بكين تبدأ مرحلة جديدة من التعاون الشامل مع العرب

انطلاق الاجتماع الوزاري المشترك الثلاثاء المقبل... وحجم التبادل التجاري 200 مليار دولار

بكين تبدأ مرحلة جديدة من التعاون الشامل مع العرب
TT

بكين تبدأ مرحلة جديدة من التعاون الشامل مع العرب

بكين تبدأ مرحلة جديدة من التعاون الشامل مع العرب

تنطلق الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين في 10 يوليو (تموز) الحالي، حيث يفتتح المنتدى الرئيس الصيني شي جينبينغ، بحضور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، بصفته رئيس الجانب العربي، مع مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
يناقش الاجتماع الوزاري الثامن سبل تعزيز الصداقة الصينية العربية، ودفع بناء «الحزام والطريق»، وتدعيم التشارك في إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية ومصير مشترك للبشرية، وتعزيز البناء المؤسسي للمنتدى، بجانب القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويبحث الاجتماع الخطط لخلق تعاون استراتيجي شامل مشترك بين الجانبين، يتضمن السياسة والأمن والترابط الاستراتيجي والتعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي وغيرها، فضلاً عن تعظيم العمل المشترك لإقامة النسخة المطورة من العلاقات الصينية العربية.
وقال لي هوا شين السفير الصيني لدى السعودية، في مؤتمر عقده أمس، بمقر السفارة بالرياض، إن «منتدى التعاون الصيني العربي الذي تأسس عام 2004 سيجعل العلاقات الصينية العربية تتقدم بالمحركين الثنائي والجماعي، ويدفع التطور المتسارع للتعاون بين الجانبين في كافة المجالات».
ولفت إلى أن هناك العديد من الآليات، كالاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة، والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي، ومهرجان الفنون العربية، وغيرها.
ووفق شين، فإن الاجتماع الوزاري يعقد كل عامين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب، مبيناً أنه خلال السنوات الماضية حقق الجانبان الصيني والعربي نتائج مثمرة في التواصل والتعاون المتمحورين حول «الحزام والطريق»، وسجلا نقاطاً ساطعة كثيرة.
وأضاف شين: «على صعيد المجال السياسي تكثف التواصل الرفيع المستوى بين الجانبين، وفي مقدمته الزيارات الناجحة التي قام بها الرئيس شي جينبينغ إلى السعودية ومصر، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للصين، وزيارة قادة مصر والمغرب وفلسطين للصين، الأمر الذي عزز الثقة السياسية المتبادلة، وأبقى العلاقات بين البلدين في أعلى مستوياتها».
وأوضح أن بلاده رفعت العلاقات الاستراتيجية مع 11 دولة عربية، في مقدمتها السعودية، منوهاً بأن الصين دعمت جهود الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة وجهود فلسطين لاستعادة حقوقها الوطنية المشروعة، مشيراً إلى أن البلاد العربية قدمت دعماً ثميناً للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية المهمة.
ووفق شين، فإنه من أوجه التعاون بين الجانبين، فقد وقعت الصين مذكرة تفاهم بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق»، مع السعودية و9 دول عربية أخرى، بجانب وثيقة التعاون بشأن الطاقة الإنتاجية مع 5 دول عربية، مشيراً إلى أن صندوق «طريق الحرير» والبنك الآسيوي للاستثمار قاما باستثمار في الدول العربية.
وأوضح شين، أن حجم التبادل التجاري الصيني العربي بلغ في عام 2017 ما يقارب الـ200 مليار دولار، بزيادة تقدر بنسبة 11.9 في المائة سنوياً، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار الصيني المباشر تجاوز في الدول العربية 1.2 مليار دولار، بزيادة 9.3 في المائة سنوياً.
وأضاف شين: «في مجال التكنولوجيا والتقنية، تم افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، وتم إقامة المنتدى الصيني العربي لنظام (بيدو) للملاحة بالأقمار الاصطناعية بنجاح»، مبيناً أن بلاده نجحت في إطلاق أول قمر صناعي جزائري للاتصالات، كما نجحت في إطلاق الأنظمة السعودية لاستكشاف ومسح سطح القمر لأول مرة، الأمر الذي يعتبر نموذجاً في مجال الأقمار الاصطناعية للاتصالات.
وأكد شين أن التعاون بين الجانبين أصبح أكثر فاعلية في مجالات التنمية الاجتماعية وتبادل الأفراد، ما عاد بالفوائد الملموسة والرفاهية لشعوب الجانبين، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ جميع ما أعلن عنه الرئيس شي جينبينغ من المساعدات لفلسطين وسوريا ولبنان والأردن وليبيا واليمن، وأن بلاده قامت بتدريب أكثر من 6 آلاف من العرب في تخصصات مختلفة.
ونوه شين بأن 9 دول عربية اتخذت سياسة الإعفاء من التأشيرة أو الحصول على التأشيرة عند المطار للمواطنين الصينيين، مبيناً أن هناك 150 رحلة جوية للركاب و45 رحلة جوية للبضائع بين الصين والبلاد العربية أسبوعياً، مشيراً إلى ازدياد عدد السياح الصينيين إلى الدول العربية سنة بعد سنة بنسبة كبيرة.


