«أوبرا عايدة» على مسرحي قرطاج والجم للمرة الأولى

ثمرة تعاون فني بين تونس وإيطاليا

جانب من «أوبرا عايدة»
جانب من «أوبرا عايدة»
TT

«أوبرا عايدة» على مسرحي قرطاج والجم للمرة الأولى

جانب من «أوبرا عايدة»
جانب من «أوبرا عايدة»

أعلنت وزارة الثقافة التونسية والمحافظة على التراث عن برمجة عرضين فنيين من الطّراز الرفيع لأوبرا عايدة على مسرح الجم الأثري يوم 30 يونيو (حزيران) الحالي في إطار مهرجان الجم للموسيقى السيمفونية، وفي الخامس من يوليو (تموز) المقبل، على مسرح قرطاج الأثري.
ومن المنتظر أن يستمتع عشاق الموسيقى السيمفونية بهذا العرض الفني الهام الذي يتواصل لمده ساعتين ونصف، وقد أعاد تنفيذه كورال «لوليو الترابنية للموسيقى» وهي مجموعة أوبرالية إيطالية بالتعاون مع مسرح أوبرا تونس، ويشارك في هذا العرض حوالي 150 عنصراً بين مغني أوبرا وعازفين وكورال يمثلون المجموعة الموسيقية الإيطالية وكذلك الأوركسترا السيمفوني التونسي وأوركسترا أوبرا تونس وباليه تونس.
وفي هذا الشأن، قالت سيماء صمود مديرة قطب الموسيقى والأوبرا في مدينة الثقافة (راجعة بالنظر لوزارة الثقافة)، إنّ «أوبرا عايدة هي فرصة تاريخية للموسيقيين التونسيين للاحتكاك بالعالم السّحري الأوبرالي والعمل في ديكور وإخراج بمواصفات فنية عالمية». وقد نُفّذ الديكور والملابس والسينوغرافيا في تونس بتعاون مع عدد من الكفاءات التونسية والإيطالية.
وأشارت صمود في مؤتمر صحافي عقد لتقديم معطيات بشأن «أوبرا عايدة»، إلى أهمية وجود عناصر من الأوركسترا السيمفوني التونسي وأوركسترا وأصوات أوبرا تونس، حديث التأسيس في هذا المشروع، وقالت إن ذلك يبعث الأمل في مستقبل هذه المجموعات تحت مظلة مسرح أوبرا تونس، وتعطي دفعا لمشاريع تونسية أوبرالية خاصة أنّ «أوبرا عايدة» هي انطلاقة شراكة على المدى البعيد بين تونس وإيطاليا في هذا الاختصاص الأوبرالي من ناحية التكوين والإنتاج» على حد تعبيرها.
يذكر أنّ أوبرا عايدة هو عرض موسيقي من إبداع الموسيقار الإيطالي «جوزيبي فيردي» (1813 - 1901)، وقد نُفّذت بطلب من الملك المصري الخديوي إسماعيل الذي أمر ببناء دار الأوبرا المصرية خصيصاً لهذا العرض احتفالاً بافتتاح قناة السويس وعرضت لأول مرة سنة 1871، وتروي هذه الأوبرا رحلة استثنائية تدور حول قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الإثيوبية «عايدة» وقائد الجيش المصري «راداميس». وسيستمع الجمهور إلى أصواتٍ أوبرالية إيطالية نسائية ورجالية بمشاركة كل من «ميتي ألبارولا» و«دانييلا دياكوفا» و«داريو برولا» و«جيوسيبي جارا» و«آنريكو رينالدو» و«لويسيانا بانسا» وكذلك «جيسيبي آنفانتينو».
وبلغت الكلفة الإجمالية لتنفيذ «أوبرا عايدة» حوالي مليون دينار تونسي (نحو 400 ألف دولار) من دون احتساب نفقات التنقل، وفق ما أكدته سيماء صمود مديرة قطب الموسيقى والأوبرا في مدينة الثقافة (حكومية)، وقد تكفل الجانب الإيطالي بما قيمته 600 ألف دينار تونسي (حوالي 240 ألف دولار) لتنفيذ هذا العرض الفني الضخم الذي قدم قبل سنوات في مصر.


مقالات ذات صلة

«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

يوميات الشرق «الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)

«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

تُسلِّط المسرحية الضوء بأسلوب درامي على التحديات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، وتطرح تساؤلات حول الصراع بين الطموح والقيود النفسية التي قد تُعيقه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً، ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الثلاثي المسرحي في صالة «بيروت هال» (إنستغرام)

مسرحية «حادث أمني صعب»... نقدٌ ذاتي ساخر وضحك متواصل

يحكي قاووق عن المصائب التي عاشها اللبنانيون، من الدمار الهائل والانفجارات، إضافة إلى أحداث أخرى بدأتها المقاومة بحرب مساندة لتنتهي بسقوط نظام الأسد في سوريا.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)

عروض مسرحية قديمة في «بداية السنة الجديدة» بمصر

مع بداية العام الجديد، تشهد المسارح المصرية 6 عروض قديمة (عرضت في مواسم سابقة)، بعضها على مسارح الدولة (القطاع العام)، وهي «نوستالجيا 80/90»، و«الأرتيست».

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس أبناء منصور الرحباني يطلقون فعاليات مئوية والدهم (الشرق الأوسط)

أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس

بحضور حشدٍ من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية، أطلق أبناء منصور الرحباني برنامج مئويته من بيروت.

كريستين حبيب (بيروت)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.