Wings
(1927)
الأوسكار الوحيد لفيلم صامت تماماً
«أجنحة» (Wings) هو الفيلم الصامت الوحيد في تاريخ السينما الذي نال جائزة أوسكار.
طبعاً هناك «الفنان» (The Artist) سنة 2011 لكن هذا الفيلم الفرنسي كان صامتاً بالاختيار، ولم يكن صامتاً تماماً. أما «أجنحة» فانتمى إلى كل تلك الحقبة السابقة وأفلامها غير الناطقة كلياً.
قصة صديقين شابين، هما جاك وديفيد (تشارلز روجرز ورتشارد أرلن)، يتنافسان على حب امرأة واحدة (كلارا بو، إحدى أكبر نجمات الفترة). حين تنشب الحرب العالمية الأولى ينطلقان للاشتراك بها ويقومان، وهما من أمهر قائدي الطيارات الحربية، بغارات ومعارك جوية ضد الأعداء الألمان. في الخلفية قضية عاطفية لم يتم حسمها بعد وفي الحاضر معارك يخوضانها ضد طائرات العدو بمهارة فائقة.
في الواقع، قدم المخرج ولمان بعض أفضل مشاهد معارك الطائرات الحربية الحيّة إلى اليوم. مع الأخذ بعين الاعتبار التقدّم التقني الكبير الذي حدث لاحقاً. يمكن القول إنه سبق عصره فيما حقق ووضع تقليداً قورن به لسنوات كثيرة لاحقة مع العلم أن جزءاً من نجاح التجربة يعود إلى الطريقة التي مزج بها المخرج مشاهد مصوّرة خصيصاً للفيلم بمشاهد مأخوذة من أفلام وثائقية.
على ذلك الإنجاز فإن «أجنحة» يحتوي على قصّة تقليدية لا تكشف عن اهتمامات أوسع أو أعمق شأناً من ذلك التخليص أعلاه. الشاغل على الشاشة هو تلك المشاهد اللولبية للطائرات المتقاتلة وفي خلفية البال أن على الرجلين حل نزاعهما حول كلارا بو بعد عودتهما.
لكن المفاجأة هي أن أحدهما (روجرز) يطلق النار خطأ على صديقه خلال إحدى المعارك. ينجح الثاني (أردن) في الهبوط بطائرته يتبعه صديقه الذي يهرع إليه. وبعض المهتمين وجدوا أن قبلة جاك لصديقه الحميم ديفيد تعكس إيحاء مثلياً. لكن هذا لا يمكن اعتباره دليلاً على مثل هذه العلاقة، كون القبلة وداعية تقع بعدما يموت ديفيد بسبب إصابته. جاك، طبيعياً، يشعر بالحزن أن صديقه مات على يديه ويفعل ما قد يقوم به أي شخص في مكانه امتلأ حسرة وأسى لما حدث. بالتالي لا يحتمل المشهد أي تفسير آخر يناسب رغبة خاصة.
«أجنحة» هو فيلم جيد التنفيذ بلا ريب، والبعض يعتبر أن المخرج ولمان لم يقدّم فيلماً آخر بالمستوى نفسه بعد ذلك. وهذا غير صحيح بالمطلق. بل في نطاق السنوات الأخيرة من مهنة ذلك المخرج خلال النصف الثاني من الأربعينات والخمسينات.
للفيلم حس ميلودرامي غالب ما ساعد على رواجه جماهيرياً واعتباره أحد أهم كلاسيكيات السينما الحربية وأفلام المعارك الجوية. نجاحه يعود أيضاً إلى أن الطيران في الفضاء، ناهيك بالقتال فيه، كان لا يزال حديثاً ومثيراً للمشاهدين، مما جذب إليه المزيد من الإقبال والتقدير. والعنصر الأكثر تميّزاً هنا هو التصوير الذي قام به هاري بيري الذي جاء واقعياً ومنفّذاً بإجادة خاصة، للغاية استخدم نظاماً باسم Magnascope مما أتاح للفيلم أن يعرض بنظام عريض مثل السينماسكوب لاحقاً.
في عام 1929 أقيمت حفلة الأوسكار الأولى وتم منح «أجنحة» أوسكار باسم «أفضل إنتاج». لم يكن الفيلم الوحيد الذي تم تقديره على هذا النحو بل فاز معه فيلم «شروق» للألماني ف. و. مورناو (صامت أيضاً) كأفضل فيلم درامي. وكانت هذه المرّة الوحيدة التي يتم فيها الفصل بين الإنتاج والدراما في تاريخ الجائزة.