سعوديات يتعلّمن قيادة السيارة في البحرين تفادياً لطابور الانتظار

طلبات التدريب ترتفع 100 % خلال أسبوع

سعودية مع مدربتها خلال حصة قيادة
سعودية مع مدربتها خلال حصة قيادة
TT

سعوديات يتعلّمن قيادة السيارة في البحرين تفادياً لطابور الانتظار

سعودية مع مدربتها خلال حصة قيادة
سعودية مع مدربتها خلال حصة قيادة

يكاد هاتف رباب سلمان لا يتوقف عن الرنين، منذ بدء قيادة المرأة للسيارة في السعودية الأسبوع الجاري، في ظل توافد مئات السعوديات على البحرين لتعلّم القيادة.
الإقبال شديد، وتدفق طلبات تعلّم قيادة السيارات متواصل بصورة كبيرة، وارتفع خلال الأيام الأخيرة بنحو 100 في المائة، وفقاً لرباب التي تعمل مدربة قيادة مرخصة من مرور البحرين. وتابعت لـ«الشرق الأوسط»: «سعوديات كثيرات جئن من المنطقة الشرقية لتعلم قيادة السيارة. درّبت 100 فتاة سعودية منذ صدور قرار السماح بقيادة السيارة للنساء حتى الآن، ولا أدري بالضبط كم عدد اللاتي تدربن في البحرين؛ لكنهن بالمئات. أعتقد أن الرّقم كبير جداً».
ولفتت رباب إلى أنّ العائق الوحيد هو ضرورة أن يكون للمتدربة عنوان سكني بحريني، مشيرة إلى وجود مساعٍ لإلغاء هذا الشرط، وتسهيل أمور الراغبات في تعلم القيادة.
إلى ذلك، أكّد إبراهيم العصفور رئيس جمعية البحرين لمدربي القيادة لـ«الشرق الأوسط»، أنّ إقبال السعوديات على تعلّم قيادة السيارة في البحرين كبير، قائلاً: «الاشتراطات المطلوبة هي بلوغ المتقدمة 18 سنة، وعنوان الإقامة في البحرين، أمّا عوامل جذب السعوديات لتعلّم القيادة في البحرين، فأهمّها جودة التدريب، والقرب، وسرعة الحصول على مدرب».
ولفت إلى أنّ البحرين تضم اليوم أكثر من 720 مدرباً ومدربة مرخصين لتعليم قيادة السيارة، وهم على أتم استعداد لتدريب الرّاغبات في تعلم القيادة.
لا بدّ للمتدربة على قيادة السيارة في البحرين من إتمام 22 ساعة تدريبية، بتكلفة 7 دينارات للساعة الواحدة (70 ريالاً سعودياً)، ويسهّل قرب المسافة بين البلدين على نساء المنطقة الشرقية التوجه للبحرين للتعلم، ليأتين من الدمام والأحساء والقطيف والجبيل، في ظل الضّغط الكبير الذي يواجه مدارس تعليم قيادة المركبات في السعودية، وطول فترات الانتظار، وتباعد المواعيد.
وعن ذلك قالت المدربة رباب: «السعوديات اللاتي اخترن تعلّم قيادة السيارة في البحرين، يفضلنها لأنّ جودة التدريب عالية والمكان مهيأ، فلدينا مجال للتدريب الميداني الفعلي والنزول للشارع العام»، مشيرة إلى أنّ السّعوديات لديهن جرأة وسرعة بديهة وتركيز عال، ويتقنّ القيادة خلال 6 ساعات وسطياً، ولكن لا بد أن يكملن باقي المدة لإتقان كل المهارات.
وربما ما يسهل من مهام التدريب في البحرين هو كون مدربي القيادة المرخصين يعملون بشكل مستقل، مع كونهم حاصلين على رخص ويتبعون إدارة مرور البحرين، إلا أنّ ترتيب الجداول يتم بينهم وبين التلاميذ مباشرة. وذكرت المدربة رباب أنّ بعض المتدربات لا تناسبهن فترة الصباح فيتدربن خلال المساء أو الفجر، حسب التنسيق بين المدربة والمتدربة. وأوضحت أنّ كلّ السعوديات اللاتي تدربن حصلن على الرخصة من البحرين، ومن ثمّ يستبدلنها مباشرة في السعودية.
بعض الفتيات اللاتي تدربن أو يعتزمن الذهاب للتدرب على قيادة السيارة في البحرين، أجمعن على أن دافعهن الأبرز لذلك هو تفادي ضغط الانتظار على المدارس السعودية. وقالت إحداهن لـ«الشرق الأوسط»: «سجّلت في مدرسة تعليم القيادة، ووجدت أمامي آلاف الفتيات ينتظرن دورهن، فقرّرت الذهاب للبحرين وإنجاز هذه المهمة خلال ثلاثة أسابيع».
يذكر أنّ الإدارة العامة للمرور في السعودية هيّأت خمس مدارس لتعليم المرأة قيادة المركبات في خمس مدن، توزعت بين الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة وتبوك، في الوقت الذي تجري فيه دراسة عدد من الطلبات لافتتاح مدارس أخرى في مختلف المدن والمحافظات بالمملكة، استكمالاً لصرف رخص القيادة للسائقات اللاتي يكملن برامج التدريب، واستبدال رخص قيادة السائقات اللاتي حصلن على رخص قيادة دولية أو أجنبية معتمدة في المملكة، وفق ما نص عليه نظام المرور ولوائحه.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».