددون بعدم تلقي تعليمهم

أطفال يلعبون الكرة على سطح بناء في غزة (رويترز)
أطفال يلعبون الكرة على سطح بناء في غزة (رويترز)
TT

موظفو «أونروا» يحتجون على التقليصات ومخاوف من تأجيل الدراسة

أطفال يلعبون الكرة على سطح بناء في غزة (رويترز)
أطفال يلعبون الكرة على سطح بناء في غزة (رويترز)

نظم موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس (الخميس)، وقفة احتجاجية أمام المقر الرئيس للمنظمة الأممية في مدينة غزة، رفضاً لسياسة التقليصات التي بدأت الوكالة انتهاجها، بشأن خدماتها المقدمة في المناطق الخمس (غزة، الضفة الغربية، الأردن، سوريا، لبنان).
وشارك مئات الموظفين في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها اتحاد الموظفين في «الأونروا»، بحضور مجلس أولياء الأمور. وقد رفعوا لافتات تدعو إدارة «الأونروا» إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين.
وحذر يوسف حمدونة، أمين سر اتحاد الموظفين، في كلمة له، إدارة «الأونروا» من الاستمرار في تقليصاتها، مبيناً أن أي خطوة في هذا الصدد ستواجه بخطوات تصعيدية. وقال، إن الأسبوع المقبل، سيشهد اعتصاماً مفتوحاً داخل المقر الرئيس، يشارك فيه 956 موظفاً، يعملون على برنامج الطوارئ، ممن ستوقف عقودهم بشكل تدريجي.
وأكد أن مدير عمليات «الأونروا»، أنه في حال استمرار العجز المالي، فإن العام الدراسي لن يفتتح، وأن تأجيل موعده يعني وضع 22 ألف مدرس ضمن إجازة إجبارية، وبالتالي، لن يتلقى قرابة 500 ألف طالب فلسطيني، في مناطق عمليات الوكالة الخمس، تعليمهم.
وقال «إن هذه هي بداية الاعتصامات والاحتجاجات التي ستشهدها الفترة المقبلة». واشترط على رئاسة «الأونروا»، الالتزام بالتراجع عن ثلاثة قرارات اتخذتها مؤخرا، للتخلي عن الفعاليات المقرر تنظيمها.
وبين أن الشروط الثلاثة، هي: سحب الرسائل التي تسلمها موظفون حول إيقاف عملهم، وإعادة صرف الكوبونات وعدم التراجع عن صرفها للاجئين، وإصدار بيان من قبل رئاسة «الأونروا» بتحديد موعد بدء العام الدراسي الجديد، وعدم الزج بالمدارس في الأزمة المالية.
من جانبه، قال خالد السراج، رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في غزة، إن إجراءات «الأونروا» بحق اللاجئين، لن تقابل إلا بمزيد من التصعيد، متهماً الوكالة بالتساوق مع الاحتلال من خلال الضغوط التي تمارسها على اللاجئين الفلسطينيين.
يشار إلى أن برنامج الطوارئ بالوكالة، يضم ألف موظف، منهم عاملون في مراكز التوزيع، والصحة النفسية، ومهندسون، وفنيون، أنهت «الأونروا» مؤخراً، عقود 335 موظفاً منهم. ويتخوف العاملون في إدارة التربية والتعليم التابعة لـ«الأونروا»، من أن تتسبب الأزمة المالية في تأجيل العام الدراسي فعلا.
وقالت آمال البطش، نائب رئيس اتحاد الموظفين: «نخشى أن يجري تأجيل العام الدراسي، وأن يترك نصف مليون طالب فلسطيني في الشوارع، وأن يقوم المفوض العام باتخاذ إجراءات ضد المدرسين الذين يبلغ عددهم نحو 22 ألفاً».
وكان سامي مشعشع، الناطق الرسمي باسم «الأونروا»، قال إن المفوض العام سيتخذ قرار بدء العام الدراسي وفتح المدارس، خلال شهر أغسطس (آب) المقبل، مؤكداً أن «الأونروا» مصممة على تحقيق هدفها في فتح أبواب مدارسها.
وعقدت «الأونروا» بمساعدة الأمم المتحدة مؤتمرين في روما ونيويورك؛ لمطالبة المانحين بسد العجز المالي لديها، إلا أنها لم تفلح في سده بشكل كامل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.