400 نازح يغادرون عرسال باتجاه بلدات القلمون الغربي

الأمن العام اللبناني يؤكد أن عودتهم «طوعية»

عائلة سورية في طريق العودة إلى بلدتها بعد مغادرة عرسال في البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
عائلة سورية في طريق العودة إلى بلدتها بعد مغادرة عرسال في البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
TT

400 نازح يغادرون عرسال باتجاه بلدات القلمون الغربي

عائلة سورية في طريق العودة إلى بلدتها بعد مغادرة عرسال في البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
عائلة سورية في طريق العودة إلى بلدتها بعد مغادرة عرسال في البقاع اللبناني (أ.ف.ب)

غادرت دفعة ثانية من النازحين السوريين بلدة عرسال، أمس، باتجاه بلدات يتحدرون منها في القلمون الغربي، حيث انطلقت قافلة عبر حاجز وادي حميد في اتجاه الجرود، تضم 400 شخص مسجلين لدى لوائح الأمن العام اللبناني، واتجهت إلى بلدات فليطا، وراس المعرة، وحوش عرب وقارة.
وبالتزامن مع المغادرة، قام الصليب الأحمر اللبناني وفرق الإسعاف والطوارئ بالإجراءات اللوجيستية وتقديم المساعدة الطبية اللازمة من خلال طواقم الإسعاف وعيادة طبية متنقلة موجودة في المكان بمواكبة أمنية من الجيش اللبناني.
وأكد رئيس بلدية عرسال في تصريح «أن دفعة جديدة من 400 شخص من النازحين السوريين غادرت لبنان بناءً على رغبتها ووصلت إلى الحدود السورية».
وفي إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة إلى بلداتهم، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان «أنه اعتباراً من صباح اليوم (أمس) وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وحضور مندوبيها تم تأمين العودة الطوعية لثلاثمائة وسبعة وسبعين نازحاً سورياً من مخيمات عرسال إلى سوريا». وأشارت إلى «أن دوريات من المديرية واكبت النازحين الذين انطلقوا بسياراتهم وآلياتهم الخاصة اعتباراً من نقطة التجمع في وادي حميد حتى معبر الزمراني الحدودي».
بدوره، أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن مواكبته لعملية خروج النازحين، قائلاً في بيان: «مواكبةً لعملية مغادرة العائدين إلى سوريا التي جرت صباحاً بإشراف الأمن العام اللبناني وبناءً على طلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وضع الصليب الأحمر اللبناني في نقطة التجمع في وادي حميد - عرسال سيارتي إسعاف وسيارة دفع رباعي مع 19 مسعفاً وإدارياً وعيادة نقالة مع طاقم طبي، ومنذ بدء العملية حتى انتهائها نقلت فرق الإسعاف إلى العيادة النقالة 63 حالة صحية تنوعت بين أطفال ومسنين ونساء حوامل، حيث قدمت لهم العناية الصحية اللازمة وأعادتهم إلى نقطة التجمع، كما كانت مراكز الصليب الأحمر اللبناني في المناطق المجاورة على جاهزية تامة من أجل تلبية أي طارئ».
وجاءت مغادرة القافلة الثانية في سياق عودة النازحين السوريين «طوعياً» من بلدة عرسال اللبنانية إلى الداخل السوري.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.