معرض «للشغف ألف ظل»... قصص من الحياة تترجمها أحاسيس الريشة

فادي كامل يعرض في «للشغف ألف ظل» لوحات تجريدية
فادي كامل يعرض في «للشغف ألف ظل» لوحات تجريدية
TT

معرض «للشغف ألف ظل»... قصص من الحياة تترجمها أحاسيس الريشة

فادي كامل يعرض في «للشغف ألف ظل» لوحات تجريدية
فادي كامل يعرض في «للشغف ألف ظل» لوحات تجريدية

يجتمع كل من الفنانَين التشكيليين فادي كامل وتالا بيضون في معرض واحد للرسم يُنظّم في غاليري «إس في» في منطقة الصيفي بالعاصمة بيروت. ففي لوحات تجريدية تقابلها أخرى من نوع «البورتريه» تستقبلك أعمال الرسامين المؤلفة من 50 لوحة، تترجم بموضوعاتها المتنوعة أحاسيسهما التي تلقفاها من مواقف عاشاها في حياتهما اليومية.
فكما المرأة والحب والأم و«المرأة الفراشة» تقدم تالا بيضون في لوحاتها المرسومة على مساحات واسعة من القماش والورق والخشب، موضوعات أخرى ترتبط ارتباطاً مباشراً بالشعور والعواطف التي يمكن أن تكنّها المرأة للشّخص الآخر حبيباً كان أو زوجاً أو طفلاً. فالحزن والرّقة والبحث عن النفس، تعكسها لوحاتها العاطفية لتبين تقديرها الكبير للمشاعر الإنسانية. «برأيي أن المرأة تمثل الدنيا بما فيها، فهي نبع الحب والعاطفة والحنان، وتمضي حياتها في العطاء مستمتعة في ذلك». توضح بيضون في حديثها لـ«الشرق الأوسط». فخلال تجولك في المعرض ستأخذك لوحات تالا إلى حالات عاطفية عميقة تتمثل في نظرات شخصياتها وحركات أجسادها، وكذلك في الوضعيات والزوايا اللتين تنطلق منهما إلى آفاق عالم المرأة الواسع. وتستخدم الفنانة بيضون في رسوماتها ألواناً دافئة وأحياناً قاتمة؛ كونها تساعدها على إبراز أفكارها وترجمتها. «الأبيض والأسود بالنسبة لي هي بمثابة ألوان محايدة، لكنها في الوقت نفسه عميقة فتطفو معها المشاعر على سطح اللوحة وتغلفها بطابع فني ينعكس مباشرة على عين مشاهدها». وعما إذا اللوحات تمثّل قصصاً من حياتها ترد: «إنها تجمع مراحل عدة قد يمر بها أي شخص من وحدة وعشق وتحرر وعاطفة جياشة وغيرها؛ ولذلك أجدها تشبهنا بتركيبتها وتحكي بلساننا بكل بساطة». وفي مجموعة لوحات عنونتها تالا بيضون بـ«جيسو الأسود» تلفتنا تقنية خارجة عن المألوف تلجأ إليها لإبراز حالة التحرر التي يمكن أن تصيب الإنسان وتقول «(الجيسو) هي الرسمة الأولية التي نفرشها على القماشة قبل البدء فيها، وعادة ما تكون بيضاء فأقوم بتظليلها وتصفيتها في الوقت نفسه بواسطة ورق الزجاج فأحصل على هذه الخلفية الغامضة التي تغطي اللوحة».
وفي المقلب الثاني من المعرض، تطالعك لوحات الرسام فادي كامل التي بألوانها الزاهية والمؤلفة من الأزرق والأصفر والأحمر الحاضر في بعضها، تنقلك إلى أماكن استنبط منها الفنان اللبناني موضوعات لوحاته. فهو قدّم «موج البحر» و«لوحة رقص» و«قطعة موسيقية» و«طريق عتيق» و«مكان هادئ»، وغيرها من الرّسومات، في قالب تجريدي يفسّر أحاسيسه تجاه تلك الأماكن والحالات التي عاشها على طريقته. «لكل منّا طريقته وأسلوبه في فهم اللوحة التجريدية؛ وهو ما يميّزها عن غيرها من أنواع الرّسم. فمع هذه المساحة الكبيرة من الخيال التي تزودنا بها نسافر معها خارج الزمان والمكان اللذين يحيطان بنا». ويؤكد فادي كامل، أن الشّغف الذي يعنون هذا المعرض يغلف كل لوحة رسمها، ويقول: «في لوحة (العصافير) لا وجود لشكل الطير فيها؛ إذ رسمتها وأنا أستمع إلى زقزقة العصافير على شرفتي من دون أراها فنقلتها على مساحة ملونة زاهية ناقلاً فيها أحاسيس الفرحة من جراء أصواتها».
ويشير الفنان اللبناني الذي يتلمس مكامن الفن والإبداع في لوحاته بأنه يتأثّر بالمكان أكثر من الزمان؛ ولذلك يلاحظ زائر المعرض أن أسماءها ترتبط ارتباطاً مباشراً بأماكن مختلفة، فيترك آثارها على قماشة لوّنها بأحاسيس استمدها منها ليقدمها في قالب الفن التجريدي. «عادة ما أرمي جانباً ما يسيء إلى المشهدية التي أنظر إليها فأزيلها من ذاكرتي متمسكاً بالجزء الحلو منها فأرسل من خلالها ذبذبات إيجابية لعين مشاهدها».
يستمر معرض «للشغف ألف ظلّ» حتى نهاية الشهر الحالي، وهو يقام بالتعاون مع شركة «سوليدير» في منطقة «الصيفي فيلادج» وسط بيروت.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.