مقالات ذات صلة

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

الاقتصاد «مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد افتتاح منتجع «ديزرت روك» في وجهة البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يواصل استكشاف مكامن الفرص السياحية بالسعودية

يواصل «صندوق الاستثمارات العامة» استكشاف مكامن الفرص في قطاع الضيافة والسياحة السعودية، بعد إطلاق عدد من الشركات المتخصصة والمشاريع العملاقة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد أحد فنادق الضيافة في السعودية (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة» يطلق شركة تطَور علامات ضيافة سعودية جديدة

أطلق صندوق الاستثمارات العامة، الثلاثاء، شركة إدارة الفنادق (أديرا) التي تتخصص بإدارة وتشغيل الفنادق، مع المزج بين أعلى المعايير للقطاع وأصالة الضيافة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص وضعت السعودية كثيراً من المبادرات لمكافحة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) play-circle 01:48

خاص «فاو»: شح التمويل والنزاعات يهددان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قدّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التمويل المطلوب لمشروعات الزراعة في المنطقة بـ500 مليون دولار سنوياً.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع في السعودية (واس)

الإنتاج الصناعي السعودي يعاود ارتفاعه في أكتوبر مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية

تحوّل الإنتاج الصناعي في السعودية للارتفاع مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة وزيادة إنتاج النفط، وفق بيانات أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء

«الشرق الأوسط» (الرياض)

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
TT

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، اليوم (الأربعاء)، إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان، ومن المقرر البدء بها مطلع عام 2025.

وقال وزير الطاقة والمعادن العماني ورئيس مجلس إدارة «هايدروم»، سالم العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي؛ من خلال استثمار موارد الدولة المتجددة وموقعها الجغرافي.

في حين ذكرت الشركة أن هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة. وأكدت على تركز الجولة المقبلة لجذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في عُمان ويعزز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال العوفي إنه يسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، حيث يمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيته لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة «أيكولوج» وشركة «إن بي دبليو»، مؤكداً أن هذا التعاون حقق إنجازاً مهماً تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد العوفي أن ميناء «الدقم» يعد محوراً استراتيجيّاً لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من عُمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة.

من جانبه أوضح المدير العام لشركة «هايدروم»، عبد العزيز الشيذاني، أن المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه الشركة، عكست مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث مثلت الفعالية فرصة قيّمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع الشركاء العالميين حول تطوير القطاع. وأكد على أن الحوارات والشراكات وما تم الإعلان عنه خلال الفعالية يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرة شركة هيدروجين عُمان نحو الإسهام في خطة سلطنة عُمان للتحول في قطاع الطاقة.