نبات زينة يقدم حلاً لإنتاج غذاء خالٍ من البكتيريا

باستخدام بذوره في إنتاج جسيمات الفضة النانوية

نبات أكاليفا
نبات أكاليفا
TT

نبات زينة يقدم حلاً لإنتاج غذاء خالٍ من البكتيريا

نبات أكاليفا
نبات أكاليفا

تمكن باحث مصري من استخدام مستخلص بذور نبات أكاليفا، المصنف نباتاً للزينة، لتحضير جسيمات فضية نانوية لها القدرة على تثبيط نشاط البكتيريا، بما يؤهلها للاستخدام في الصناعات الغذائية.
ويتجه نشاط الصناعات الغذائية حالياً إلى استبدال مواد طبيعية بالمواد الحافظة الكيميائية ، عبر ما بات يعرف بـ«الكيمياء الخضراء»، وشارك في هذا الاتجاه د. علي محمد الهجرسي الباحث بقسم كيمياء وتصنيف النباتات بشعبة الصناعات الصيدلية بالمركز القومي للبحوث، عبر إنتاج جسيمات الفضة النانوية من نبات أكاليفا.
ويقول الهجرسي: «عُرف عن معدن الفضة منذ القدم قدرته على قتل الكائنات الدقيقة والطحالب، حتى إن الناس كانوا يضعون في قِرب الماء المصنوعة من جلد الشاة، قطعاً معدنية من عملات الفضة أثناء الرحلات الطويلة لتحتك مع بعضها فيحدث ذوبان لجزء بسيط من الفضة في الماء في صورة مسحوق ناعم جداً يكون وسيلة في قتل البكتيريا وتطهير الماء، وقدم حديثاً علم النانو فرصة أفضل لاستخدام هذا المعدن في إنتاج جسيمات نانوية تعطيه فاعلية أكبر في قتل البكتيريا».
ويقول الهجرسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «استخدام جسيمات الفضة النانوية كقاتل للبكتيريا ليس جديداً، ولكن الجديد الذي يتنافس فيه الباحثون هو البحث عن مصادر طبيعية وغير تقليدية لإنتاج هذه الجسيمات، وكانت مساهمتنا في هذا الاتجاه عبر استخدام نبات أكاليفا».
والمعروف عن نبات أكاليفا أنه يتميز شكلاً بجمال أوراقه بما يجعله خياراً مناسباً للاستخدام كسياج في الحدائق والمتنزهات، ويستخدم في الصناعات الصيدلية لاحتوائه على مركبات فعالة في التئام الجروح، وإزالة السموم، كما تستخدم مركباته في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم، والتهابات الجلد الفطرية، والجديد الذي يقدمه الباحث هو استخدمه في الصناعات الغذائية.
وخلال البحث المنشور في دورية Bioscience Research، قام الباحث بتحضير مركبات الفضة النانوية من خلات الأيثيل (مركب عضوي يكون على شكل سائل عديم اللون له رائحة مميزة)، التي استخلصها من بذور نبات أكاليفا وقام بتقييم نشاطها ضد البكتيريا المسببة للأمراض والفطريات في الصناعات الغذائية، مقارنة بنشاط مستخلص خلات الإيثيل للنبات نفسه دون تحضيره في شكل جسيمات فضية نانوية.
وأظهرت النتائج التي رصدها الباحث أن الجسيمات النانوية الفضية التي تم تحضيرها من خلات الإيثيل المستخلصة من بذور النبات كان لها نشاط مضاد للجراثيم والفطريات بشكل أكثر كفاءة.
ويوضح الهجرسي، أن «نتيجة البحث دفعتنا للتوصية باستخدام مركبات الفضة النانوية المحضرة من خلات الإيثيل المستخلصة من بذور نبات أكاليفا في مجال الصناعات الغذائية، والتي تفقد نحو 25 في المائة من إنتاجها كل عام بسبب تلوث الأغذية بمسببات الأمراض، وفي مقدمتها بعض أنواع البكتيريا مثل (السلمونيلا)»، أو الفطريات. وبالإضافة لفاعلية تلك المركبات في قتل البكتيريا، فإنها «تتميز بسهولة التحضير، كما أنها تصب في اتجاه الكيمياء الخضراء، وهو ما يعظم من قيمتها»، كما يؤكد الباحث.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».