معرض ثنائي يستحضر جماليات الخط العربي وبراءة وجوه الأطفال بمدينة أبها

ضم 35 لوحة فنية اختزلت التراث والحضارة العسيرية بجنوب السعودية

جانب من الأعمال التشكيلية للثنائي السعودي بمدينة أبها («الشرق الأوسط»)
جانب من الأعمال التشكيلية للثنائي السعودي بمدينة أبها («الشرق الأوسط»)
TT

معرض ثنائي يستحضر جماليات الخط العربي وبراءة وجوه الأطفال بمدينة أبها

جانب من الأعمال التشكيلية للثنائي السعودي بمدينة أبها («الشرق الأوسط»)
جانب من الأعمال التشكيلية للثنائي السعودي بمدينة أبها («الشرق الأوسط»)

صاغت ريشة فنانين سعوديين جماليات الحرف العربي ممزوجا بملامح وجوه الأطفال، في لوحة تشكيلية جمعت بين براءة الأطفال ومشاغباتهم وتموجات الحروف العربية على بياض اللوحة، ضمن 35 لوحة عرضت بأحد مراكز التسوق بمدينة أبها (جنوب السعودية)، قدمها الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي وزميله الفنان ملفي الشهري. وقال ملفي الشهري: «الحرف العربي قابل للتطويع وفق رؤى تشكيلية واسعة»، موضحا أنه أراد من خلال تلك اللوحات الفنية توظيف الرؤية البصرية لرسم حكاية الأطفال بملامحهم البريئة ومشاغباتهم اللذيذة.
من جانبه، أشار إبراهيم الألمعي إلى عشقه للطفولة ومشاغبات الصغار وتصرفاتهم التلقائية، مشيرا إلى أن «رسم ملامحهم وتعبيرات وجوههم، يكرس احترام إنسانية الطفل وتفكيره». وأضاف الألمعي: «رسمت جمال الأطفال وبراءتهم وحركاتهم العشوائية، واستحضرت صورهم من مخيلتي ومن الواقع المعيش»، لافتا إلى مشاركته بلوحاته في عدد من المعارض الفنية التي أقيمت في قطر والأرجنتين ومصر.
وكان المعرض الفني الذي جمع فيه الفنانان السعوديان الألمعي والشهري أعمالهما، وأقيم مؤخرا بمدينة أبها (جنوب السعودية)، ضم لوحات فنية تحكي تراث منطقة عسير، بمختلف سماتها الحضارية والبيئية، ممزوجة بوجوه الصغار.
ولفت الألمعي إلى أن الحرف العربي يحظى حاليا باهتمام الفنانين التشكيليين، لما له من جماليات تقبل التطويع في الرؤية البصرية والفنية في اللوحات التشكيلية، مشيرا إلى أن موضة طباعة حروف الخط العربي على الأزياء تُعدّ موضة داعمة للخط العربي، إلا أنه اشترط ملاءمة الخط لرونق الزي، الذي تجري طباعته عليه، وأن لا تكون الطباعة عشوائية من دون رسالة أو هدف.
وحول تجليات التراث العسيري في لوحاته الفنية المعروضة بالمعرض، يرى الألمعي أنها رسائل فنية تحاكي البيئة في عسير والبيوت القديمة، التي يحب إيصالها صورتها إلى العالم الخارجي للتعريف بالإنسان في عسير، عبر مشاركته في كثير من المعارض التشكيلية الدولية، لافتا إلى أنه يترك للجمهور قراءة لوحاته. واتسمت اللوحات التي عرضت في المعرض التشكيلي، بتصويرها مدينة أبها بأزقتها وأسواقها الشعبية وعمارتها التقليدية، وقدمت الأعمال التشكيلية بتقنية معاصرة، مزجت بين جماليات النصوص المرسومة بمشاهد بصرية وجد فيها الزوار عبق الماضي بتراثه وأصالته.
وقال الألمعي: «أحلم بأن يقرأ العالم وجه عسير وحضارتها وثقافة الإنسان فيها ووجهها الفني الظاهر على جماليات النقش العسيري، الذي زينت به المنازل والشوارع»، مؤكدا ضرورة صقل مواهب الفنانين والمبدعين في مجال الفن التشكيلي، من خلال التدريب وورش العمل وإقامة المعارض ودعم الأنامل الموهوبة في المنطقة. وطالب الجهات الثقافية والفنية بالبلاد كافة، بدعم الحركة التشكيلية بمنطقة عسير، وإعادة الحياة إلى قرية المفتاحة التشكيلية، وفتح مراسمها لإبداعات الفنانين السعوديين من أبناء المنطقة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.